[ أرشيفية ]
بعد إعلان كتائب سيد الشهداء المنتمية للحشد الشيعي العراقي، استعدادها للتوجه إلى اليمن للقتال إلى جانب الحوثيين، جاء الترحيب علنياً من زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، إذ عبّر في كلمته الأخيرة وبعد شكره لحزب الله اللبناني، عن شكر الأوفياء في العراق "الذين عبروا عن استعدادهم للوقوف إلى جانب الشعب اليمني في أزمته".
هذه المغازلة بين الطرفين، قد تصنف في باب تهيئة الرأي العام، واختبار ردات الفعل، على خطوة قد يقدم عليها المحور الإيراني، بتدعيم صفوف حلفائه الحوثيين في صنعاء ، كما فعل مع دمشق، خصوصاً أن الميليشيات العراقية الشيعية في سوريا لم تعد تتحمل أعباء كبيرة، مع سيطرة النظام السوري على معظم معاقل المعارضة، وتفرغ الجزء الأعظم من هذه الميليشيات من مهامها في الجبهات القتالية، لذلك فلن يكون من المستبعد أن تركز طهران الآن جهودها على إكمال ما بدأته في سوريا، بتكثيف الدعم العسكري واللوجستي لـ"أنصار الله" في مواجهة الحملة العسكرية التي تشن على مدينة الحديدة الساحلية.
ورغم شحّ المعلومات الواردة حول جدية التصريحات الصادرة من فصيل الحشد الشيعي بالتوجه لليمن، تحدثت "القدس العربي" إلى بعض العراقيين الذين لديهم صلات قرابة مع عناصر في كتائب "سيد الشهداء" وميليشيات شيعية أخرى.
وحسب قولهم، فإن العديد من المقاتلين الشباب الشيعة المنتمين للحشد الشيعي، قد أبلغوا بأن قرار التوجه لليمن اتخذ، بانتظار تنفيذه عمليا، ولكن قياديا في "الحشد"، في بغداد، وجهت له "القدس العربي" هذا السؤال رفض تأكيد ذلك، رغم أن الاحتفال الأخير الذي أقامته فصائل من "الحشد" في العراق والمخصص لدعم الحوثي، كان مؤشرا واضحا على وجود رغبة سياسية بالتحضير لإجراءات عملية والرفع من أهبة التحشيد لمناصرة الحوثي .
وزعيم كتائب "سيد الشهداء"، أبو ولاء الولائي، أعلن قبل أيام ، في كلمة خلال تجمع داعم للحوثيين، تطوعه "جندياً صغيراً يقف رهن إشارة السيد عبد الملك الحوثي".
وأضاف: "وجه لي الأمر يا سيدي حيث تريد فأنا رهن إشارتكم، كتائب سيد الشهداء الذي هو فصيل من فصائل الولاية هو فصيل من فصائلكم يا أنصار الله".
وكتائب "سيد الشهداء" هي أحد فصائل "الحشد"، ومن القوى الشيعية الموالية لمرجعية الولي الفقيه، السيد علي خامنئي، وسبق أن شاركت مع فصائل "الحشد"، في عملية السيطرة على الموصل عام 2014.
ويشغل النائب في البرلمان العراقي عن البصرة، فالح الخزعلي، موقع "المعاون الجهادي" للكتائب في البصرة، وهي مصنفة تحت اسم اللواء 14 في الحشد.
وسبق للخزعلي أن أعلن تبرعه لبناء نصب تذكاري في جامعة البصرة، للزعيم والمفكر الشيعي محمد باقر الصدر، وكذلك لمحمد محمد صادق الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق.