[ مقبل نصر غالب - الموقع بوست ]
انتهت دراستي في الأردن، في يوليو 1978، وكان من عادة وزارة التربية والتعليم الأردنية، توزيع استمارة بعد آخر امتحان، خاصة بالأردنيين، وفيها تحدد ثلاث رغبات للتوزيع في العمل كمدرس، والوزارة تتولى إكمال معاملة توظيفك، بناء على إحدى اختياراتك، والخريج الذي عليه إشكالات مع المخابرات ينشر اسمه في الصحيفة لمراجعة المخابرات.
قمت بتعبئة استمارة مع الأردنيين، وحددت ثلاث رغبات مثلهم، وتفاجأت بنشر إعلان في صحيفة الرأي، يدعو مجموعة من الأسماء إلى مراجعة المخابرات، واسمي رقم واحد، فخافت السفارة اليمنية، "يعلم الله أيش قد عمل من نثرة؟"
وبالمناسبة، حتى في اليمن، حينها لا تتوظف إلا بموافقة الأمن الوطني، وتدخل الوثيقة في ملف التوظيف، وما تدخل الجامعة، وما تسافر خارج البلاد، إلا بموافقته.
اقرأ أيضا: مقبل نصر غالب يتذكر: كنتُ وكانت تعز .. ذكريات عن الدور المصري والزخم الثوري والمركز الإسلامي
وتزامن إعلان المخابرات الأردنية، مع دورة تدريبية أقيمت في الأردن، وحضرها أربعة ضباط يمنيين، من ضباط الأمن الوطني، ومنهم ضابط من أبناء منطقتي، فسألهم الضابط الأردني المدرب: هل تعرفون مقبل نصر غالب؟
فاحتاروا بالرد عليه، وسألوه: أيش قد عمل ونحن سنجيبك على سؤالك، هو حق نثرات من زمان ويكتب بالصحف، هل هاجم الملك أو الحكومة، إذا قد غلط عليكم هاتوه لعندنا، ونحن سنقوم بالواجب؟
اقرأ أيضا: مقبل نصر يتحدث عن: إنشاء منتزه تعز وأول انتخابات نيابية وجدل إنشاء البنك المركزي
وهذه روايات سمعتها لاحقا من موظفين في السفارة، وضابط شارك في هذه الدورة التدريبية، والقضية كانت فقط يريدون التأكد من رغبتي في العمل كمدرس، في الأردن، ولم يكن الاغتراب يومها حلما كما هو اليوم لغالبية الشباب.
رحلة العودة لصنعاء
حصلت على تقدير عام جيد جدا، تابعت استخراج وثائق التخرج والمصادقة عليها في المؤسسات الأردنية والسفارة اليمنية، وحزمت حقائبي، ودعت أصحابي وأخذت عناوينهم للمراسلة لاحقا.
توجهتُ إلى دمشق، في شهر أغسطس، لمقابلة الملحق الثقافي، حيث لم يكن في الأردن ملحق ثقافي يمني، وتم تكليف الملحق في دمشق، بالإشراف علينا.
والمسافة من عمان إلى دمشق 200 كم، طويناها في ساعتين، ووصلت مباشرة إلى الملحقية، قابلت الملحق الثقافي الأستاذ محمد محسن الوادعي، ونائبه الأستاذ أحمد بن أحمد هاشم الشهاري.
استلمتُ مخصصات آخر شهر، وتذكرة السفر على "اليمنية"، أقمت يومين في الفندق، زرتُ فيها أصحابي الطلاب من شرعب والمخلاف، يدرسون في دمشق.
وجاء موعد "اليمنية"، توجهتُ إلى صنعاء، وصلتُ إلى فندق متواضع وزرتُ وزارة التربية والتعليم، حيث قدمتُ لها وثائقي، وتم إحالتها إلى لجنة معادلة الشهادات الخارجية بالشهادات المحلية، فكانت المعادلة "دبلوم عالي رياضيات معاصرة سنتين بعد الدبلوم العام والثانوية علمي".
وفي الخدمة المدنية "الديوان العام للموظفين"، قدمتُ لهم شهادات الدورات التدريبية لعلها تنفع في زيادة المرتب، فقالوا: "لا تقبل لأنها في زمن المؤهل وليست بعده، وقدمت شهادة عمل ست سنوات في تربية تعز، فقالوا لا تقبل لأنها بالتعاقد".
تم تسكيني في الدرجة السابعة، بيني وبين الجامعي درجتين، حيث يثبت الجامعي في الدرجة الخامسة، وبيني وبين المؤهل الجامعي سنتين، ثالثة ورابعة، والفارق في المرتب 500 ريال، الجامعي يستلم 1500 ريال، وأنا استلم ألف ريال فقط.
حمود هاشم الذارحي
ويصرف الديوان العام، مبلغ وقدره ألف ريال، لخريج الجامعة المتقدم للتوظيف، ليستعين به لإكمال معاملات توظيفه وانتظار الراتب آخر الشهر، ويحرم صاحب المؤهل دون الجامعي من هذا المبلغ المالي.
أخذتُ الفتوى، وأكملتُ المعاملة في المالية، ورجعتُ إلى وزارة التربية والتعليم، لتوزيعي للعمل حسب حاجتها وحاجتي، ودخلتُ في دوامة الأسئلة: أين أذهب، أين أحسن، تعز أحسن، أم صنعاء، أم ديوان الوزارة؟
اقرأ أيضا: مقبل نصر غالب يسرد ذكرياته عن بدايات التعليم في تعز ورد المخلافي على مذيع في عيد الثورة
حكاية توزيعي للعمل
في الوزارة، التقيتُ قائد الحروي مدير عام التربية والتعليم في تعز، فقال لي "اطلب الإرسال إلى تعز وأنا أعينك في العمل الذي تختاره"، وأصحابي من تعز قالوا "ما بقي لك صاحب في مكتب تعز يملك سلطة القرار"، وفعلا التقيتُ خالد محمد سعيد يستكمل معاملات تعيينه مساعد ملحق ثقافي في القاهرة.
وجدتُ الشيخ حمود الذارحي، فقال لي "اطلب إرسالك إلى المعاهد العلمية ولا يهمك"، والأستاذ محمد الغفاري مدير مركز الوسائل التعليمية، قال "تعال عندنا"، وكنتُ قد لقيته في الأردن، أثناء حضوره دورة تدريبية في الوسائل التعليمية هو وزميله محمد الحمزي.
ومدير المناهج في الوزارة الأستاذ حمود عبده ناجي، يشجعني على ذلك، بل وعمل لي مذكرة إلى مدير عام الشؤون المالية محمد يحيى السياغي، وطلب إرسالي إلى الوسائل التعليمية، ورفعها إلى مدير عام الشؤون الفنية محمد محمد سلام، كي يوقعها لكنه لم يوقع.
اقرأ أيضا: مقبل نصر يتحدث عن وفاة المخلافي وسقوط صعدة بيد الملكيين واعتقال ياسين عبدالعزيز
والأستاذ يحيى محسن الحمزي مدير مركز التدريب، أثناء الخدمة، قال لي "تعال عندنا في التدريب نستفيد من تخصصك في تدريب المعلمين ومن دوراتك التدريبية، وأسكنك في سكن المتدربين داخل المركز على شأن توفر حق السكن وتجمع حق الزواج".
فقلت هذا عرض مغري، لأن أصحابي قالوا لي إن السكن في صنعاء مشكلة كبيرة، حيث "يقرط" عليك ثلثي المرتب، وما تلاقي سكن بسهولة، ومركز التدريب يتبع ديوان الوزارة، وعمله تدريب الوظائف التربوية والتعليمية أثناء العمل.
ولهذا طلبتُ إرسالي إلى مركز التدريب، وعينتُ فيه مسؤول الوسائل التعليمية، ومن أول أسبوع تم تكليفي بمحاضرة عن الوسائل لتدريب موجهي الوزارة الجدد، في قاعة المعهد القومي، وكان ضمن المتدربين الموجه أحمد محسن الشهاري، وجميل أسعد، وآخرون.
انقلاب ناصري فاشل
في سبتمبر 1978، وقعتُ عقد عمل مع الأستاذ عبدالرحمن الشهاري مدير عام التربية والتعليم في محافظة صنعاء، وذلك لتدريس الرياضيات في مدرسة عبدالناصر، في الفترة المسائية.
اقرأ أيضا: مقبل نصر في حلقته السادسة يكتب عن: مواقف من حياة البيحاني والفريق العمري واغتيال مشائخ خولان
باشرتُ العمل، وكان مديرها يحيى الكميم، وهنا بدأتُ ابتسم براتبين، راتب العمل الرسمي في الصباح، وراتب التعاقد في المساء، وسكنتُ في الدور الثاني لمركز التدريب، في غرفة خاصة، والمركز في أول شارع بغداد من جهة شارع الزبيري، أمام مدرسة بغداد.
كنتُ أود التعرف على وكيل الوزارة عمر الوصابي، لكنه كان معتكفا بسبب تعيين محمد الخادم الوجيه وزيرا للتربية والتعليم، ولا أدري ما هو الخلاف بينهما، وكلاهما من "وصاب"؟
أما مديرنا العام أحمد سلام نعمان، مدير عام التدريب والتأهيل في الوزارة، فقد كان غادر البلاد للعمل في إحدى الملحقيات الثقافية، ويبدو أنه كان قد استشعر نكبة الناصرين، في الانقلاب الفاشل، فحاول الخروج مبكرا بطريقة رسمية.
ففي منتصف أكتوبر 1978، حدث انقلاب فاشل قام به الناصريون، وجرت محاكمة قياداتهم، والحكم بالإعدام على بعضها، منهم مدير عام العلاقات الثقافية في وزارة التربية الأستاذ محمد إبراهيم، وتم اعتقال قيادات تربوية على خلفية الانقلاب الفاشل.
عقد مع الدكتور المقالح
كونتُ صداقة مع موظفي المركز مثل الأستاذ هاشم حسن الشهاري مسؤول التخطيط في المركز، ومن خلاله تعرفت على مندوبنا في اليونسكو الأستاذ محمد هاشم الشهاري، وكونتُ صداقة مع الأستاذ إبراهيم عبد الحافظ مدير إدارة التدريب في الوزارة.
وتم تكليفي بالمشاركة في ندوة تدريبية لمسؤولي التدريب في البلاد العربية، تقيمها وحدة اليونسكو للخدمات الخارجية في الأردن، وكانت الندوة لمدة شهر، وفيها اشتركنا في تأليف مادة تعليمية "استخدام أسئلة التفكير العليا في التعليم الصفي".
عبدالعزيز المقالح
عدتُ من الندوة إلى صنعاء، وقد ألغي عقد التدريس في الفترة المسائية، في مدرسة عبدالناصر، وتم التعاقد مع بديل، فوقعتُ عقدا مع الدكتور عبدالعزيز المقالح نائب رئيس مركز الدراسات والبحوث، لتصنيف وفهرسة مكتبة المركز، في الفترة المسائية، براتب وقدره 1500 ريال.
وكان مدير مركز الدراسات والبحوث هو محمد حسن المروني، لكنه لا يداوم إلا نادرا، بخلاف الدكتور المقالح يداوم يوميا، ومركز الدراسات جنب مركز التدريب، لا احتاج لنفقات مواصلات.
تعين الأستاذ إبراهيم محمد الحوثي مديرا عاما للإعداد والتدريب، وهو شخص رائع وصديق عزيز، ومن بصماته تأسيس مشروع تطوير التعليم، بالتعاون مع وكالة التنمية الدولية، وتنفيذ جامعة ميتشجان الشرقية، لتدريب المعلمين في معاهد المعلمين إلى درجة الماجستير، وكذلك إنشاء مشروع تدريب المعلمين والقيادات التربوية أثناء الخدمة، بالتعاون مع منظمة اليونيسيف.
وفي 1979، توقفت الدورات التدريبية، حتى يتم توقيع المشاريع واعتمادها، لكن الأستاذ يحيى الحمزي قال لا يمكن أن نجلس بدون عمل، سندرب مدراء المدارس بالمراسلة.
وتم تكليفي بتوزيع الملازم التدريبية على مدراء المدارس، وسيارة المركز تحت تصرفي، فتعرفتُ على معظم مدراء المدارس، ومنهم الأستاذ إبراهيم شرف الدين مدير مدرسة عبدالناصر الثانوية، وكان يستقبلني بحفاوة واحترام.
وبالمناسبة، كان "الهاشميون"، متواجدين وبقوة في كل قطاعات الدولة، ومنها القطاع التربوي، وهذا يفند بعض المزاعم، التي تدعي إقصاء "الهاشميين"، من جهاز الدولة، أو تهميشهم، بعد ثورة 26 سبتمبر 1962.
منحة من اليونسكو
في عام 1979، شاركتُ في مؤتمر تطوير الرياضيات، أقامته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في صنعاء، وشارك فيه دكاترة من دول عربية عديدة، وأنا الوحيد ما عندي (د)، وفي امتحانات الإعدادية العامة، وكنتُ عضو الكنترول العام في الوزارة.
وفي هذا العام، وقعت الحرب بين الشطرين، وسقوط مناطق شمالية في يد الجنوبيين، ومنها قعطبة، وحدثت هزيمة قاسية لقوات المظلات في حريب، وهي القوات التي كان يقودها عبدالله عبدالعالم، والمشهورة بالصلابة.
ولا يستبعد أن النظام الحاكم أراد التخلص من هذه القوات، بهذه الطريقة، خصوصا وأنه تم تسريح قوات المظلات، عبر سياسية "خليك في البيت"، بعد هذه الهزيمة.
وجرى خلال هذا العام، اتفاق الوحدة في الكويت بين علي عبدالله صالح، وعبدالفتاح إسماعيل، والاتفاق على إنهاء الحرب، ومع ذلك اشتعلت الجبهات في المناطق الوسطى، رغم الاتفاقات.
وفي عام 1980، تمت ترقيتي إلى الدرجة السادسة، فحمدت الله على ذلك، وحصلتُ على منحة من اليونسكو، أنا وزميلي هاشم الشهاري، لمدة ستة أشهر، في معهد التربية أنروا يونسكو عمان الأردن.
تم تدريبنا في كل شيء يتعلق بالتدريب، من تحديد الحاجة إلى التخطيط والبرمجة والتنفيذ والمتابعة والتقييم، وتدريبي أيضا على تأليف مادة تعليمية لتدريب الموجهين وهي "أساليب الإشراف التربوي وتوظيفها في الرياضيات"، وتم اعتماد المادة، وطباعتها، وتوزيعها، وترجمتها.
اقرأ أيضا: مقبل نصر في حلقته الـ10 يتحدث عن تعيينات الإرياني للإخوان في التربية والهاشميين في السفارات
إضافة إلى أسبوعين تدريب في سوريا، للتعرف على أنظمة التدريب فيها، وبالذات مدارس المعلم الوحيد، والذي حققت فيه سوريا نجاحا مشهودا، إضافة إلى دورة تدريبية في المساء، لغة انجليزية، في المعهد البريطاني.
الأصبحي وزيرا للتربية
عدتُ من منحة اليونسكو، إلى صنعاء، في فبراير 1981، وتعينتُ مسؤول المواد التعليمية المطبوعة لأغراض التدريب، بقرار وزاري، وبدأت أفكر في الزواج، وقد جمعت مبلغا من المنحة مع استمرار الراتب والإضافي.
حدثت تغييرات في الوزارة، حيث تعين الدكتور أحمد محمد الأصبحي وزيرا للتربية، وتعين عبدربه جرادة وكيلا وحيدا في الوزارة، وتعين عبدالله الضبي مديرا للتدريب، وعبدالفتاح جمال مدير عام التربية والتعليم في تعز.
أحمد محمد الأصبحي
وفي شهر مارس، توجهت أنا ومدير التدريب، لتدريب الموجهين، كي يكونوا مدربين في المحافظة، لكل الفئات التربوية، ومعي مادتي التدريب التي ألفتها وقد طبعتها بعددهم.
فوجدتُ تعز قد تطورت وتوسعت وازدحمت الطرق بالسيارات، وارتفعت حرارة الطقس، وزاد انتشار البعوض بكثافة، بسبب توجه المجاري كلها إلى خارج تعز، مسافة عشرة كيلومتر، والتي شكلت بحيرة لتكاثر البعوض.
وقد جفت سواقي المياه العذبة من جبل صبر، وجفت بعض الينابيع في قريتي، ونقصت كثافة بعض الينابيع في كثير من المناطق، وبعض الأصحاب قد ترك الوظيفة الحكومية واشتغل بعمل خاص، وحتى الفتيات اللي أعرفهن قد تزوجن، وهذا مما زاد في وجعي.
غادرت تعز، نحو الحديدة، للقيام بنفس المهمة، وهي تدريب الموجهين، وفي الطريق ارتجلت هذه الأبيات:
وحيد ينفث الآهات دهرا
ويصنع من لهيب النار شعرا
تجرع بالمرارة من صباه
وأدمن فيها أطوارا وعمرا
فلا يأسى على ماض تولى
ولا يفقد في آتيه صبرا
أكملتُ تدريب الموجهين، ورجعت إلى صنعاء، وقادني القدر إلى الزواج من أسرة أصولها من تعز، وعاشت وتربت في عدن، وعدن أولى محطات حياتي، وقد انتقلت الأسرة إلى صنعاء، واستقرت فيها، وأكملت نصف ديني، في أبريل 1981، والحمد لله.
القباطي خلفا للحوثي
بدأتُ في كتابة دراسات تربوية في مجلة التربية، والتي تصدرها إدارة العلاقات العامة، دراسات عن الوسائل التعليمية، والمكتبات المدرسية، والإشراف التربوي، والتدريب والتأهيل، وغيرها، وكنت أنزل إلى مدينة تعز بين الحين والآخر، مع وفود أجنبية، كدليل ومرشد لهم.
ونهاية عام 1981، سافر الأستاذ عبدالله الضبي، إلى جامعة ميتشجان الشرقية لتحضير الماجستير، ضمن فريق من المعلمين في معاهد المعلمين في صنعاء وتعز والحديدة، وعددهم حوالي 35 معلما.
كما سافر الأستاذ إبراهيم الحوثي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتحضير الماجستير والدكتوراه على حساب مشروع تطوير التعليم، الذي شارك في تأسيسه، وتعين بدلا عنه عبده علي قباطي مدير عام إعداد وتدريب المعلمين.
وفي يناير 1982، صدر قرار وزير التربية والتعليم، تعييني مديرا لإدارة التدريب في الوزارة، ومدير مشارك لمشروع تدريب المعلمين والقيادات التربوية أثناء الخدمة، وكان مدير المشروع سوداني الجنسية، ومعين من اليونيسيف، واسمه حسين بيومي السائح، وكانت مرحلة عمل جديدة فيها الكثير من الفوائد.
يتبع في الحلقة القادمة.
*خاص بالموقع بوست.