[ تكمن أهمية محافظة البيضاء في أنها تربط بين المحافظات الجنوبية والشمالية ]
أماط مصدر يمني خاص اللثام عن تفاصيل أول محاولة من دولة الإمارات، ثاني أكبر دولة مشاركة بالتحالف العسكري بقيادة السعودية، تشكيل نواة لقوات موالية لها في محافظة البيضاء وسط البلاد.
وقال المصدر وهو قريب من قيادات المقاومة بالبيضاء لـ"عربي21"، مشترطا عدم كشف اسمه، إن القوات الإماراتية بدأت تخطط بتشكيل قوة عسكرية موالية لها في محافظة البيضاء، عبر دعم شخصيات قبلية محسوبة على التيار السلفي، وأخرى محسوبة على نجل قيادي قبلي بحزب المؤتمر بالمحافظة.
وأضاف المصدر اليمني أن طلائع هذه القوة التي يجري الترتيب لها تحت مسمى "النخبة البيضانية" بدعم وتمويل إماراتي، وصلت أمس السبت إلى مديريتين خاضعتين للمقاومة الشعبية والجيش الموالي للحكومة الشرعية في البيضاء.
وأشار المصدر إلى أن القوة العسكرية التي وصلت أمس إلى مديريتي الصومعة ومسورة في البيضاء، عبارة عن "سيارات عسكرية ومعدات حربية" عبر القيادي السلفي، طارق اليحوي، شيخ قبيلة آل يحيى وآل عزان، ومحمد الرصاص نجل شيخ قبيلة آل الرصاص، وهو قيادي مؤتمري انضوى سابقا في التحالف بين حزب المؤتمر وجماعة الحوثيين.
وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه السيارات وصلت إلى البيضاء عبر محافظة شبوة المحاذية لها، وهو ما أثار حفيظة قبائل المديريتين الذين توافدوا لفرض حصار عليها، رغم نفي القياديان "اليحوي" و"الرصاص" نيتهم تشكيل قوات "نخبة" بدعم إماراتي.
وعقب وصول هذه القوة إلى المديريتين، اندلعت اشتباكات بينها وبين قبائل فيهما منضوية في المقاومة الشعبية، قبل أن تتدخل وساطة قبلية للتهدئة. وفقا للمصدر.
وأردف قائلا: "المقاتلون القبليون اشترطوا تسليم الأسلحة والعتاد الحربي الذي حصلوا عليه من القوات الإماراتية، خصوصا نجل شيخ قبيلة آل الرصاص، رغم أنه يؤكد أن مشاركته في القتال ستكون تحت لواء الشرعية ضد مسلحي جماعة الحوثي".
كيف حصلوا على الدعم؟
وفي السياق ذاته، أكد المصدر اليمني لـ"عربي21" أن "القيادة العسكرية الإماراتية في مدينة عدن (جنوبا)، دعمت الشيخ طارق اليحوي، ومحمد الرصاص، بعد قبولهما بشروط سبق أن رفضتها فصائل في المقاومة الشعبية بالبيضاء، بعد عرضها عليها".
وقال إن "الإماراتيين يهدفون لنقل تجرية المناطق المحررة إلى البيضاء، وتكوين قوة موالية لهم تحركها وفقا لأجندتها، وهو ما دفع السكان المحليين للتحرك رفضا لهذا التوجه".
وذكر المصدر أنه على الرغم من أن القياديين القبليين اللذين قدما بالدعم الإماراتي إلى البيضاء، تعهدا بالعمل في إطار المقاومة بعيدا عن أي حسابات إماراتية.
شروط إماراتية
لكن المصدر استدرك بالقول: "الدعم الإماراتي الذي وصل البيضاء ليس بريئا، وبات مصدر قلق، لاسيما أن فصائل في مقاومة المدينة على علم بشروط القيادة العسكرية الإماراتية لأي دعم منها".
ووفق المصدر، فإن "الشروط التي وضعها الإماراتيون لإسناد أو دعم المقاومة في البيضاء عسكريا، ورفضتها، أبرزها العمل على مخطط استهداف وتصفية قيادات في حزب الإًصلاح الإسلامي، بالإضافة إلى استهداف عناصر نشطة من تنظيم القاعدة في مقاومة الحوثي". وفق تعبيره.
ولفت المصدر اليمني إلى أن "الشيخ طارق اليحوي، والشيخ محمد الرصاص اللذين تلقيا الدعم الإماراتي، التقوا في مدينة عدن بقيادة القوات الإماراتية، وأبلغوهم أنهم على تواصل مع نجل شقيق الرئيس الراحل علي صالح، العميد طارق، الذي يقود قوات عسكرية بدعم وتمويل من الدولة الخليجية".
وأوضح المصدر أن حزب الإصلاح يتمتع بوجود مدني في هاتين المديريتين اللتين اختارتهما القوات الإماراتية نقطة تحرك ضد الحزب، "وهو ما يثير الاستغراب". موضحا أن "الوجود الأكبر للتيار السلفي، خصوصا في الصومعة التي يشكل أغلبيتها، مقاتلون سلفيون محسوبون على الراحل "مقبل الوادعي" مؤسس مركز دار الحديث في دماج سابقا".
وبين أن "هناك حساسية لدى السكان في مديريتي الصومعة ومسورة، من تجربة القوات التي شكلتها الإمارات في المدن المحررة في جنوب اليمن، ولذلك اندفعوا لإحباط أولى محاولات تلك الدولة في نقلها إلى مدينتهم".
وتكمن أهمية البيضاء في أنها تربط بين المحافظات الجنوبية والشمالية، وتتداخل حدودها مع عدة محافظات هي صنعاء ومأرب (شرق) وشبوة (جنوب شرق)، وذمار (شمال) وإب (وسط) والضالع ولحج وأبين.