احتج ما يزيد على 50 محللا أمنيا يعملون مع القيادة المركزية للجيش الأمريكي على الطريقة التي تتعامل فيها المؤسسات السياسية الأمريكية والغربية مع تقاريرهم عن تنظيم الدولة. وقالوا إن ما يوصون به يحول إلى تفسيرات لدعم نظرية أن العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة تسير بشكل جيد.
ويكشف موقع “ديلي بيست” عما أسماه “ثورة” من المحللين الأمنيين؛ بسبب التفسير الخاطئ لتقاريرهم عن تنظيم الدولة وفرع تنظيم القاعدة في سوريا، أي جبهة النصرة.
ويقول الموقع إن الشكاوى أدت بالمفتش العام في البنتاغون إلى فتح تحقيق رسمي في مزاعم التلاعب بالمعلومات الأمنية. ويضيف أن حقيقة شكوى أكثر من محلل تشير إلى مشكلة عميقة ومنظمة في التقارير التي تتعامل فيها القيادة المركزية، والمسؤولة عن إدارة الحرب في سوريا والعراق ضد الجهاديين. ونقل عن مسؤول دفاعي بارز قوله إن “السرطان هو في داخل المستوى البارز للقيادة الاستخباراتية”.
ويشير التقرير إلى أنه في تموز/ يوليو قام محللان أمنيان بارزان في القيادة المركزية بالتوقيع على شكوى مكتوبة، أرسلت إلى المفتش العام في وزارة الدفاع، وقالا فيها إن التقارير المقدمة للرئيس باراك أوباما تصور التنظيم على أنه ضعيف أكثر مما يعتقد المحللون بذلك.
ويذكر الموقع أن المحللين يتهمون القيادة المركزية بتحوير تقاريرهم؛ كي تتناسب مع الخط العام للإدارة، الذي يقول إن الولايات المتحدة تنتصر في الحرب ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة.
ويبين التقرير أن الشكوى حظيت بدعم 50 محللا، احتج بعضهم، ومنذ شهور، على تسييس التقارير الأمنية، وذلك بحسب 11 شخصا ممن لديهم معرفة بتفاصيل التقارير، وتحدث معهم الموقع.
ويلفت الموقع إلى أن الاتهام يشير إلى أن عددا من الأشخاص العاملين في ملاحقة التنظيم ونشاطاته يعتقدون أن تقاريرهم يتم التلاعب بها حتى تتناسب مع الخط العام. وهو ما يذكر بالاتهامات التي وجهت للمسؤولين في إدارة بوش، الذين اختاروا التقارير الأمنية التي تدعم غزو العراق وتبرره عامي 2002 و2003.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته “عربي21“، بأن من كتب الشكوى هو محلل بارز وحصل على دعم قوي من آخر. وقال شخص يعرف بفحوى الشكوى إن المحلل استخدم كلمة “ستاليني”؛ كي يصف النبرة التي استخدمها المسؤولون الذين يراقبون التحليل العسكري للمعلومات.
ويورد الموقع أن محللين في القيادة المركزية يصفون حجم الاحتجاج بأنه يشبه “ثورة”، خاصة أن المحللين الأمنيين يتلقون رواتب كي يقدموا تحليلات أمنية تقوم على الحقائق، وليس معلومات تتأثر بالسياسة الوطنية العامة.
وينوه التقرير إلى أن المحللين يتهمون القادة البارزين، بمن فيهم مدير الاستخبارات ونائبه في القيادة المركزية، بتغيير التقارير التي قدموها لهما، وجعلها تتناسب مع الخط العام لسياسة أوباما، التي تتحدث عن تقدم في الحرب ضد تنظيم الدولة.
ويوضح الموقع أن الشكوى تشير إلى استبعاد المسؤولين أحيانا ملامح مهمة وردت في تقارير المحللين، ما يعني وثيقة لا تعبر بدقة عن النتائج التي توصل إليها المحللون. وتذهب الشكوى أبعد من الاتهام بتحوير التقارير لاتهام قادة في القيادة المركزية بخلق جو عمل غير مهني.
وينقل التقرير عن شخص مطلع على محتويات الشكوى التي أرسلت إلى المفتش العام في البنتاغون، قوله إن المشتكين استخدموا كلمة “ستاليني” لوصف الجو الذي خلقه قادة في القيادة المركزية ممن يشرفون على عمل المحللين.
ويورد الموقع أن الكثيرين قد وصفوا الجو الذي عمل فيه المحللون بأنه لا يمكنهم من تقديم تقييم صريح للوضع في كل من سوريا والعراق. وشعر آخرون أنه نتاج قرار قادة يحاولون حماية فرص ترفيعهم، من خلال تقديم صورة مشرقة عن الحملة ضد التنظيم.
ويذكر التقرير أن عددا من المحللين يقولون إن الكثير من التقارير التي رسمت صورة سلبية عن الحرب أرسلت للقادة ولم تذهب أبعد من التسلسل القيادي. مشيرا إلى أن الكثيرين شعروا أن المناخ الذي يعملون فيه يدعوهم إلى مراقبة الرقابة الذاتية وإنتاج تقارير تؤكد الرؤية العامة عن الحرب.
وينقل الموقع عن المتحدث باسم القيادة المركزية العقيد الجوي باتريك رايد، قوله: “في الوقت الذي لا يمكننا فيه التعليق على التحقيق الذي ذكره التقرير، لكن يمكننا الحديث عن الإجراءات. يقدم المجتمع الأمني بشكل روتيني عددا من التقييمات ذات الأهداف المتعددة للمناخ الأمني العام. وتعد المنتجات والتحليلات ضرورية لجهودنا، خاصة في ضوء القتال المتعدد الجبهات وطبيعته المعقدة في كل من سوريا والعراق”.
وأضاف أن القادة البارزين يأخذون بهذه التقييمات خلال عمليات التخطيط واتخاذ القرارات، إلى جانب المعلومات التي تم الحصول عليها من مصادر أخرى.
ويختم “ديلي بيست” تقريره بالإشارة إلى أن مسؤولين أمريكيين يقولون إن المحللين بدأوا بالحديث عن شكواهم في تشرين الأول/ أكتوبر، ونصح بعض من تقدموا بالشكوى بالتقاعد. وحاولت إدارة أوباما في الأشهر الماضية تقديم صورة وردية عن القتال ضد تنظيم الدولة، رغم استمرار سيطرة الجماعة الإرهابية على الموصل والفلوجة. وقال المسوؤل عن تنسيق العمليات ضد تنظيم الدولة الجنرال المتقاعد جون ألن: “داعش يخسر”.