قصة الكهرباء والموالين للإمارات بسقطرى
- الجزيرة نت الأحد, 19 أغسطس, 2018 - 10:03 مساءً
قصة الكهرباء والموالين للإمارات بسقطرى

[ محروس في اجتماع له مع مسؤولين في السلطة المحلية وزعماء قبائل أمس السبت (مواقع التواصل) ]

توتر من جديد يضرب جزيرة سقطرى اليمنية، على وقع مظاهرات نظمها موالون للإمارات ضد محافظ الجزيرة بعد أن أمر بإعادة موظفين سابقين استبعدتهم الإمارات من محطات الكهرباء، مما حدا بالموالين لها في المحطات إلى قطع الكهرباء عدة أيام ومحاولة تهريب مهندس فلبيني كان يحتفظ بالشفرة الخاصة، قبل أن تتمكن السلطات المحلية من إيقافه هاربا من المطار.
 
وصباح اليوم الأحد، تظاهر العشرات من الموالين للإمارات ضد الحكومة الشرعية، وهدد المتظاهرون المحافظ رمزي محروس بالانقلاب عليه، واتهموه بالفشل في إدارة أزمة الكهرباء، كما طالبوه في بيان لهم بتسليم إدارة الكهرباء للإماراتيين.
 
وبدأت الأزمة الحالية في سقطرى مع محاولة المحافظ محروس إعادة الموظفين الحكوميين الذين أقيلوا في وقت سابق من قبل الإماراتيين إلى أعمالهم، من بينهم موظفو الكهرباء، ومحاولته تخفيض رسوم الكهرباء المرتفعة.
 
وكانت الإمارات إبان سيطرتها على الجزيرة منذ عام 2016، أقالت كل الموظفين الذين لا يدينون لها بالولاء، واستقدمت آخرين من الهند والفلبين، خاصة في مؤسسة الكهرباء.
 
ومع إصرار المحافظ على إعادة الموظفين لوظائفهم، فصل المندوبون الإماراتيون الكهرباء عن الجزيرة من أجل إذكاء غضب الرأي العام ضد المحافظ واتهامه بإعاقة التنمية في الجزيرة، حسب ما قاله مصدر في السلطة المحلية تحدث للجزيرة نت.
 
وقال المصدر إن الإماراتيين حاولوا تهريب مهندس فلبيني الجنسية -مسؤول عن الشفرات السرية في مؤسسة الكهرباء- على متن طائرة إماراتية، وقبل أن تقلع الطائرة أصدر المحافظ أمرا فوريا للأجهزة الأمنية في المطار بالقبض على المهندس.
 
وأضاف أنه عقب التحقيق مع المهندس اعترف بأنه أغلق الشفرات السرية بأوامر من قبل المندوبين الإماراتيين ومدير عام الكهرباء السابق الموالي للإمارات، الذي سبق أن أقيل من منصبه لتجاوزات إدارية.
 
والاثنين الماضي، عاد التيار الكهربائي بعد أن فك المهندس الفلبيني الشفرات، لكن الحادث أغاظ الإماراتيين والموالين لهم بعد فشل مخطط تخريب الكهرباء، وفق المصدر.
 
منشقون يتظاهرون
 
وأوضح مصدر حكومي في السلطة المحلية للجزيرة نت أن عسكريين وضباطا منشقين، من بينهم مدير عام الشرطة بالمحافظة العقيد أحمد عيسى الذي أُقيل من منصبه، يتقاضون مرتبات من الإماراتيين تصل إلى خمسة آلاف درهم (نحو 1360 دولارا)؛ يقودون تلك الاحتجاجات.
 
وأضاف المصدر -مفضّلا عدم الكشف عن هويته- أن السلطات ألقت القبض الخميس الماضي على مقاول معماري ينحدر من عدن، ويعمل مع الإماراتيين بشكل مباشر، "وهو يخطط ليلا مع منتفعين للتظاهر والتخريب ضد السلطة، وبعد سجنه تعهد بعدم التدخل".
 
وأشار إلى أن محمد بصصهن وهو مدير مكتب المحافظ الراحل عوض السقطري، والزعيم القبلي سليمان شلولها الذي نصبته الإمارات "شيخ مشايخ سقطرى"، هما اللذان يدفعان باتجاه الفوضى في الجزيرة بدعم من أبو ظبي، كاشفا عن أن تلك الشخصيات وغيرها توزع السلاح من أجل تشكيل فوضى وانقلاب على سلطات المحافظ.
 
ومنذ يومين، أغلق الإماراتيون مصنع الأسماك ومحطة الوقود والغاز، وثلاثة محلات تجارية للمواد الغذائية كانت توفر الاحتياجات، من أجل تأليب الرأي العام ضد المحافظ والسلطة المحلية، وفق المصدر.
 
المحافظ يتهم
 
ومساء أمس السبت، قال المحافظ محروس في اجتماع مفتوح مع مسؤولين في السلطة المحلية وزعماء قبائل، إن مندوبي الإمارات يشجعون التمرد على السلطة المحلية، ويحاولون إنشاء قوة موازية للسلطات الحكومية.
 
وأضاف في الاجتماع -حسب بيان صحفي نُشر على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك- أن مندوبي الإمارات أوعزوا إلى موالين لهم بتجميع "العصابات الملثمة والمسلحة الخارجة عن القانون"، للتجمهر والتحريض ضده.
 
وأشار إلى وجود أطراف تبث بعض الإشاعات والادعاءات في الشارع السقطري ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية من أجل التفرقة بين المجتمع، في إشارة منه إلى الجماعات المدعومة من الإمارات.
 
وأعلن محروس خلال اللقاء إعفاء شيخ مشايخ سقطرى سليمان شلولها، من مهامه بعد أن اتضح أنه يحرض ضد السلطة المحلية، ودعا المشايخ إلى انتخاب شيخ جديد.
 
وبحسب مصدر أمني في سقطرى، فإن شلولها دعمته الإمارات بالأموال والسيارات ونصبته شيخا على مشايخ الجزيرة.
 
لكن مشايخ سقطرى سبق أن سحبوا الثقة منه مطلع العام الجاري، "كون تحركاته الأخيرة أصبحت محل قلق يهدد الجزيرة وجغرافيتها" الواقعة في المحيط الهندي وهويتها اليمنية، وهي التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ضمن قائمة المواقع البحرية العالمية ذات الأهمية البيولوجية والتنوع النادر.
 
كما أن منصبه شيخ مشايخ دخيل على المجتمع السقطري، حسب بيان وقعه أكثر من عشرين زعيما قبليا.


التعليقات