تدور حوله أساطير منذ آلاف السنين.. فريق استكشافي عُماني يدحض خرافات "بئر برهوت" بالمهرة (فيديو)
- خاص الخميس, 16 سبتمبر, 2021 - 06:43 مساءً
تدور حوله أساطير منذ آلاف السنين.. فريق استكشافي عُماني يدحض خرافات

تمكن فريق عماني بيولوجي متخصص من استكشاف الكهوف أمس الأربعاء بتوثيق خسف فوجيت أو ما يعرف بـ"بئر برهوت" في مديرية شحن بمحافظة المهرة (شرقذ اليمن) الذي نسجت حوله الكثير من القصص والخرافات.

 

وذكرت وسائل إعلام عمانية أن الفريق البيولوجي العماني -برئاسة الدكتور محمد بن هلال الكندي، بمعية مدير عام هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية فرع حضرموت المهندس صلاح أحمد بابحير ويرافقهم الدكتور صلاح عبد الواسع الخرباش أستاذ الجيولوجيا بجامعة مسقط، والدكتور محمد عبد الله الوصابي أستاذ جيولوجية الأحافير بكلية النفط والموارد الطبيعية - نزل إلى قاع البئر ووثَّق السمات الجيولوجية والبيئية للحفرة بمجموعة من الصور والبيانات، كما أنه جمع مجموعة من العينات الصخرية منها وأيضا مياه الشلالات التي تتدفق من منتصفه وتغور في أسفله.

 

 وبحسب الفريق العماني فإن عمق البئر 112 متراً وقطر الفوهة من الأعلى 30 مترا ومن الأسفل 116 مترا، يحتوي على 4 شلالات مياه عذبة تخرج من جدران البئر وتنزل إلى قاعه وتتسرب في تجويف جانبي بطول 4 أمتار.

 

 

 

ويأتي عمل الفريق الاستكشافي ضمن عمله لدراسة الكهوف والمغارات، حيث من المؤمل أن يزور مجموعة من الكهوف في المنطقة، بالتعاون مع مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث.

 

حيث تم دراسة خسف فوجيت، من خلال النزول الى قاع البئر عبر طرق حديث، مطلعًين على جيولوجية ومراحل تكون الخسف (البئر) من خلال مرورها بمراحل التجوية والتعرية، والإذابة للصخور الجيرية، حتى خسفها، وما تتميز به البئر، من تنوع في طبيعتها، وتواجد العيون والغيول، وتواجد الصواعد، والهوابط، التي تتميز بها الكهوف والمغارات، والتربة والصخور الجيرية المكون الرئيسي لهذه البئر.

 

 

وتعرّف الفريق الاستكشافي من خلال النتائج والحيثيات على معلومات قيمة، تفيد وتحفز على دراسة جميع الكهوف بالنطاق الجغرافي لنشاط الفرع واليمن عامة.

 

وأكد المهندس بابحير أن فرع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بحضرموت سيعمل على تأهيل الكادر الفني للعمل على استكشاف الكهوف والمغارات، والتعرف عليها من جميع النواحي الجيولوجية، والبيئة، وللنهوض بالفرع بهذا المجال، ولتحريك المجال الفني العلمي بالنطاق الجغرافي للفرع، مبديًا استعداده في تقديم التأهيل للكادر الفني، عبر القنوات الرسمية، ومتابعتهم في تنفيذ مثل هذه المشاريع والاستكشافات باستمرار، داعيًا الراغبين من الكادر في هذا المجال للتأهيل للاستفادة والإفادة للوطن.

 

 

حكايات وأساطير

 

يشار إلى أن هذه الحفرة العميقة ارتبطت بكثير من الأساطير التي انتشرت في وسائل الإعلام المختلفة، منها أن الحفر تحتوي على تماسيح ضخمة، وأنها مسكن للجن، وأن بها أرواحا معذبة، وأنها تحتوي على أنهار ضخمة، وأن من حاول النزول إليها سابقا خرج برأس دون جسد.

 

وبحسب رواية السكان المحليين فإن الحفرة لم تستكشف أو توثق قبل زيارة الفريق العماني لاستكشاف الكهوف لها في شهر سبتمبر من عام 2021، ولم يستطع الفريق عموما العثور على توثيق سابق للحفرة من قبل.

 

 

وعلى مدى قرون تناقل الكثيرون قصصا تشير إلى وجود الجن فيها وساد اعتقاد بأنها تشكل خطرا فوق الأرض وقد تبتلع كل ما يقترب منها، حتى إن كثيرين يتجنبون مجرد التحدث عن هذه الحفرة الغامضة مخافة أن تلحق بهم الأذى، إذ يسمونها "قعر جهنم".

 

ولا يصل ضوء الشمس إلى قعر الحفرة، ولا يمكن من حافتها رؤية الكثير مما فيها سوى بعض الطيور.

 

قصة البئر وذكره في القرآن والسنة

 

بشأن حقيقة هذه الحفرة، سبق أن قال الدكتور عبد السلام المجيدي أستاذ التفسير بكلية الشريعة جامعة قطر للجزيرة مباشر إن حديث بئر برهوت رواه الطبراني في معجمه الكبير.

 

ويقول الحديث: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم، وشر ماء على وجه الأرض ماء برهوت بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام، يصبح يتدفق، ويمسي لا بلال بها".

 

 

وأضاف المجيدي أن الحديث قبله بعض أهل العلم مثل الإمام الألباني فقد أورده في الصحيح، وتابع "يقال إنه فوهة لجهنم وأن أرواح الكفار تكون فيه، ونقل عن بعض الشافعية كراهة التوضؤ بالماء الذي فيه”.

 

وأشار إلى أن بعض الناس حاولوا استكشافه وذهب بعضهم إلى المكان واستوحشوه، فهل هو متصل بشئ من عالم الغيب؟ الله أعلم.

 


التعليقات