[ قوات أمريكية تصل البحر الأحمر ]
قررت كل من فرنسا وإيطاليا عدم المشاركة المباشرة في القوة الحربية الدولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر تحت إشراف البنتاغون، وفضلت إسبانيا عدم الانضمام، في حين لا تثق شركات التأمين في جدوى هذه القوة وبدأت تغير مسار السفن، مما يشكل ضربة موجعة لقناة السويس والاقتصاد المصري.
وكانت جماعة أنصار الله قد شكلت أكبر المفاجآت في حرب “طوفان الأقصى”، بعدما بدأت بضرب منطقة إيلات في البحر الأحمر للرد على حرب الإبادة التي يمارسها الكيان ضد الفلسطينيين، وانتقلت لاحقا إلى استهداف السفن الإسرائيلية التي تمر من البحر الأحمر ولاحقا كل السفن التي تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
وكان رد البيت الأبيض هو الإعلان منذ أيام عن تشكيل قوة عسكرية لحماية الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر، وأعلن عن مشاركة عدد من الدول الغربية ودولة عربية واحدة وهي البحرين بسبب احتضانها للأسطول الخامس الأمريكي. كما أشارت جريدة “القدس العربي” يوم 15 ديسمبر الجاري إلى أن الدول الأوروبية تفضل تجنب المواجهة مع الحوثيين. وعمليا، أخذت فرنسا وإيطاليا مسافة من القرار الأمريكي وتفضلان أن تكون سفنهما الحربية تحت القيادة الوطنية لكل بلد بدل الخضوع للقيادة العسكرية للولايات المتحدة. واتخذت باريس وروما القرار حتى لا تعطيا الانطباع بعمل عسكري غربي تحت راية البنتاغون.
وكانت المفاجأة هي التي صدرت من حكومة مدريد، فقد قررت إسبانيا، وفق وزارة الدفاع، أخيرا عدم المشاركة في القوة البحرية الدولية التي تحمل اسم “حارس الرفاهية”، بل ولن تشارك في القوة البحرية الخاصة بالاتحاد الأوروبي التي تحمل اسم “أتلانتا” التي جرى إنشاؤها خلال 2008 لمواجهة القرصنة في القرن الإفريقي والمحيط الهندي. وترأس إسبانيا في الوقت الراهن هذه القوة البحرية، ويوجد مقر القيادة في قاعدة روتا بإقليم قادش أقصى الجنوب الإسباني. وفي المقابل، ترى مدريد أنه يجب استحداث قوة أوروبية خاصة بالبحر الأحمر وبقدرات وموارد الأوروبيين، وتركز على أن عملية أتلانتا مختلفة عن المهام في البحر الأحمر. وتبقى مواقف كل من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وغياب دول أوروبية أخرى مثل اليونان وبولونيا ورومانيا وبلجيكا عن القوة العسكرية هي موقف التحفظ من قرارات واشنطن في هذا الشأن وعدم المواجهة المباشرة مع أنصار الله.
وعمليا، تواجه قوات أتلانتا الأوروبية عمليات القرصنة التي تقوم بها جماعات صغيرة من الأفارقة في القرن الإفريقي، بينما في حالة البحر الأحمر، يتعلق الأمر بقوة متطورة وخطيرة (أنصار الله) التي تتوفر على مسيرات وعلى صواريخ باليستية وعلى فرق كوماندو قادرة على حجز السفن في البحر.
ورغم وجود هذه القوة البحرية التي تتزعمها الولايات المتحدة، بدأت شركات التأمين وشركات الشحن البحري الدولي تفضل تغيير المسار عبر جنوب إفريقيا تفاديا للاحتجاز أو القصف. ويحمل هذا المستجد انعكاسات سلبية على الاقتصاد المصري نظرا لتراجع إيرادات قناة السويس.