[ الصماد وأبو علي الحاكم في مهرجان بإب ]
بعد إجراءات أمنية مشددة منذ البارحة وحتى صباح اليوم الأربعاء اتخذتها سلطات مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بمحافظة إب، اتضح أنها كانت لحماية قيادات المليشيا الزائرة للمحافظة وعلى رأسها صالح الصماد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للانقلابيين.
ورغم محاولة إظهار الإجراءات الأمنية أنها للفعالية التي أقيمت في هنجر المؤسسة الاقتصادية بمفرق جبلة جنوبي مدينة إب، إلا أن الظهور المفاجئ للقيادي العسكري في تحالف المليشيا عبدالله الحاكم المعروف بـ"أبو على الحاكم" أوضح للحاضرين سر تلك الإجراءات.
فعالية مجهولة
لم يتم الإعلان عن الفعالية مسبقاً -كترتيب أمني- لكن حتى في قاعة الفعالية لا توجد لوحة لاسمها، وكل اللوحات كانت ترحيبية بالصماد أو بالضيوف أو تحتوي على عبارات الصمود، وحتى من نشر من إعلاميي الانقلاب وصفها بـ"اللقاء الجماهيري الموسع" فكيف تسمى جماهيرية وموسع مع أنها في قاعة مغلقة؟ واقتصر جمهورها على المشرفين ومسؤولي سلطات المليشيا، وهو بالتالي ما يرجح ما ذهب إليه البعض من عدم وجود فعالية أصلاً غير محاولة تحسين صورة المليشيا بالمحافظة بعد الفضيحة الشهيرة التي منيت بها في فشل مهرجانها الذي دعت له للاستاد الرياضي بمدينة إب في أبريل المنصرم.
ظهور الحاكم
ظهر أبو علي الحاكم في المنصة الرئيسية للفعالية إلى جوار الصماد ومشرف المحافظة أبو محمد عبدالغني الطاووس ومفتي المحافظة عبده عبدالله الحميدي ووزير الإدارة المحلية في حكومة الانقلاب علي بن علي القيسي، وعلى هامش المنصة محافظ سلطة الانقلاب بالمحافظة عبدالواحد صلاح، وإلى جواره رئيس فرع المؤتمر عقيل فاضل، وكانت رسالة واضحة للحاضرين بوضعهم الهامشي، بحسب تعبيرات مغتاضة لبعض من حضر من حزب المؤتمر.
زيارة جبلة
ذهب بعض المتابعين إلى أن زيارة الصماد والحاكم وصلاح لمستشفى جبلة غرب مدينة إب جاءت بطلب من "الحاكم"، وذلك رداً لجميل إدارة المستشفى الذي كان تابعاً لمنظمة أمريكية وعرف بالمستشفى المعمداني قبل أن تسلمه المنظمة للحكومة قبل ما يقارب العقد من الزمن، واشتهر بتقديمه خدمات طبية متميزة ونادرة في المستشفيات اليمنية.
مصادر مطلعة أكدت أن أبو علي الحاكم كان متخفٍّ في المستشفى ذاته طيلة الأشهر الماضية، حيث يتلقى العلاج فيه بعد إصابته في غارة جوية لطائرات التحالف استهدفت مبنى نقابة الأطباء داخل حديقة الحيوان في منطقة المحمول جنوبي مدينة إب، والذي كان يقود معارك المليشيا ضد محافظة تعز المجاورة قبل أن تعين المليشيا قائدا بديلاً له للمنطقة العسكرية الرابعة قبل أيام.
وذهبت المصادر إلى أن الزيارة للمستشفى من قبل قيادات الانقلاب جاءت كرد للجميل لمداواة أبو على الحاكم بسرية تامة، حيث أكدت المصادر أن أبو علي الحاكم كان يرقد أثناء تلقيه العلاج بإحدى غرف سكن الأطباء الأجانب في حرم المستشفى، وذلك لضمان عدم استهدافه من الطائرات تجنباً لحدوث كارثة في حال تم قصف المستشفى والسكن الواقع داخله.
ويعتبر الحاكم الرجل الأول ميدانياً لدى مليشيا الانقلاب حيث كان حاكما فعلياً لمحافظة صعدة مقر زعيم الحوثيين، كما قاد معاركها في عمران وصنعاء بصفته أحد كوادر قوات الحرس الجمهوري التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والمنسق بين طرفي الانقلاب الحوثي وقوات صالح.