[ السلام وتمديد الهدنة على طاولة المباحثات (المجلس الانتقالي الجنوبي/تويتر) ]
واصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم الأربعاء، لقاءاته في العاصمة اليمنية المؤقتة في عدن، التي وصل إليها أمس الثلاثاء، ضمن جولته الجديدة لمناقشة ملفات السلام، وتمديد الهدنة المتوقفة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعقد المبعوث الأممي والوفد المرافق له، اليوم الأربعاء، اجتماعاً مع الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، محافظ عدن، أحمد حامد لملس ونائبه، عضو هيئة الرئاسة، فضل الجعدي، لمناقشة مستجدات الأوضاع على الصعيد الداخلي.
وأكد لملس حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على دعم وتيسير الجهود الدولية للعملية السياسية الشاملة لإنهاء الحرب وإحلال السلام، حسب بيان أصدره الانتقالي.
ووفقاً للبيان، أبلغ لملس المبعوث غروندبرغ أن "أي مساع للاتفاق بشأن تجديد الهدنة وفقاً لشروط مليشيات الحوثي لا تراعي مطالب وتطلعات شعب الجنوب المتمثلة بحل الدولتين، لن تُحقق تهدئة ولا تهيئ لسلام مستدام"، مجدداً "دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى ضرورة تمثيل الجنوب بوفد مستقل في مفاوضات العملية السياسية الشاملة، وتمكين أبناء الجنوب من إدارة شؤون محافظاتهم خلال المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق سلام شامل".
وأكد لملس، بحسب البيان، "حرص المجلس الانتقالي على الانخراط في شراكة مع المجتمع الدولي لحماية المدنيين والمصالح الدولية في الجنوب، وتطبيع الأوضاع في العاصمة عدن"، مشدداً على "أهمية فك الحصار الراهن على تصدير النفط، ومعالجة قضية موجات النازحين واللاجئين التي خلفت أعباء كبيرةً على كاهل المواطنين، خدميا، واجتماعيا، وسياسيا، واقتصاديا، وأمنيا في عدن ومحافظات الجنوب".
ونقل البيان عن المبعوث الأممي قوله إنه "لا بديل عن مفاوضات شاملة تستوعب كافة الأطراف والقضايا على الساحة اليمنية، منوهاً بأهمية ومحورية قضية الجنوب في العملية السياسية".
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، ونائبه عبدالرحمن المحرمي، قد استقبلا مساء أمس الثلاثاء المبعوث الأممي ومساعده معين شريم لبحث مستجدات الملف اليمني والجهود الأممية المنسقة لإحياء مسار السلام في اليمن.
وحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، بنسختها التي تديرها الحكومة، فقد جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي "التزام المجلس والحكومة بنهج السلام العادل والشامل، ودعمه للجهود الإقليمية والدولية لدفع المليشيات الحوثية الإرهابية إلى التعاطي الإيجابي مع كافة المساعي الحميدة لإطلاق عملية سياسية شاملة تقودها الأمم المتحدة، وبما يلبي تطلعات جميع اليمنيين في استعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار".
وحذر العليمي من "تداعيات اجراءات المليشيات الإرهابية الحوثية ضد القطاع الخاص، وأنشطة الغرف التجارية، وحرية انتقال الأفراد والسلع بين المحافظات، وما يتطلبه ذلك من مواقف دولية صارمة للحد من المعاناة الإنسانية، التي تسعى هذه المليشيات إلى مفاقمتها بدعم من النظام الإيراني و مشروعه التخريبي في المنطقة".
وعلم "العربي الجديد" من مصدر في الحكومة أن المبعوث الأممي يتجه لعقد لقاءات إضافية مع الحكومة، ومع مكونات مدنية ومنظمات المجتمع المدني، في العاصمة عدن، للاستماع إلى مختلف وجهات النظر حول رؤية اليمنيين بشكل كامل لإنهاء الحرب وإحلال السلام.
ويحاول المبعوث الأممي، عبر جولته الجديدة، التي شملت الرياض أيضاً، مناقشة سبل التوسع في الإجراءات الاقتصادية والإنسانية، والتقدم نحو التوصل إلى وقف إطلاق للنار في جميع أنحاء اليمن، ونحو عملية سياسية جامعة بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، بحسب ما أكد في بيان صادر عن مكتبه، أمس الثلاثاء.
كما تتزامن زيارة غروندبرغ مع جولة مماثلة للمبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ إلى المنطقة للهدف نفسه. وكانت الخارجية الأميركية قد أفادت، يوم السبت الماضي، بأن ليندركينغ سيبدأ جولة خليجية لدفع عملية سلام شاملة باليمن، تشمل السعودية وسلطنة عُمان والإمارات.
والتقى ليندركينغ في الرياض، الإثنين الماضي، السفير السعودي في اليمن محمد بن سعيد آل جابر، وبحث معه "سبل تعزيز التعاون لدعم جهود التوصل إلى حل سياسي في اليمن، ودعم أمنه واستقراره وتنميته".