نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا تحدّثت فيه عن القرارات التي ينوي إيلون ماسك اتخاذها بشأن المعلنين على منصة "تويتر"، وعلى الرغم من أن ماسك أشار ذات مرة إلى حقيقة أنه يكرههم، إلا أن مبيعات الإعلانات هي المحرك الذي يدعم الشركة التي يمتلكها الآن.
وقالت الصحيفة إنه قبل ثلاث سنوات تقريبًا من إتمامه لعملية شراء منصة "تويتر" هذا الأسبوع؛ قام إيلون ماسك بنشر تغريدات عبّر فيها عن رأيه حول المحرك المالي الأساسي للمنصة؛ حيث كتب: "أنا أكره الإعلان".
بالإضافة إلى ذلك؛ مدد ماسك يوم الخميس نوعًا من الهدنة لشركات الإعلان في "تويتر"، قائلًا في تغريدة إنه يهدف إلى جعل "تويتر" "من أكثر منصات الإعلانات احترامًا في العالم"، كما أوضح أنه اشترى الشركة "لأنه من المهم لمستقبل الحضارة أن يكون هناك مساحة رقمية مشتركة"، ولأنه كان يخشى أن وسائل التواصل الاجتماعي تواجه خطر الانقسام إلى غرف صدى من شأنها أن "تولد المزيد من الكراهية وتقسّم مجتمعنا".
وبينت الصحيفة أن ماسك سعى إلى تخفيف مخاوف ماديسون أفينيو بشأن سلامة علامتهم التجارية، ومن أن إعلاناتهم قد تظهر بجوار محتوى مسيء وتتشوه سمعتها بسببه، من خلال التأكيد على "أن تويتر لا يمكن أن يصبح مكانًا مجانيًّا للجميع، أين يمكن قول أي شيء دون عواقب!".
في المقابل؛ ودون تقديم أي وعود بشأن الإشراف على المحتوى، والتي شجعتها العديد من المجموعات التجارية الإعلانية في السنوات الأخيرة، وعد ماسك بتقديم منصة تتبع اللوائح الحكومية وتكون "مرحبة بالجميع".
ونقلت الصحيفة عن بوب هوفمان، المخضرم في صناعة الإعلان، أن شركات الإعلان لم يفهموا الهويّة الحقيقية لماسك الذي يترأس قيادة المنصة؛ هل هو ماسك الداعم لحرية التعبير، أو رجل الأعمال البارع، وأشار هوفمان إلى أنه بينما شعرت العديد من الشركات بأنه يتعين عليها الإعلان على منصات "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تيك توك"، فإن القليل منهم كانوا مستعدين لفعل نفس الشيء بالنسبة لمنصة "تويتر".
وتابعت الصحيفة قائلة إنه على سبيل المثال، قالت شركة "جنرال موتورز" المنافسة لشركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية التابعة لماسك، في بيان، الجمعة، إنها ستعلق إعلاناتها على "تويتر" لكنها ستستمر في استخدام المنصة للتفاعل مع المستخدمين، وأضافت الشركة: "نحن نتعامل مع تويتر لفهم توجه المنصة في ظل ملكيتها الجديدة، وكما هو معتاد في حال ورود تغيير كبير في النظام الأساسي للوسائط، فقد أوقفنا مؤقتًا إعلاناتنا المدفوعة".
وذكرت الصحيفة أنه حتى قبل أن يبدأ ماسك في عملية شراء "تويتر"، فقد اشتكى العديد من مديري الإعلانات من أن قدرة الشركة على استهداف الإعلانات جاءت متأخرة عن قدرة المنافسين مثل "فيسبوك" و"غوغل" و"أمازون"، حتى إن الكثيرين أشاروا إلى أنهم ينوون نقل أعمالهم إلى مكان آخر إذا كان موقف ماسك المتساهل تجاه حرية التعبير يخاطر بربط حملاتهم بخطاب الكراهية ونظريات المؤامرة.
وقال اثنان من مديري الإعلانات، اللذان تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، لأنه غير مصرح لهما بمناقشة الخطط المحتملة، إن بعض العملاء أشاروا إلى أنهم سيوقفون معاملاتهم مع "تويتر" من أجل تقييم خياراتهم، بينما يفكر آخرون في مغادرة المنصة بالكامل في حال سُمِح للرئيس السابق دونالد ترامب بنشر التغريدات من جديد.
وأوضحت الصحيفة أن آرون كومار، كبير مسؤولي البيانات والتكنولوجيا في شركة الإعلانات العملاقة "إي بي جي"، قال إن رسالة ماسك لشركات الإعلان أوضحت أنه لا يريدهم أن يغادروا "تويتر"، وأضاف كومار أن "العملاء ينتظرون ويراقبون فقط؛ حيث لا تزال شركات الإعلان تتشارك نفس المخاوف بشأن تعديل المحتوى التي كانت موجودة من قبل، وبالنظر إلى البيئة الاقتصادية في الوقت الحالي، فإن أي خطوات خاطئة ستتسبب في ردود فعل سريعة".
ولفتت الصحيفة إلى أن مبيعات إعلانات "تويتر"، التي تشكل أكثر من 90 بالمئة من إجمالي إيراداتها، كانت تشهد ارتفاعًا؛ حيث بلغ مجموعها 2.18 مليار دولار في النصف الأول من العام، وقد أنفقت شركات الإعلان الخمسة الأوائل على المنصة هذا العام، وهي "إتش بي أو" ومجموعة "موندليز" الدولية و"أمازون" و"آي بي إم وبيبسيكو"، أكثر من 155 مليون دولار خلال هذا الأسبوع، وفقًا لتقديرات منصة التحليلات الإعلانية "باثماتيكس".
وفي هذا الشأن؛ قالت "إتش بي أو" في بيان إنها "ستجري تقييمًا للمنصة تحت قيادتها الجديدة"، وإنها "ستحدد الخطوات التالية المناسبة"، بينما لم تقدم الشركات الأخرى تعليقًا فوريًّا على ملكية ماسك لموقع "تويتر".