[ أرشيفية ]
كتب غلين كيري تقريراً له عن جبهات القتال في اليمن حيث يقول إن قوات التحالف الذي تقوده السعوية تتقدم وإن ببطء نحو العاصمة صنعاء لكن خلف خطوط القتال هناك غليان من نوع آخر. ففي الجنوب حيث قاعدة السلطة بدأ الحلفاء يواجهون بعضهم البعض. ففي مكان ما على الجانب الآخر من الوادي الصحراوي يقول الجنرال ناصر الذبياني أن الأعداء حفروا خنادق ويستطيع التقاط سخريات وسباب المتمردين. ففي هذه الجبهة القتالية التي يقول البعض إنها مواجهة سعودية – إيرانية يتميز القتال بالشدة فبعد سيطرة القوات الموالية للسعودية على تلة أطلق عليها رجال الذبياني “جبل القناصة” وخسر فيها 300 من جنوده. ولكن القوات الحليفة له تواصل التقدم نحو العاصمة وهي على بعد 30 ميلاً منها بشكل جعله يفكر في المرحلة القادمة حيث يقول “خطتنا هي محاصرة صنعاء” مضيفاً: “لا نريد تدمير العاصمة التاريخية. ونريد الحفاظ على بنايات العاصمة”. ويعلق كيري أن هذه المهمة ستكون تحدياً ولكنها ليست التحدي الأكبر مقارنة مع ما يجري في الجنوب. فقد قتل العشرات هذا الشهر في مدينة عدن، مقر الحكومة المعترف بها شرعياً.
ويأمل السعوديون أن تكون إقامة الحكومة هناك مؤقتة، فالهدف هو إعادتها إلى صنعاء وبسط حكمها على كامل البلاد. إلا أن رئيس الوزراء اليمني وجد نفسه محاصراً في القصر الرئاسي من حلفائه في الجنوب. ويضيف كيري أن الحرب الأهلية اليمنية أضافت إلى الضغوط المالية وبدأت تتسبب بشجار مع الحليف الاهم وهو الولايات المتحدة. فتزايد سقوط المدنيين أثار الشجب الدولي. ورغم الانتصار الذي حققه رجال الدبياني إلا أن الانتصار الكامل لا يزال بعيدا وكذا التسوية السياسية. فيجب أولاً الحفاظ على التحالف الذي تقوده السعودية. وكما تقول إبريل لونغلي، من مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل: “فالضرر قد حدث” مضيفة أنه من الصعب الحفاظ على مظهر التعاون” فهم متحدون في قتال الحوثيين ولكن في الأمور الأخرى لا. وتضيف أن التدخل السعودي اعتمد بشكل كبير على الحملات الجوية والحصار الجزئي ولم تفعل هذه أي شيء لإضعاف قوة الحوثيين “بل وفاقمت السخط الشعبي”.
وفي محافظة مأرب الغنية بالنفط الواقعة تحت سيطرة التحالف السعودي هناك نوع من الطبيعية في مدينة مأرب حيث المطاعم مفتوحة والشوارع تعبد ويهرب إليها اليمنيون من مناطق الحرب الأخرى. وفي الوقت الذي شجبت فيه منظمات الإغاثة الدولية القيود السعودية على نقل المساعدات للمحتاجين إلا أن المساعدات من السعودية وصلت عبر طائرات سي-130 في اليوم الذي زار فيه الصحافيون الدوليون في رحلة نظمتها السعودية وتم تفريغ أكياس القمع والطحين والمساعدات الأخرى منها. وفي مستشفى مأرب العام جلس عبد الواحد احمد، 12 عاماً على كرسي متحرك ورجله الإصطناعية على الارض. فقبل عامين ونصف كان يعمل في مناطق الحوثيين عندما انفجر لغم رماه على آخر وفقد رجله اليمني وذراعيه. وفقد عدد كبير من الأشخاص المنتظرين خارج المستشفى أطرافهم.
ويعلق مدير المستشفى محمد عبده القباطي “إنه امر صعب عليهم” “فقد ذهبوا للقتال لتحسين وضع بلدهم وتحولت حياتهم إلى جحيم”. وأدى النزاع إلى مقتل 10.000 شخص وعادة ما ينظر إليها على أنها جزء من النزاع الإقليمي بين السعودية وإيران مع أن الحرب الأهلية سابقة على التدخل السعودي والدور الإيراني في اليمن ليس واضحاً بشكل كبير. وعلى اللاسلكي في يد الذبياني يسمع الحوثيون وهم يهاجمون مقاتلي التحالف بـ “كلاب داعش” ويرد المقاتلون بوصفهم “عملاء إيران”. ويبدو الرجال متعبين ومغبرة ثيابهم ويعيشون في خيام وخنادق حجرية وثيابهم العسكرية معلقة على الحبال لكي تنشف في يوم شتائي بارد. وفي المعركة للسيطرة على جبل القناصة تم استخدام الحمير لنقل الأسلحة وإجلاء القتلى والجرحى. ويقول الجنود إن القتال عادة ما يخف في منتصف النهار، وهو وقت مضغ القات. وفي معركة وصلت شاحنة محملة بالمواد الغذائية للمقاتلين ثم انتقلت عبر المنطقة الخالية إلى الطرف الآخر من الجبهة إلى أعدائهم وأفرغت حمولتها ولم تطلق ولو رصاصة واحدة.