نشرت قناة "روسيا اليوم"، الناطقة بالعربية، مقالا في نافذتها الرئيسية، يتضمن تأكيدا على أن سقوط العاصمة صنعاء بيد القوات الشرعية بات وشيكا.
وأشار المقال الذي حمل عنوان (واقترب سقوط صنعاء!)، إلى أنه مع استمرار المواجهات شرق العاصمة صنعاء وتكثف طائرات التحالف القصف على تلك المناطق، ارتفعت أصوات منادية بإنجاز اتفاق سياسي، يتم بموجبه تسليم العاصمة إلى طرف محايد، واستئناف مسار التسوية السياسية، وإنهاء الحرب.
وأكد المقال الذي كتبه للقناة، الكاتب محمد الأحمد، أنه مع اقتراب قوات هادي من العاصمة صنعاء، وتكثيف الطيران قصفه على مواقع الحوثيين والقوات الموالية لهم، تزايدت أعداد المؤيدين للحكومة داخل العاصمة صنعاء، وفي محيطها، الأمر الذي أثار مخاوف السكان من حرب تدمر المدينة على غرار ما حدث في عدن وتعز.
وقال الكاتب، إن التحالف العربي، لم يكن يعلم أن الاقتراب من صنعاء سيغير قواعد المواجهة، وسيشرع الأبواب أمام ضغوط حقيقية على خصومه (الحوثيين وقوات المخلوع)، من أجل الحل السياسي، الذي طالما تلكأوا في السير على طريقه، مستندين إلى قدرتهم في الصمود في تعز والبيضاء وعلى جانب الحدود مع السعودية، إلى جانب أن التحالف لم يتوقع الطرف الآخر أن تصبح صنعاء مهددة بالاجتياح بهذه السهولة؛ وهو، الذي يمتلك أهم الوحدات العسكرية في مداخلها، وحزاما قبليا مساندا له، بحسب الكاتب الأحمد.
وأضاف الكاتب: " كان رهان تحالف الحوثيين وصالح منذ بداية الحرب على إبقاء مناطق نفوذهم في شمال البلاد بعيدا عن المعارك، كما حرصوا على إظهارها أكثر انضباطا وأمنا من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة؛ ولذا، خاضوا معاركهم في المناطق البعيدة، مثل: تعز وعدن ولحج والضالع وإب. وعندما أخرجتهم القوات الحكومية من محافظات الجنوب، وجهوا قوتهم نحو الشريط الحدودي لإلحاق أكبر قدر من الخسائر في الجانب السعودي".
وقال:" راهنت الحكومة والتحالف على مواصلة التقدم من الجنوب نحو الوسط ، وظهرت معركة تعز وكأنها الفاصلة بين الجانبين، لكن التحالف لم يتمكن من الانتصار في هذه المعركة، التي حرص خصومه على أن تكون ورقة قوية في المفاوضات، ونجحوا في استخدام ذلك؛ وهو ما استدعى من التحالف تغيير خطته، والتحول من مأرب نحو صنعاء".
وأوضح الكاتب أنه على الرغم من كون صنعاء العاصمة مركزا أساسًا على الصعيدين العسكري والاجتماعي للحوثيين وصالح، إلا أن اقتراب المعارك من العاصمة صنعاء، أوجد واقعا متباينا، تعالت معه الأصوات الداعية إلى اقتحامها، لأن ذلك، بحسب الكاتب، سيؤدي إلى حسم المعركة بعد عشرة أشهر على بداية العمليات العسكرية.
وأشار إلى أن اقتراب الجيش والمقاومة من صنعاء، أدى لارتفاع أصوات أخرى، مناهضة لتلك الدعوات، تطالب بحل سلمي لموضوع صنعاء، لتجنيبها الدمار والفوضى، التي تعصف اليوم بالمناطق، التي حررتها الحكومة؛ حيث انتشر تنظيما "القاعدة" و"داعش" في عدن ولحج وأبين وشبوة، ويوجد "القاعدة" بقوة في تعز.
واستطرد الكاتب قائلا: "وبما أن التحالف وجد ضالته في معركة صنعاء، فإنه دفع بإعداد كبيرة من القوات إلى مديرية نهم، كما نشط في كسب ولاء القبائل المحيطة بها، وكثف من غاراته على المدينة، مستهدفا كل موقع يشك بوجود الحوثيين وأتباع صالح فيه - أكان ذلك الموقع مخزنا للبضائع أم منشآت أثرية - كما حدث في مدينة كوكبان. كما فُتحت جبهتا قتال في الشريط الساحلي الغربي في محافظة حجة، في الطريق إلى الحديدة وجبهة كرش، في أطراف محافظة لحج مع محافظة تعز".
واختتم الكاتب مقاله مضيفا: " ووسط حالة الخوف والترقب، التي يعيشها أكثر من مليوني شخص، يقطنون العاصمة اليمنية؛ علقت الأمم المتحدة اتصالاتها لاستئناف النشاط السياسي رغم الإشارات الإيجابية، التي تلقاها المبعوث الخاص باليمن من الحوثيين وأتباع الرئيس السابق، على أن تستأنف هذه الاتصالات نهاية الشهر الجاري في انتظار ما سيتحقق على صعيد محادثات السلام في سوريا".