ماوراء زيارة حزب صالح لروسيا قبل جنيف (تحليل خاص)
- خاص الجمعة, 11 ديسمبر, 2015 - 11:58 مساءً
ماوراء زيارة حزب صالح لروسيا قبل جنيف (تحليل خاص)

[ الوفد المؤتمري في موسكو مع المسؤولين الروس ]

قال الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام (المؤتمر نت) ان وفدا مؤتمرياً إلتقى بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف في موسكو بحضور السفير الروسي لدى اليمن والمختصين في دائرة الشرق الأوسط.
 
من المؤكد ان الوفد المؤتمري يحمل رسائل من المخلوع صالح الذي إلتقى لمرتين متتاليتين مسؤولين في سفارة موسكو بصنعاء خلال الفترة الماضية، خاصة ان ذلك الوفد هو ذاته الذي سيمثل جناح صالح داخل حزب المؤتمر في مشاروات جنيف القادمة، ويتكون من ارفع القيادات المؤتمرية الموالية لصالح داخل الحزب.
 
هذا الاهتمام الواضح من صالح بتمتين علاقته مع روسيا يزداد تطوراً كلما سجلت روسيا حضورا قويا داخل منطقة الشرق الاوسط، وازدادت وتيرته مع الاحداث الاخيرة ودخول الدب الروسي في حرب مفتوحة داخل سوريا ضد ما تعتبره إرهاب داعش.
 
ويرى مراقبون أن صالح وحزبه يعزفان على القضايا الحساسة التي تخوضها روسيا الآن، كعلاقتها التي تدهورت مع تركيا، ودعمها اللامحدود لإيران والنظام السوري، وتغير سياستها تجاه المنطقة بعد بروز تحالف واضح من روسيا وايران والعراق وسوريا.
 
هذا الامر بدا واضحاً من خلال منشورات صالح الاخيرة التي هاجم فيها تركيا واعتبرها داعمة للارهاب، واثنى في ذات الوقت على جهود روسيا، ودافع عن حق بشار الاسد.
 
خبراء اعتبروا هرولة المخلوع صالح تجاه روسيا عززتها حالة العزلة التي فرضها عليه التحالف العربي منذ انطلاق عاصفة الحزم اواخر مارس الماضي، ويجد فيها مخرجاً مناسبا للتنفس ومحاولات البقاء والتشبث، مقابل الخسارة التي لحقت به جراء تلك العزلة التي لا يبدو انها ستنقشع عنه قريبا.
 
وتأتي هذه الزيارة المؤتمرية بعد زيارة سابقة لوفد من جماعة الحوثي الى روسيا إلتقى فيها بشخصيات في وزارة الخارجية الروسية وناقش معها ذات الملفات التي حملها وفد المؤتمر المكون من عارف عوض الزوكا و ابوبكر القربي.
 
الأمر الواضح هنا ان كلا الطرفين (المؤتمر وجماعة الحوثي) لم يذهبا الى روسيا كوفداً واحد يجمعهما تحالف عسكري وسياسي على الارض، بل إن كل طرف ذهب لوحده يخطب ود روسيا ويخاطبها منفرداً، ولكل طرفاً منهما اجندته ومخاوفه واهدافه الخاصة.
 
و بمكابرة المهزوم  يريد صالح ان يثبت لخصومه انه قادرا على التحرك في الشقوق التي تظهر له من وقت لآخر، وأنه لازال قادراً على البقاء والمناورة منتهزاً انقسام العالم حول مجمل التطورات الجديدة في المنطقة.
 
وفي كل الاحوال لايوجد لدى صالح ما يخسره في الوقت الراهن، فإضافة الى سعيه لتعزيز موقف حزبه في المشاروات القادمة بجنيف، فيبدو بجلاء ان خيار الانعطاف نحو روسيا التي تعد احدى الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية تؤكد ان الرجل يعمل حثيثاً الى جر الملف اليمني نحو دهاليز دولية جديدة تزيد من تعقيداته الشائكة، مؤملاً الحصول على حليف جديد يبقيه في صدارة المشهد السياسي ويقيه من السقوط الابدي مثلما فعل نظيره السوري بشار الاسد.


- صور :

ماوراء زيارة حزب صالح لروسيا قبل جنيف (تحليل خاص)

التعليقات