[ شاركت قوات كبيرة في تأمين جلسات البرلمان في سيئون ]
تواصل السعودية سحب آلياتها العسكرية إلى أراضيها عبر منفذ الوديعة، والتي بدأتها منذ الخميس الماضي، بعد أن شاركت في تأمين انعقاد جلسات البرلمان خلال الأسبوع الماضي.
وعبرت السلطة المحلية بوادي حضرموت عن قلقها من عودة الانفلات الأمني في المنطقةً بعد أن شهدت هدوءا نسبيا خلال أيام انعقاد جلسات مجلس النواب في سيئون.
ويتخوف مراقبون أن تكون محافظة حضرموت ساحة حرب ناعمة بين قطبي التحالف الإمارات والسعودية، اللذين يتقاسمان المحافظة عسكريا.
الوداع الأخير
مصادر عسكرية قالت إن القوات والآليات العسكرية السعودية المشاركة في تأمين جلسات مجلس النواب الأسبوع الماضي بمدينة سيئون، غادرت المدينة عبر منفذ الوديعة البري صوب المملكة، وتضم عربات عسكرية ومدرعات وبطاريات منظومة باتريوت الدفاعية الجوية.
وأشارت المصادر إلى أن السعودية استعانت بقوات يمنية من وادي حضرموت ومحافظة المهرة في تأمين جلسات مجلس النواب، والتي قامت بالإشراف على تدريبها خلال الفترة الماضية، إلى جانب أفراد سعوديين.
أزمة ثقة
ولفت سكان محليون إلى وجود قوات مهرية تميزت بالسيارات الفورد الأمريكية ذات اللون الأصفر، في حين كتيبة المهام الخاصة بالمنطقة العسكرية الأولى باللون الأزرق الداكن، إلى جانب أفراد من الحماية الرئاسية التي يتزعمها نجل الرئيس عبد ربه منصور هادي.
واستغرب البعض من دفع السعودية بقوات من المهرة إلى سيئون وقطع مسافة 762 كيلومترا، في حين تجاهلت قوات النخبة بالمنطقة العسكرية الثانية بالمكلا والتي تشرف عليها الإمارات وتبعد عن سيئون حوالي 322 كيلومترا.
وقبل انعقاد جلسات البرلمان بيومين أسقط الباتريوت الذي تم نصبه بمطار سيئون الدولي طائرتين عسكريتين، بحسب تصريح محافظ محافظة حضرموت، الذي اتهم مليشيات الحوثي بإرسالها.
ونفت جماعة الحوثي على لسان المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، تنفيذ أي عمليات عسكرية في محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن خلال تلك الفترة.
مطالب محلية بالبقاء
وخلال حفل توديعي بسيئون للأجهزة الأمنية المشاركة في تأمين جلسة البرلمان، وبحضور رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن عبد الله النخعي، طالب وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء عصام حبريش الكثيري ببقاء جزء من الحملة الأمنية المشاركة في تأمين انعقاد مجلس النواب، لتعزيز الأمن والاستقرار في مناطق وادي وصحراء حضرموت.
وأكد الكثيري أن الناس استبشروا خيرا بوصول تلك القوات والآليات لسيئون، وما لمسه المواطن من دور لها في حفظ الأمن والسكينة العامة واختفاء الظواهر المخلة بالأمن العام في المدينة.
وتنتشر حاليا وحدات من المنطقة العسكرية الأولى في حواجز عسكرية على الخط الممتد من العبر غرب وادي حضرموت حتى تريم في شرق وادي حضرموت، بعد انسحاب الأجهزة الأمنية من مراكزها عقب هجمات للقاعدة عليها.
وبدأت بعض المراكز الأمنية، منذ مطلع 2019، تستعيد عافيتها عبر تفعيل مقراتها الأمنية بالمديريات الرئيسية، إلى جانب استحداث نقاط عسكرية في مداخل ووسط سيئون من كتيبة الحضارم التابعة للمنطقة الأولى، واللواء 101 دفاع جوي، المكلف بتأمين مطار سيئون، ومعظم أفرادها من أبناء حضرموت وتم تجنيدهم مؤخرا.