إب : 15 جريمة إعدام وتصفية جسدية لمدنيين ارتكبتها الميليشيا خلال 8 أشهر
- إب - خاص الخميس, 21 أبريل, 2016 - 11:44 مساءً
إب : 15 جريمة إعدام وتصفية جسدية لمدنيين ارتكبتها الميليشيا خلال 8 أشهر

بلغة الأرقام نشر المركز الإعلامي بمحافظة إب وسط اليمن تقارير بإحصائيات لجرائم وانتهاكات ميليشيا صالح والحوثي بحق أهالي المحافظة.

ووفقا لإحصائيات المركز فإن كمية الجرائم والانتهاكات خصوصا جرائم الإعدام والتصفية الجسدية التي مارستها الميليشياولا زالت  تمارسها  في محافظة إب بحق مناوئيها أثبتت أن ذلك نهج الإجرام سلوك دائم لدى الميليشيا وهو الرابط الذي الأبرز الذي جمع تحالفها من جناحي المؤتمر والحوثي.

كما أثبتت الوقائع أن نهج الإجرام في العراق وسوريا سلوك صفوي إيراني انتقامي تم نقله إلى اليمن بغرض جره لمستنقع الطائفية البغيضة ،وما يجري  في إب هو امتداد للنهج الصفوي الذي تمارسه قوات الحرس الثوري بحق معارضيهم السنة في الأحواز وإن اختلفت الطرق والأدوات فالمشانق هناك يقابلها عمليات سحل وتنكيل هنا.
 
تعد جرائم الإعدامات والقتل المباشر من أبرز الجرائم البشعة للميلشيا في محافظة إب منذ اجتياحها من قبل الميليشيا منتصف اكتوير 2014م وحتى اليوم ،حيث لم تقتصر تلك الجرائم في ساحة المواجهات المباشرة كما في عمليات إعدام الأسرى بل تعدت إلى إعدام مدنيين ليس لهم أي علاقة بالعمل العسكري بل اعدمتهم في سجونها الخاصة أو في حواجز تفتيش نصبتها في كل مكان للتقطع أو في عمليات مداهمات لمنازلهم أو لمقار أعمالهم .

ولكل ضحية قصة تصفية قد تختلف تفاصيلها لكن أهداف الجُناة واحدة، وهي الانتقام من كل معارضيها ومناوئي انقلابها.

فكان التنكيل بهم هو رسالة الميليشيا الفعلية لترويع المجتمع وتخويفهم وتصدير الخوف عن طريق بشاعة التصفية وفضاعة البطش ، وهي سياسة متبعة في كل البلدان التي تتحكم بها أذرع إيران في المنطقة كالعراق وسوريا.
 
 دم الشهيد بشير شحره لم يجف بعد وشواهد الجريمة لا تزال شاهدة حية على هول الإجرام وبشاعة المجرمين ، الجريمة التي اهتزت من هولها المدينة وخلفت ردة فعل غاضبة لدى المجتمع ،حيث قتل بشير من قبل الميلشيا فجر الخميس 14 من إبريل الجاري في منزله أمام زوجته وأطفاله الخمسة وسط مدينة اب القديمة بعد أن أطلقت عليه الرصاص في رأسه وسحلته وهتفت منتشية بالموت لأمريكا وإسرائيل اللتان أثبتت الأحداث مستوى التنسيق العالي بينها والميليشيا إلى درجة أن يعلن وزير خارجية أمريكا على الملا إنزعاج حكومة بلاده من قرارت الرئيس هادي الأخيرة التي أطاحت بخالد بحاح ودون أي مواربة أو خجل من تدخل في قرارات داخلية.
 
وغير بعيد عن الجريمة وفي اليوم التالي مباشرة أقدمت الميلشيا معززة بوحدات خاصة على اقتحام قرية الغراب بمنطقة السحول وأعدمت المواطن "طه البعداني" رمياً بالرصاص أمام زوجته وأطفاله كذلك، بل ومنعوا الزوجة من إسعافه وأبقو عليه ينزف حتى فارق الحياة.
 
بالطبع تأريخ المليشيا حافل بمثل هكذا إجرام والتنكيل بمعارضيها ديدن وشرع لديها ،وذاكرة المجتمع لا زالت تتذكر الكثير من تلك الجرائم في محافظة إب كما في غيرها من المحافظات، فجريمة إعدام الشهيد عبدالله العزي بعد اختطافه في فبراير الماضي لا تزال بشاعتها حاضرة في الأذهان كغيرها من جرائم مثيلة لها.
 
15 جريمة إعدام خلال 8 أشهر
 
إعدام وتصفية 15 شخص غالبيتهم مدنيون تعرضوا للاختطاف والتعذيب في السجون من قبل ميليشيا الحوثي وقوات صالح التي تسيطر على المحافظة مذ منتص أكتوبر 2014م .
هذا ما رصدته وحدة التوثيق في المركز الإعلامي لمقاومة إب وما تم تسنى توثيقه ، وما خفي كان أعظم.
 
وبحسب وحدة التوثيق "فإن الرصد تم خلال فترة ثمانية أشهر فقط ، وأن جرائم الإعدام منتشرة في محافظة إب بعضها لا تنشر لوسائل الإعلام والبعض الآخر يغيب عن الراصدين ولا يستطيعون الوصول إلى تفاصيل كثير من الجرئم.

وذكر المركز الإعلامي للمقاومة " أن جرائم الإعدام للمدنيين في المحافظة من قبل ميلشيات الحوثي وصالح أصبحت شبه مستمرة حيث تعمد العصابات على استهداف المعارضين لها لنشر الرعب في أوساط المدنيين ".

وتعتبر مبان ومقرات "الأمن السياسي والبحث الجنائي" سيئة الصيت بمدينة إب نموذجان من مؤسسات الدولة المصادرة من قبل الميليشيا والتي استخدمت كأقبية للإعدامات والتصفيات للمواطنين المعارضين للانقلابيين حيث أختطف فيه المئات من أبناء المحافظة وتعرضوا للتعذيب الممنهج والذي أدى لتصفية ستة من المدنيين فيهما فقط.
 
النشأة 
 
بداية ظهور الجريمة تعود لليوم الأول الذي وطأت فيه الميليشياتهم المحافظة ، ففي يوم السبت الموافق 18 أكتوبر 2014م كانت مديرية يريم على موعد مع أبشع جريمة تشهدها المحافظة يوم قامت ميليشيا الحوثي وصالح بإعدام الطفل أسامة بُدير بالرصاص الحي وتفخيخ جثته ورميه على قارعة الطريق بغرض قتل من يحاول الاقتراب من جثته ،وقد لاقت الجريمة يومها استنكار كبير وإدانة واسعة من منظمات محلية ودولية،لكن الميليشيا الانقلابية التي تؤمن بالبندقية والديناميت لم تلق لذك بال، ومضت في طريقها تنشر جرائمها على رقعة الوطن غير آبهة بشيئ.
 
تعذيب وقتل مباشر 
 
في سبتمبر من العام الماضي قتل المواطن محمد دحان الجماعي من أبناء مديرية بعدان بمستشفى الثورة الحكومي بمدينة إب جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له من قبل الميلشيا بعد أن نقلته إلى سجنها في مقر جهاز الأمن السياسي ، كما أعدمت الميليشيا في أواخر سبتمبر 2015م المواطن "محسن عبد الرؤوف الحميري" بالرصاص الحي أمام زوجته وأبنائه بعد اقتحام منزله في مديرية حزم العدين غرب المحافظة ،وفي أواخر فبراير الماضي أعدم الحوثيين الشيخ محمد زيد السبل في مركز مديرية القفر شمال غرب المحافظة بعد اختطافه لساعات وعقب عمليات تعذيب مشددة تعرض لها وظهرت آثارها على جثته بعد استلامها .

وكانت الميلشيات قد قتلت القيادي في إصلاح إب أمين الرجوي بعد وضعه هو وبعض الصحفيين كدروع بشرية بمخزن للصواريخ بمدينة ذمار شمالا، وتعتبر إحدى أبرز الجرائم الشاهدة على تورط الحوثيين في إعدام المدنيين والتي لا زالت تمارس الإعدامات والجرائم ضد الإنسانية إلى اليوم.
 
تصفية الجرحى 
 
في نوفمبر من العام  الماضي أعدم الحوثيين المصاب "عبد اللطيف مشرح"  بعد أن خطفته من مستشفى يريم تحت تهديد السلاح ثم نقلته إلى مدينة ذمار وهناك تمت التصفية حيث اتهمت أسرته الحوثيين بتصفيته.
 
كما أعدمت المليشيا في مارس الماضي الشيخ غمدان الشعوري شقيق الشيخ فيصل الشعوري قائد مقاومة حزم العدين بعد إسعافه إلى مستشفى الثورة بإب عبر وساطة محليه بعد إصابته في معارك في جبهة الشعاور.
 
وحدة خاصة للاغتيالات
 
في مقطع الفيديو الذي تداولته وسائل الإعلام عقب قيام الميليشيا بتصفية الشهيد بشير شحرة ظهرت وحدات خاصة تتبع المخلوع والحوثي مهمتها على ما يبدو عمليات تصفية وإعدامات مباشرة تم تجهيزها لذات الهدف، وبحسب مراقبين فإن هذه الوحدة المكونة من 50 فرد تم تدريبهم التدريب الكامل من أجل تنفيذ هذه الجرائم واستقدامهم مؤخراً للمحافظة وأوكلت لهم المليشيات الانقلابية والسلطة المحلية الخاضعة لها هذه المهمة القذرة التي بدأتها الخميس الماضي ببشير شحرة وتلتها بجريمة تصفية  طه البعداني في اليوم التالي.
 
غياب المنظمات
 
كل تلك الانتهاكات تتم من قبل الميليشيا في المحافظة في ظل غياب كامل لعمل المنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان ، حيث تمارس جرائم ضد الإنسانية مخالفة لكل القوانين البشرية التي تحفظ حقوق الإنسان ، في ظل صمت دولي وتجاهل العديد من منظمات حقوق الإنسان للجرائم التي تحدث للمواطنين في عموم مديريات المحافظة ، مما يثير التساؤلات ويضع الكثير من علامات الاستفهام والتعجب إزاء التعامل الأممي تلك الجرائم والانتهاكات.
 
 
 


التعليقات