عبد الجبار نعمان.. رحيل رائد الفن التشكيلي في اليمن
- خاص الإثنين, 28 يناير, 2019 - 10:38 صباحاً
عبد الجبار نعمان.. رحيل رائد الفن التشكيلي في اليمن

[ الفنان التشكيلي عبدالجبار نعمان، توفي في صنعاء بعد صراع مع المرض ]

نعى العديد من المثقفين والكتاب اليمنيين رحيل الفنان التشكيل عبد الجبار نعمان، في صنعاء، بعد صراع طويل المرض، دون أن يلقى اهتماما حكوميا.

 

وكان عدد من المثقفين اليمنيين دعوا الجهات المسؤولة إلى توفير منحة علاجية مع تذاكر سفر وتكاليف إقامته وعلاجه في الخارج، لكنها لم تجد آذاناً صاغية.

 

يعد الراحل أحد أبرز التشكيليين في بلاده الذين نالوا دراسة أكاديمية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، واستطاع أن يحقق انتشاراً خارج حدود اليمن عبر مشاركاته المتعدّدة في العالم العربي، وحصوله على جوائز عدّة.

 

ولد عبد الجبار أحمد عبد الوهاب نعمان في منطقة ذبحان قرب مدينة تعز، والتي بدأ دراسته فيها ثم أكملها في عدن، وسافر إلى القاهرة حيث التحق بمعهد الفنون الإيطالية وحاز منه على درجة البكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1973.

 

بدأ حياته مدرساً في كلية بلقيس في عدن، وكان محباً لطلابه ومخلصاً لهم، ومشجعاً للموهوبين منهم، ولقد كان من تلاميذه بعض الذين كان لهم شرف تأسيس اتحاد الفنانين التشكيليين اليمنيين بعدن منهم الفنان المبدع محمد عبده دائل ضوغيره.

 

بدأ يمارس الفن كهواية، ثم تخصص فيه وأصبح قطباً فنياً له من الإسهامات المحلية والدولية، وأقام العديد من المعارض في اليمن وكل من: روسيا، بلغاريا، ألمانيا، بريطانيا، ومعظم الدول العربية.

 

وفي هذا الصدد قال الأديب والشاعر محمد القعود "برحيل هذا الفنان الكبير والمبدع المتميز تخسر الساحة الثقافية واليمنية أحد رواد الفن التشكيلي اليمني الكبار، حيث يعد من الفنانين الأوائل الذين أسسوا وأسهموا بصورة فعّالة وهامة في انطلاقة الفن التشكيلي في اليمن، وعملوا على إرساء دعائمه في الواقع، وانطلقوا به إلى العالمية من خلال الأعمال التشكيلية اليمنية المبدعة".

 

وأضاف القعود في صفحته على فيسبوك "الفنان الراحل الكبير عبد الجبار نعمان، من رواد الفن التشكيلي اليمني، وصاحب مدرسة تشكيلية خاصة لها بصمتها المميزة وملامحها ومواضيعها المعبّرة عن جوانب عديدة من الوقع اليمني، وإرثه وتراثه ومعماره وطبيعته الساحرة، والتي عكستها الاعمال الفنية للراحل".

 

وأشار إلى أنها أبرزت الكثير من خصائص وجماليات اليمن وإنسانه وحضارته وتراثه وطبيعته وتاريخه، وذلك من خلال تكوينات وألوان وخطوط الفنان الكبير الراحل، والتي حظيت بتقدير وإعجاب داخل وخارج اليمن".

 

 

*رحل بعد رحلة عطاء حافلة بالإبداع.. الفنان الكبير عبدالجبار نعمان.. يرسم لوحته الأخيرة بلون الحزن كتب/محمد القعود توفي...

Posted by ‎محمد القعود‎ on Sunday, January 27, 2019

 

من جانبه، قال الكاتب الصحفي جمال حسن إن نعمان ينتمي لجيل هو الأول في دفع عربة الفن التشكيلي اليمني إلى جانب الراحل هاشم علي وآخرين.

 

وأضاف في صفحته على فيسبوك "وداعا عبد الجبار نعمان صاحب الألوان المرهفة ومزيج من الغنائية الكلاسيكية والانطباعية. وعزاؤنا أنه ترك وراءه حكاية أصيلة من الفن".

 

 

الوداع للفنان التشكيلي الرائع عبدالجبار نعمان. أشعر بالأسى لاني انتبهت لجمالياته اللونية وانا أشاهد لوحاته تملأ الفيس...

Posted by Gamal Hasan on Sunday, January 27, 2019

 

وقالت الفنانة التشكيلية آمنة النصيري إن الفنان الكبير الرائد عبد الجبار نعمان رحل حزينا مخذولا، رحمة الله عليه، أعان الله أهله ومحبيه على ألم الفقد، وألهمهم القوة والصبر.

 

 

رحل الفنان الكبير الرائد عبدالجبار نعمان ، رحل حزينا مخذولا ، رحمة الله عليه ، أعان الله أهله ومحبيه على ألم الفقد ، وألهمهم القوة والصبر .

Posted by Amna Al-Nasiri on Sunday, January 27, 2019

 

وصف وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان، في مقال سابق له، عبد الجبار نعمان بأنه الفتى "الذي سحر عبد الناصر"، حيث أُعجب الأخير خلال زيارته لصنعاء بأعمال نعمان فمنحه بعثة للدراسة الفنون الجميلة، ورعى في عام 1965 أول معرض له في القاهرة.

 

بدأ الفنان مشواره بالواقعية حيث ارتبطت أعماله بالبيئة المحلية، وعبرت عن الهوية من خلال المعمار والزخارف غالباً، كما رسم في فترة لاحقة الوجوه والبورتريهات النسائية، مبرزاً من خلالها جماليات الزي والتراث الشعبي، مروراً أعماله التعبيرية، مروراً بلوحياته التعبيرية منذ مطلع التسعينيات.

 

رسم اليمن وأظهر معالمها الفنية والثقافية، ومن أبرز أعماله جدارية افتتحها الأمم المتحدة عن الحرب والسلام، كما أقام معارض في العديد من البلدان، بما فيها روسيا، وبلغاريا، وألمانيا، وبريطانيا، وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة اللوحة الذهبية وشهادة استحقاق من منظمة "اليونيسف".


 

 


التعليقات