الجارديان: الإمارات تجاوزت الخطوط الحمراء للسعودية وسيطرة الانتقالي مثل صدمة للرياض (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الاربعاء, 31 ديسمبر, 2025 - 01:31 صباحاً
الجارديان: الإمارات تجاوزت الخطوط الحمراء للسعودية وسيطرة الانتقالي مثل صدمة للرياض (ترجمة خاصة)

[ الامارات مولت الانتقالي للتصعيد في جنوب اليمن ]

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن النزاع في جنوب اليمن قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية وامتدادها إلى الدول المجاورة.

 

وذكر باتريك وينتور محرر الشؤون الدبلوماسية بالصحيفة في تقرير – ترجمه الموقع بوست - أن التوترات بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بشأن مستقبل اليمن واحتمالية إعلان دولة جنوبية مستقلة وشيكة وصلت ذروتها، حيث اتهمت السعودية الإمارات فعلياً بتهديد أمنها المستقبلي.

 

وأشار إلى أن هذا النزاع إلى اندلاع حرب أهلية في جنوب اليمن، وربما يمتد إلى نزاعات أخرى، بما في ذلك في السودان والقرن الأفريقي، حيث غالباً ما تجد الدولتان نفسيهما تدعمان أطرافاً متنازعة، وقد يصبح اليمن مجرد ساحة واحدة تتنافس فيها دولتا الخليج الثريتان على النفوذ السياسي، والسيطرة على الممرات الملاحية، والوصول التجاري، وفقا لكاتب التقرير.

 

وقال التقرير إن الإمارات العربية المتحدة تتدخل في اليمن منذ سنوات بسبب دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، وأوضح إلى أن العديد من المراقبين، بمن فيهم دبلوماسيون في الرياض افترضوا أن الإمارات العربية المتحدة ستتراجع وتطلب من المجلس الانتقالي الجنوبي تأجيل أو التخلي عن خطته لإعلان الاستقلال والاكتفاء بدلاً من ذلك بمفاوضات حول مزيد من الحكم الذاتي أو المزيد من المقاعد في الحكومية الائتلافية في اليمن.

 

ويضيف الكاتب: "لكن في الشهر الماضي، تجاوزت الإمارات العربية المتحدة العديد من الخطوط الحمراء المفترضة في اليمن، ما أدى إلى قصف سعودي لمركبات راسية في ميناء المكلا اليمني، وأكدت الرياض بوضوح أن المركبات أُرسلت لاستخدام المجلس الانتقالي، وأنها قادمة من ميناء إماراتي.

 

وتشير الصحيفة إلى أنه لطالما اعتبرت المملكة العربية السعودية اليمن منطقة نفوذها، وحاولت أولاً هزيمة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في الشمال بحملة قصف تعرضت لانتقادات واسعة في عام 2015، ثم لجأت تحت ضغط دولي إلى الدبلوماسية في محاولة للمصالحة بين الحوثيين والحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في عدن.

 

ووفقا للتقرير فإن الإمارات كانت تدرس بهدوء الفرص التجارية في اليمن منذ سنوات، وانطلاقاً من الرغبة في الانفصال لدى أطراف جنوبية اختارت الإمارات المجلس الانتقالي كأداة لتحقيق ذلك، وأشار إلى أن ذلك كان رهانا ذكيا، بعد الاعتراف بالانتقالي كلاعب حقيقي في 2019م.

 

ويواصل بالقول: "بعد سنوات من التهميش اكتسب زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، تدريجياً اعترافاً غربياً، وسُمح له بحضور فعاليات مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن المجلس الذي كان يتغذى على المظالم الثقافية والاقتصادية القديمة مع الشمال، لم يكن راضياً أبداً عن الحلول الفيدرالية، وشعر على أي حال بأنه تم تهميشه في مجلس القيادة الرئاسي".

 

وقال التقرير إن المجلس الانتقالي انتهز الفرصة هذا الشهر، فأرسل قواته إلى حضرموت، أكبر محافظات الجنوب، وبفضل توسعها المفاجئ شرقاً، سيطرت قوات الانتقالي على جميع أراضي دولة جنوب اليمن السابقة تقريباً، بما في ذلك حقول النفط الأكثر إنتاجية فيها، وكان من السهل نسبياً الاستيلاء على المهرة، وهي المحافظة الواقعة في أقصى الشرق.

 

وأشار إلى أن تلك السيطرة كانت صدمة شديدة للسعودية، التي مارست منذ ذلك الحين ضغوطاً دبلوماسية على أبو ظبي للمطالبة بانسحاب المجلس الانتقالي.

 

ويردف بالقول: في معركة دبلوماسية شرسة، حاولت الرياض عزل الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي، موضحة أنه حتى لو صمد المجلس الانتقالي، فإن جنوب اليمن لن يتقدم أبداً إلى ما هو أبعد من دولة صغيرة تفتقر إلى الاعتراف الدولي.

 

ووفقا للصحيفة يعكس الصراع خلافات جوهرية بين الرياض وأبوظبي حول مستقبل البنية السياسية لليمن وتوازن النفوذ داخله، وتشير إلى أن التوتر بين البلدين يتصاعد منذ سنوات، ويدخل الآن مرحلة خطيرة.


التعليقات