قال إن اليمن ينقصه شركة إنتاجية ودعم سخي
نقيب الفنانين اليمنيين يحيى إبراهيم في حوار مع الموقع بوست: المال أثر على الأعمال الدرامية اليمنية (بودكاست)
- صنعاء - خاص الجمعة, 22 أبريل, 2022 - 11:45 مساءً
نقيب الفنانين اليمنيين يحيى إبراهيم في حوار مع الموقع بوست: المال أثر على الأعمال الدرامية اليمنية (بودكاست)

[ نقيب الفنانين اليمنيين يحيى إبراهيم ]

يتحدث نقيب الفنانين اليمنيين الفنان يحيى إبراهيم بلغة تجمع بين الخبرة الفنية، وبين التجربة الطويلة في مجال الدراما اليمنية.

 

في حديثه مع بودكاست الموقع بوست تحدث إبراهيم عن واقع الدراما اليمنية، والتحديات التي تواجهها، وواقعها اليوم، والنجاح الذي حققته بالأمس.

 

في هذا الحوار الذي نشر على منصات بودكاست الموقع بوست تطرق الفنان يحيى للعديد من القضايا الفنية والدرامية في اليمن، سواء كأعمال فنية أو كأسماء، مقدما خلاصة تمثل مرجعية مهمة للوقوف أمام الدراما والمسرح في اليمن.

 

إلى الحوار:

 

*كيف هي مسيرة الفنان يحيى ابتداء من أول عمل درامي لك مرورا بدورك في مسلسل دحباش حتى اليوم؟

 

**مسيرتي الفنية بدأت في حوالي 1977، وكان عمري حينها سبع سنوات، ودحباش ليست البداية بالنسبة لي، قبله عملت أعمال كثيرة مسلسلات وبرامج، كان من ضمنها "عودة مهاجر" و"رباعي" ومسلسل "المهر" في 1989، قبل دحباش بعام، وأيضا قبلها فوازير ومسابقات، وأعمال درامية اشتغلتها في الثمانينات، في حوالي 1980، إلى أن وصلنا إلى العام تسعين، وجاء مسلسل دحباش بعد عشر سنوات من العطاء  في سنة 1990، وأول ظهور لأدم سيف كان معانا في مسلسل "المهر" بدور المشعوذ، بعدها كتب مسلسل "دحباش"، وعملت أنا وهو مع بعض لسنوات كثيرة، وكان دوري بالمسلسل "عاقل"، وليس حمادي الذي كان يمثله الزميل شكري، وكنت أنا بدور مالك المنزل الذي استأجره أدم سيف.

 

المسيرة الفنية حافلة بالأعمال والدرامية اليمنية والمسلسلات والأفلام والسهرات، طبعا أنا خريج بغداد درست في عام 1982 التمثيل هناك، وكذلك الإخراج المسرحي، ولم أكن متعلق بالتلفزيون، كنتُ مهتما بالمسرح، لكن التلفزيون لحق بعدي حتى اللحظة، غير أن حبي الأول للمسرح هو الأساس، واللبنة والأساس الأول لي ولكل الفنانين.

 

*كنا زمان نرى الأمر له علاقة بالإمكانيات، لكن الآن هناك شباب قادرين أن يخرجوا عن هذا الإطار، إما بأفلامهم أو إعلاناتهم القصيرة، يا ترى لماذا لا يتم الاستعانة بهم لأداء مسلسل يشارك في السباق الرمضاني في الوطن العربي؟

 

**بالنسبة للشباب الذي يقدمون إعلانات، ويعملون الأشياء الجميلة والرائعة، وأنا اشارك أغلبهم في أفلامهم، وأشارك معهم كبطولة وضيف شرف، من أجل دعمهم، واشارك معهم شخصيا، أما بالنسبة للتعاقد الدرامي معهم، وتسويقه، فمن الذي يتعاقد معهم؟ إذا كانت الشركات التي تعمل مسلسلات درامية تنتج أعمالها الخاصة بها، وهناك بعض الشباب يطلبون منهم المشاركة في هذه الأعمال مثل محمد نعمان وفواز التعكري.

 

الشباب يشاركوا بالمسلسلات، لكنهم ينتجون عمل درامي، ويتعاقدون معهم، إذا كانت الدولة هي التي تقوم بهذا الشيء، لكن الدولة لا يوجد انتاج بالنسبة لها، مثل قناة الفضائية اليمنية والمسيرة اللتان تمثلان الدولة ينتجون مسلسلات لأنفسهم، والشباب بدأوا يشتغلوا، وظهورهم في الأفلام والبرامج التي يعملوها جميل ورائع، لأنه لا يمكنهم تحمل تكاليف الدرامي، ولديهم مبالغ بسيطة جدا، وأغلبهم يصورون بتلفوناتهم أو كاميرات عادية، والذي يعملون معهم أغلبهم متعاونين، ولا يحتاجون الميزانية مثل أي فلم درامي أو سينمائي وتلفزيوني، بسبب التكلفة للطاقم الكبير من إضاءة وصوت وتقنيات فنية ومصورين ومونتاج، وتكلفة انتاج، لكن بالنسبة للشباب لا توجد أي تكلفة كبيرة، وسيكون عليهم مجرد أثنين ثلاثة اربعة يتجمعون ويدبرون مصروفهم ويصوروا، ولا توجد عليهم أجور للأخرين لأنهم يصورون من أنفسهم.

 

*لماذا الدراما اليمنية مقتصرة على شهر رمضان فقط، هل بسبب المشاهدات أو بسبب أنها اصبحت عادة متلازمة وتسبق الثلاثة الأشهر الأولى قبل رمضان، ما السبب؟

 

**طبعا، كان زمان، ومنذ السبعينيات والثمانينات أثناء التلفزيون الأبيض والأسود، كانت الفضائية اليمنية الوحيدة على مستوى اليمن بشكل عام، تنتج في رمضان برامج المسابقات وفوازير وبرامج أطفال، ولا يوجد أي مسلسل في رمضان، وكانت بغير الموسم، إلا أن وجود قنوات فضائية مثل السعيدة وقنوات دخلت في المجال نفسة بدأوا يبحثون عن التجار الداعمين، والتاجر ما يدعم إلا في رمضان لأنه كثير ناس يشاهدون في هذا الشهر، وانجرفت كل الأعمال إلى رمضان واصبح موسم، ليس باليمن فقط وإنما حتى في تركيا ومصر والأردن والخليج بشكل عام، وصورت في الخليج أكثر من مسلسل وعمل تلفزيوني كان كله لموسم رمضان.

 

 

أعمال كثيرة اشتغلتها في الخليج وخارج اليمن، كانوا يدعوني، واشارك لرمضان، الآن أصبحت كل الأعمال العربية والخليجية تنتج لموسم رمضان، وليس اليمن منفردا بهذا الإنتاج الدرامي الرمضاني، فبرنامج مثل "رامز" يأتي في رمضان، بالإضافة لبرامج أخرى ارتبطت برمضان وهي قوية جدا في الخليج، مثل المسلسل السعودي "طاش ما طاش" بأجزائه الثمانية.

 

*القالب الكوميدي للدراما اليمنية لماذا لم يخرج عن إطار تعبيرات الوجه، هل للأمر علاقة بالمعاهد السينمائية لتأهيل الممثلين أو أنه قصور منهم؟ بين قوسين لماذا الأداء هو نفسه كل عام؟

 

**بالنسبة، للإنتاج الكوميدي التي أنتجتها الفضائية اليمنية وقناة السعيدة وكثير من القنوات أعتقد كان بالنسبة لهؤلاء إنتاج أعمال كوميدية مثل "شاهد عيان" و "قد كان ما كان كان"، ومسلسل "صابر" و"غماد الشوك".

 

الفضائية اليمنية أنتجت أعمال كوميدية كثيرة وعلى حسابها الخاص، وقناة السعيدة أنتجت أعمال كوميدية مثل "همي همك" و"كيني ميني".

 

بالنسبة لقناة السعيدة فأغلب أعمالها كانت مرتبطة بالتجار، الذين عندما يشاهدون عمل كوميدي يقدمون إعلانات كثيرة للمسلسل، لكن في الأونة الأخيرة أكثر من قناة ومسلسل لم يحمل الطابع الكوميدي إطلاقا، وفي أعمال كثيرة قدمت مثل "قلوب مقفلة" وأبواب الشر" في قناة المسيرة، أما الفضائية تقدم حاليا مسلسل "باقة ورد" ببطولة الزميل الفنان نبيل حزام، وأيضا "سد الغريب" قبل عام، وكان عمل درامي ليس فيه أي كوميديا.

 

أما هذا العام فهناك إنتاج غزير من الدراما اليمنية التي تخلو من الكوميديا، والعام الماضي أيضا كان هناك مسلسل "خلف الشمس" ليس له أي علاقة بالكوميديا، وهذي السنة مسلسل "باقة ورد"، ومسلسل "ماء الذهب" الذي أنتجناه، وكذلك السعيدة التي أنتجت مسلسل "ربيع المخا"، ولا يوجد فيه كوميديا خالص.

 

فالأعمال ترتبط أصلا بالتجار، وأغلب القنوات بدأت الآن تعتمد على إنتاج مسلسلاتها، وأعتقد أن الكوميديا اختفت، طبعا لا ننسى القنوات العربية مثل القنوات الخليجية أو الأعمال التي قدمت من قبل، مثل "طاش ما طاش" حوالي أربعة عشر جزء، ومسلسل "غشمشم" الذي شاركت فيه وكان عمل كوميدي، و"سوق الحراج" في الرياض شاركت فيه، وكان كوميدي أيضا، وأعمال في الإمارات مثل "حاير طاير"، و"سلسلة" كلها كانت كوميدية.

 

ومن خلال الكوميديا كل القنوات سوا اليمنية أو العربية من خلال الكوميديا يعالجون قضايا كبيرة ورسائل هامة، والوطن العربي ملي بالأعمال الكوميدية الهادفة، وانتاج هذا العام لا يوجد سوى مسلسل كوميدي واحد فقط.

 

*يرى البعض أن الدراما اليمنية تعاني من خلل أو ضعف في السيناريو والقصة والإخراج.. كيف ترى أنت الوضع؟

 

**المثل يقول " شاكر نفسه شيطان أخرس"، صعب أقول أن الدراما اليمنية أنها في القمة أو في العلالي، لكن قس على ذلك من خلال استدعائي أو طلبي من دول الخليج للمشاركة في أكثر من مسلسل، هذا يعني أن الدراما اليمنية وصلت وشاهدها الغير، سواء في الخليج أو الوطن العربي، وطلبوا من الممثل زميلي نبيل حزام، الذي شارك في الأردن والعراق، وشارك كثير من الزملاء في أكثر من عمل، وهذا يعني أنهم يتابعونا، وإلا على أي أساس طلبونا للعمل معهم، وأعمالنا اليمنية وصلت للعالم وأمريكا وتركيا.

 

 

الدراما اليمنية ناجحة، وبحسب إمكانياتنا، وقدمنا أعمال جيدة، والآن هناك شركات بدأت تشتغل بتقنيات حديثة، وأحدث الكاميرات، والدراما اليمنية لها طابعها الخاص، وأكثر أعمالنا تتميز بالشكل الشعبي والمحافظ، والأعمال لا يمكن مقارنتها، فهناك أعمال محترمة كثيرة، لكن نحن أعمالنا كلها تدور حول التراث والقضايا الاجتماعية، والأعمال الدرامية التي ننتجها تحافظ على ماء الوجه والعادات والتقاليد اليمنية.

 

*هل هناك مؤثرات أو عوامل أثرت اليوم على العمل الدرامي اليمني؟

 

**أكثر المؤثرات هي الميزانية التي تكون شحيحة، لكن ما اعتقد أن الدراما اليمنية أنها تأخرت عشان المادة، فالشركات تبحث عنها قبل إنتاج المسلسل من سنة سنتين، وتبدأ التحضير وتبحث عن المال، وهذا بالنسبة للشركات الخاصة، أما القنوات الرسمية كقناتي الفضائية والمسيرة فتتبعان الدولة، وتكون ميزانية الدراما مستقطعة من ميزانية الدولة، ولا يكون أي إشكالية أمامهن.

 

*من أفضل عمل وأفضل ممثل، ومنتج ومخرج تراه اليوم في الساحة الفنية من وجهة نظرك؟

 

**أنا كفنان وممثل ونقيب الفنانين من أصعب أن اقيم العمل عن عمل أخر، أو أختار أفضل الممثلين، التقييم يرجع للجمهور نفسه، والمشاهد هو الذي يقيم أفضل عمل، وبحكم أن معي عمل ومشارك في عدة مسلسلات فمن الصعب جدا أن أقيم المسلسل الأفضل أو الممثل الأفضل، لكن من خلال مشاهدتي كمواطن وليس كفنان بالأمانة بأن مسلسل " ابواب صنعاء" مسلسل جميل ورائع للمخرج عبدالرحمن دلاق، و"باقة ورد" للمخرج مجاهد الانسي الذي يبث عبر الفضائية اليمنية، وبطولة نجمنا وصديقنا الفنان نبيل حزام، وشاهدت بعض الحلقات، وأيضا مسلسل "ربيع المخا" إمكانياته ضخمة جدا، وانتاج كبير، ومخرج رائع مثل الشاب وليد العلفي.

 

ثلاثة أعمال أقيمهم كمشاهد، ولا أنسى بالنسبة لبرنامج "مواقف يمانية" في قناة الهوية لغازي حميد، هذا الموسم تفرد بإنتاج الكاميرا الخفية ورسائل موجودة فيه، بالرغم أني كنت أحد الضحايا أو الضيوف لهذا البرنامج.

 

وهناك أعمال كثيرة من الصعب أن اقيمها ما شاهدتها، هناك مسلسل في حضرموت عمل جميل ورائع، والتقييم يرجع للمشاهد.

 

أنا لا استطيع أن أقيم واحد، من الأول والأفضل والممثل الجيد، جميعهم اعتبرهم ممثلين جيدين وكفاءة، سوا المخضرمين والشباب، لا أنسى صلاح الوافي الذي لا يزال ينتج مسلسله، لكن يبدو أنه بحسب ما سمعت بأن العمل تأخر، مثلما تأخر مسلسل "ماء الذهب"، وهما اثنان أعمال لم يحالفهم الحظ أن يعرضوا في هذا الموسم، وإن شاء الله يتم عرضهم بالموسم القادم.

 

*ما الذي تحتاجه الدراما اليمنية لتصبح منافسة ورائدة ومكتملة في أدائها ورسالتها؟

 

**الدراما اليمنية بحاجة إلى الدعم السخي والمادة والإنتاج الغزيز والمنافس وشركة انتاج، والموجودة حاليا بالساحة شركة "دت نيشين" وشركة الوافي، وشركتان فقط اللتان ينتجان، ومناخنا جميل، وأراضينا واسعة.

 

أتذكر أنه جاء لليمن زمان وفد من إيطاليا أو من فرنسا وأخذتهم بسيارتي إلى منطقة حراز ومحافظة إب والبرح بمحافظة تعز، كان هذا قبل الوحدة اليمنية، أعجبوا بالأماكن والطقوس اليمنية والأستوديوهات الربانية المفتوحة، ومواقع تصوير روعة جدا، لكن ينقصنا شركة إنتاجية قوية، تكون موجودة لدعم الدراما وتنتج أعمال جديدة، وكثير من الشركات يحاولوا دخول مجال الأعمال الدرامية، لكن هذا مكلفا وليس سهلا، ونتمنى من الله التوفيق، وأن توجد إمكانيات ترتقي بالدراما اليمنية وتجعلها منافسة على مستوى الوطن العربي.


التعليقات