[ أرشيفية ]
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الثلاثاء، الضوء على المأساة الإنسانية التي يشهدها اليمن جرّاء الأسلحة التي باعتها الولايات المتحدة للتحالف العربي بقيادة السعودية، وحجم المساعدات الأمريكية له.
الصحيفة الأمريكية، نشرت الثلاثاء مقالة حملت عنوان "المأساة في اليمن صنعت بأمريكا"، استعرضت خلالها الأوضاع في اليمن، وكذلك أرقام صفقات بيع واشنطن الأسلحة للمملكة العربية السعودية.
وعرضت المقالة حكايات وقصصا حقيقية لأشخاص فقدوا حياتهم في غارة جوية استهدفت منطقة "أرحب" بريف العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2016، وعرجت على تسليط الضوء على حياة الناس التي أضحت كابوسًا في لحظة جرّاء الحرب.
وذكرت الصحيفة أن الغارة الجوية في أرحب شنت حينما كانت تقوم مجموعة من القرويين بحفر بئر ماء، فلقي بعضهم حتفه جراء القصف، وتقطعت أوصال البعض الآخر، مشيرة إلى أن آثار ذلك القصف ودلائله ما زالت موجود بالمكان رغم مرور أكثر من عامين على الواقعة.
وروت الصحيفة نقلا عن أحد الأطباء أن جرحى جريمة حفار أرحب حين وصلوا إلى قسم الطوارئ في مستشفى الثورة العام بصنعاء، وجدوا الممرات محاطة بالمرضى المحتضرين وأفراد عائلات يائسين من غارات جوية مختلفة، حدثت في أقرب مكان في صنعاء.
وعرضت الصحيفة صورًا لعدد من الأطفال والشباب والشيوخ الذين فقدوا أعضاءهم في الغارة التي قتل فيها 31 شخصًا من بينهم 3 أطفال، وأصيب 42 آخرون، بحسب معطيات منظمات حقوق الإنسان المختلفة، كما ذكرت نيويورك تايمز.
وأوضحت الصحيفة أن القنابل المستخدمة في ذلك الهجوم، تحمل أرقام هويات منحتها وزارة الدفاع الأمريكية، وأنه ثبت أن شركة في ولاية تكساس هي التي تقوم بإنتاجها.
المدنيون في مرمى الهدف باليمن
الصحيفة ذكرت كذلك أنه منذ بداية الحرب باليمن عام 2015 وحتى الآن، والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان المختلفة تحذر من الأضرار التي تلحق المدنيين، ومساكنهم في غارات التحالف العربي.
وذكرت أنه "في عام 2015 أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وسفينة صواريخ موجهة وسفنا حربية أخرى لمساعدة السعوديين على فرض الحصار على اليمن".
وأشارت إلى أن "القنابل السعودية ضربت المصانع، والطرق، والجسور، والمستشفيات، والآبار، والجنازات، وحفلات الزفاف، والتجمعات من النساء، وحافلات المدارس المليئة بالأطفال في اليمن".
وأفادت كذلك بأن الحصار الذي تفرضه السعودية على المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، بذريعة منع دخول السلاح لهم، صعّب من مسألة إيصال المساعدات الإنسانية والغذاء باليمن.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه بسبب الحصار والغارات الجوية، فقدْ فقدَ 85 ألف طفل دون سن الخامسة، حياتهم، وانتشر وباء الكوليرا في 21 محافظة بالبلاد.
بيع السلاح الأمريكي للسعودية
الصحيفة الأمريكية ذكرت كذلك في ذات السياق أن "دعم الأسلحة حصلت عليه السعودية من الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن الرياض اشترت أسلحة بمليارات الدولارت في فترات حكم الرؤساء السابقين، بيل كلينتون وبوش الابن وباراك أوباما.
وبينت أن الرئيس السابق، أوباما، قام قبل فترة وجيزة من انتهاء فترته الرئاسية، بوقف بيع القنابل الذكية للمملكة بهدف تقليل معدلات الوفيات في صفوف المدنيين.
وذكرت أن الرئيس الحالي دونالد ترامب، حينما تولى مهام عمله، كانت السعودية أول وجهة يجري لها أول زيارة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة، وأعاد استئناف بيع الأسلحة التي كان قد علقها أوباما، مشيرة إلى أن تلك الفترة شهدت سعي الكونغرس لاتخاذ خطوات لوقف بيع تلك الأسلحة.
وقالت الصحيفة إن الأكثر أهمية "هو أن أمريكا باعت السعوديين مليارات الدولارات من الأسلحة ذات التقنية العالية لمساعدتها".
ونشر التقرير بعضا من المعلومات التي وردت في "بيانات نقل الأسلحة بمعهد أبحاث السلام الدولي التابع لمعهد ستوكهولم الدولي" والتي كشفت حجم السلاح الذي زودت به واشنطن السعودية والذي تضمن “طائرات وقنابل ليزرية وقنابل غاز وصواريخ جو-أرض”.
وتدور الحرب باليمن بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي، المسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
ويزيد من تعقيد النزاع أن له امتدادات إقليمية، إذ ينفذ تحالف عربي، تقوده السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المتهمين بتلقي دعم إيراني.