انتقدت وزيرة الثقافة السابقة اروى عثمان ممارسات بعض المدرسات مع الطالبات في مدارس اليمن والتي وصفتها بالإرهاب العقلي والديني.
وقالت عثمان على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بأن أستاذة احدى مدارس العاصمة صنعاء قالت في وجه ابنتها مريم يا "زانية" لأن حجابها به رائحة عطر، مؤكدة ان الطالبة مريم في الصف السابع ولا يتجاوز عمرها الثانية عشرة.
وأضافت ماذا سيحدث لك أيها الأب.. أيتها الأم عندما تأتي ابنتك الصغيرة " باكية وغاضبة لتقول لك : الأستاذة قالت لي: زانية لأن حجابي برائحة عطر؟
وأشارت أن معلمة القرآن والإسلامية، انها لم تأت بشي من عندها، فهذه تعاليم الدين !!، وتسائلت ماهي مشاعرك كولي أمر وأنت تصعق وتموت مائة مرة من هول ما تسمع ، موضحة ان الكثير من المدرسات يمارسن ضغوطات على الطالبات ويؤنبنهن بالفاظ نابية .
واعتبرت وزيرة الثقافة السابقة هذه النازلة أعظم من حرب، الإحساس بالقهر والكمد وقالت "لمن تشتكي لا دولة ، ولا وزارة تربية وتعليم ، ولا قانون ، ولا قضاء ولا منظمات مجتمع مدني تراعي أبسط حقوق الإنسان حد قولها - لينصفوك أمام هذا الانفلات المتوحش داخل منظومة التعليم في اليمن ؟ وينصف طفلتك ويرد اعتبارها ،ويلجم هذه المسوخ الشائهة ما يطلق عليهن معلمات يقع على عاتقهن تشكل الأجيال لصنع المستقبل..؟
وتابعت أين نذهب ونهرب ، ونلوذ بأولادنا من تغول التطرف الديني والسياسي والطائفية وتصارع الإيديولوجيات في المدارس الخاصة والعامة - وللعلم هربنا إلى المدارس الخاصة لننجو من التطرف والقبضة البوليسية المتعصبة في المدارس الحكومية ؟
وبينت أن طاقم مدرسة " ... " لم تسمها من كبيرها إلى صغيرها يصعق ويصاب بالسعار والهذيان ، يصبحون محكمة تفتيش ، جعبة منفلتة تطارد إن ظهرت خصلة من شعر طالبة .
وشرحت كيف يتم تعبئة الطالبات بالمحاضرات والأحاديث، وعذاب القبر( بالبروجكتر ) حيث تطلب المُدرسة من التلاميذ والتلميذات مشاهدة صيحة الموت الأولى والثانية ، وصيحة البعث وخروجهم من الأجداث .. وكأنهم أمام سينما (أفلام الرعب) بطريقة مبتذلة وغبية ، حيث لا سينما ولا مسرح في اليمن - حد قولها.
وأوضحت عثمان ان كلمة يا زانية : لن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة أمام التعليم " القرو أوسطي" التعليم الملغم بفاشية الأنقى والتعليم المتعصب الذي ينتهك كل مسام جسدك ، وأولها خلايا عقلك.
وأكدت عثمان أن هذا هو العدوان الصارخ قبل الحرب وفي الحرب وبعد الحرب إن لم نصرخ كلنا : اليمن في خطر ، والخطر الأعظم : المناهج المدرسية العصابية المتعصبة التي عكمت وشوهت معنى إنسان، وشوهت الدين ، والأخلاق والقيم وأصبحت ساحاتها لحروب صغيرة وكبيرة.
وخاطبت وزيرة الثقافة السابقة نائب وزير التربية والتعليم متسائلة من ينصف ابنتي مريم منصور هايل، وملايين المريمات؟
وذكرت أروى عثمان ان احدى معلمات "مريم" أوصتها بأن تنصحني- أنا اروى عثمان - بضرورة التزام الحجاب ، بينما مدرسة أخرى هددت مريم بإحراق شعرها إن أخرجت خصلة من شعرها أو لم تضبط الحجاب.
وتفرض مليشيات الحوثي الطائفية قيودها على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء منذ اجتياحها للعاصمة في 21 سبتمبر من العام قبل الماضي.