نقل مراسل الجزيرة عن مصادر ليبية قولها إن بارجة حربية فرنسية دخلت ميناء رأس لانوف في الهلال النفطي للتزود بالوقود والمياه، بينما قالت مصادر محلية بالمنطقة إن البارجة رست في الميناء لأكثر من ثلاث ساعات، وغادرت بعد ذلك إلى وجهة غير معلومة.
وأوضحت المصادر أن دخول السفينة تزامن مع انتشار قوة عسكرية تابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة لحفتر داخل الميناء وفي المناطق المحيطة به.
وقالت المصادر للجزيرة إن "القطعة البحرية" أنزلت عددا من الزوارق السريعة وأسلحة هجومية خاصة بالضفادع البشرية.
وأضافت أن هناك خطة إنزال بحرية قد تلجأ إليها قوات حفتر لتخفيف الضغط على محاور القتال في محيط طرابلس، تتمثل في دعم قواتها الموجودة بمدينتي صرمان وصبراتة غربي ليبيا.
من جهته، قال آمر القوة البحرية التابعة لحكومة الوفاق العقيد رضا عيسى إن أي تسلل عبر البحر يعد "محاولة انتحارية".
وكان وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي أعلن الأسبوع الماضي أن أجهزة الأمن التونسية اعتقلت مجموعة تتكون من 13 شخصا يحملون جوازات سفر دبلوماسية فرنسية، وصلوا إلى معبر رأس جدير الحدودي قادمين من ليبيا.
وأضاف أن هذه المجموعة رفضت تسليم أسلحتها للجهات الأمنية عند بداية توقيفها، قبل أن تقبل بذلك لاحقا.
حفتر مطلوب للعدالة
سياسيا، رفض المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أن يكون حفتر ضمن أي حل سياسي قادم، وقال إنه الآن أصبح مطلوبا للعدالة بعد العدوان الذي شنه على العاصمة طرابلس.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية لحكومة الوفاق محمد القبلاوي إن المجلس الرئاسي يسعى لإرسال مبعوثين إلى دول عدة لتوضيح حقيقة هجوم حفتر، ونفي الاتهامات حول وجود إرهابيين ضمن قوات الوفاق.
وأضاف القبلاوي -في مؤتمر صحفي عقد الخميس بطرابلس- أن ليبيا لن تقبل إلا بإدانة هجوم قوات حفتر على العاصمة باعتبارها قوة معتدية، وإجبارها على الرجوع من حيث أتت.
في المقابل، قال أحمد المسماري الناطق باسم حفتر إن الهجوم على طرابلس مستمرّ لمواجهة ما وصفه بالإرهاب. وأضاف أن العمليات القتالية تتواصل بمعزل عن أي مبادرات سياسية قد تطرحها الأطراف الدولية أو الإقليمية.
قذائف عشوائية
وعلى صعيد المعارك في محيط العاصمة، أعلن المجلس البلدي في حي أبو سليم جنوبي طرابلس عن إصابة عدة مواطنين بجروح إثر سقوط قذائف عشوائية أطلقتها قوات حفتر.
وقال المجلس البلدي على صفحته على موقع فيسبوك إن القذائف العشوائية التي سقطت على منطقتي محلة ومشروع الهضبة، أدت إلى أضرار مادية بمنازل السكان وأملاكهم.
وتجددت الاشتباكات بين قوات حكومة الوفاق وقوات حفتر في محاور عدة جنوبي العاصمة طرابلس. وبالتزامن مع ذلك، شهدت المدينة تحليقا للطيران الحربي فوق أحياء عديدة، بينها عين زارة ووادي الربيع والسواني، التي استعادت قوات الوفاق معظم أجزائها من قوات حفتر.
من ناحية أخرى، أمر وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة بالتحري وجمع المعلومات للقبض على المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية محمود الورفلي، مضيفا أن معلومات وردت عن وجوده ضمن قوات حفتر المشاركة في الهجوم على طرابلس.