[ تحذيرات منظمات إغاثية دولية تتواصل حول جوع أطفال اليمن ]
في الوقت الذي بدأ فيه تلاميذ اليمن، عاما دراسيا جديدا، يحدوهم فيه الأمل لمواصلة رحلتهم التعليمية، رغم قسوة الواقع، حذرت منظمة ( أنقذوا الأطفال) الدولية، ومقرها بريطانيا من أن الغلاء الحاد، لمعظم السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية في اليمن، وانهيار قيمة العملة الوطنية، إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، في الآونة الأخيرة، يدفعان مزيدا من الأطفال، إلى الفقر والجوع، مع عدم قدرة الأسر على شراء الطعام في الأسواق المحلية.
عام دراسي في ظروف متردية
وكان العام الدراسي الجديد، قد انطلق في اليمن، في ظل ظروف اقتصادية وسياسية وأمنية غير مسبوقة، من حيث صعوبتها، وبدأت الدراسة بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين يوم السبت الماضي 14 آب أغسطس، في حين بدأت في المحافظات الواقعة تحت سلطة الحكومة اليمنية، في اليوم التالي الأحد 15 آب/أغسطس.
ووفقا لروايات العديد من العائلات اليمنية، فإنها تواجه مصاعبة جمة، خلال العام الدراسي الجديد، بسبب تدهور العملة المحلية إلى أدنى مستوى لها عبر تاريخها ،وهو ما أدى إلى زيادة هائلة في أسعار المستلزمات الدراسية، بما فيها الزي المدرسي، والحقائب والدفاتر والأقلام، وكذلك رسوم الدراسة خاصة في المدارس الأهلية.
وبجانب كل ذلك، يتحدث معلمون يمنيون، عن أحوال متردية للمدارس، بعد سنوات من حرب مدمرة، طالت البنى التحتية في البلاد، في وقت بات فيه المعلمون يعانون من صعوبة الحياة، وتوقف الرواتب، وتدهو قيمتها المتواصل،في ظل انهيار العملة المحلية، وهو مايزيد من تكهنات بإضراب للمعلمين، يتحدث عنه كثيرون في اليمن للمطالبة برفع الرواتب.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، قد قالت في 8 آب/ أغسطس الجاري إن هناك 8.1 مليون طفل يمني، بحاجة إلى مساعدة تعليمية طارئة، وأضافت المنظمة عبر "تويتر"، أن "هذه زيادة ضخمة في عدد المحتاجين مقارنة بـ1.1 مليون طفل يمني قبل الحرب". مشددة على ضرورة أن تتوقف الحرب حتى يستطيع الأطفال عيش طفولتهم.
أنقذوا الأطفال
تقول منظمة (أنقذوا الأطفال) ومقرها بريطانيا، في تحذيرها الأخير، الصادر الاثنين 16 آب/أغسطس، إن الإرتفاع الهائل في الأسعار، والإنهيار المتواصل للعملة المحلية، يدفع المزيد من أطفال اليمن إلى دائرة الفقر والجوع.
وتشير المنظمة الدولية في تحذيرها، إلى أن كثيرين من أطفال اليمن، يعيشون على الخبز والماء، مع ما لذلك من آثار مدمرة على صحتهم، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة الجوع، وسوء التغذية المستمرة، وتقزم نموهم البدني والعقلي، في وقت يبيع فيه آباء يائسون ذهب نسائهم ليوفروا الرعاية الطبية للأطفال.
وتشير الأرقام إلى أن سعر الدولار في اليمن،تجاوز الشهر الماضي ومطلع الشهر الجاري 1060 ريالا، في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية، فيما يمثل أسوأ انهيار للعملة الوطنية، وهو ما أدى بدوره إلى ارتفاع هائل في أسعار المواد الغذائية والسلع، خاصة في ظل اعتماد البلاد بشكل أساسي على الاستيراد.
وتقول (أنقذوا الأطفال) إنه بجانب إنهيار قيمة العملة، وارتفاع أسعار الغذاء والوقود، فإن رسوم التبادل الجمركي، قد تضاعفت أيضا، في وقت لا يزال فيه مطار صنعاء مغلقا للعام الخامس على التوالي، مما حال دون وصول أية بضائع أو أدوية، وتضيف" كل هذه العوامل دفعت المزيد من الأطفال، نحو حافة المجاعة، في بلد يواجه أكثر من نصف سكانه، البالغ عددهم 30 مليون نسمة نقصا حادا في الغذاء، كما يبدو أكثرمن 400 ألف طفل من أطفاله دون سن الخامسة على بعد خطوة واحدة من المجاعة".
يقول كزافييه جوبيرت، مدير منظمة (أنقذوا الأطفال) في اليمن "نحن نشهد الاقتصاد اليمني يتدهور بمعدل سريع، وهو مايمثل حكما بالإعدام على الأطفال الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية الحاد، ومع الزيادة غير المسبوقة في أسعار المواد الغذائية ونقص الوظائف وعدم ظهور أي علامة على تباطؤ الصراع، بات الآباء اليمنيون غير قادرين حتى على شراء أبسط المواد الغذائية لأطفالهم".