[ زعامات قبلية من جنوب اليمن تصل إلى صنعاء ]
وصلت إلى صنعاء، الأربعاء، زعامات قبلية من محافظة أبين (جنوب)، بهدف مقابلة زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، في إطار مساع لإطلاق سراح ابن محافظتهم اللواء فيصل رجب، قائد اللواء 119 الأسير منذ عام 2015.
وانطلق مشائخ محافظة أبين، الخاضعة لسلطة الحكومة المعترف بها دوليا، في هذه الخطوة التي تمثل بحجمها سابقة منذ بدء الحرب، ردًا على ما اعتبروه عدم إدراج الحكومة المعترف بها اسم اللواء رجب ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.
ولدى وصولهم صنعاء، تم استقبالهم وفق الأعراف القبلية المتعارف عليها في اليمن، بميدان السبعين حيث اطلق الضيوف مطلبهم في زامل شعري نفوا فيه أن يكون لمطلبهم أي رداء سياسي، وتم الرد عليهم من قبل المستقبلين.
ومن المتوقع أن يلتقوا زعيم الحوثيين، اليوم الخميس، (عبر قناة اتصال مرئي على الأرجح) لطرح مطلبهم لإطلاق سراح ابنهم الطاعن في السن اللواء رجب.
وشهدت صفقة تبادل الأسرى الأخيرة إطلاق سراح عدد من القيادات العسكرية أمثال وزير الدفاع الأسبق، اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق عبدربه منصور، ونجل نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر، وابن وشقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح.
وتحول اسم فيصل رجب، اليوم الأربعاء، إلى ترند بموقع تويتر في إشارة إلى حجم التداول لموضوعه بين اليمنيين.
وانقسم اليمنيون من رواد منصات التواصل الاجتماعي بشأن هذه الخطوة بين مؤيد لها باعتباره عُرف قبلي لا غبار عليه ولا غاية له إلا إطلاق سراح أسير والعودة به إلى منزله بعد سنوات طويلة من الأسر، بعد تجاهل اسمه ضمن صفقة التبادل الأخيرة؛ وهو مطلب لا علاقة له بالخلاف السياسي، وبين ما اعتبره البعض تطبيعا مبكرا مع الحوثيين، وخاصة أن طرف المناشدة القبلية هنا قبائل تنتمي للجنوب؛ ومن محافظة أبين، أحد أهم مراكز الثقل القبلي في الجنوب الخاضع لسلطة الحكومة المعترف بها.
وبصرف النظر عن الاختلاف اليمني بشأنها إلا أنها في الأخير خطوة سيكون لها بعدها في ظل تراجع الدولة، التي ظلت الحكومات السابقة تتمادى في إضعافها وإفسادها، حتى كان النزاع المسلح المستعر هناك من أكثر من ثماني سنوات هو المآل الطبيعي.
تجدر الإشارة أن الرئيس السابق عبدربه منصور ينتمي إلى محافظة أبين؛ وهي المحافظة التي ينتمي إليها الرئيس الأسبق علي ناصر محمد وعدد من قيادات الدولة.
ويتوقع مراقبون أن يستجيب زعيم الحوثيين لمطلب أبناء قبائل محافظة أبين كون العُرف اليمني يَعتبر تخييب أمل ما يُعرف بـ”الداعي القبلي” معيبا وينعكس سلبا على من رفضه؛ وثانيا سيكون للتفاعل مع داعي قبائل أبين من قبل الحوثيين مردود سياسي واجتماعي إيجابي لهم.