[ المبعوث الأممي إلى اليمن غريفيث خلال تقديم إحاطة لمجلس الأمن بشأن اليمن ]
لم تتضح الرؤية من مشاورات "جنيف 3" التي دعا لها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، في إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن الدولي خلال عقده جلسته بشأن اليمن.
وكان غريفيث أعلن أمام مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، أنّ الأمم المتحدة تعتزم دعوة الأطراف المتحاربة إلى جنيف في السادس من سبتمبر/ أيلول المقبل لإيجاد صيغة لرعاية مفاوضات السلام.
وأعلن غريفيث أمام مجلس الأمن أن الحل السلمي لإنهاء الحرب في اليمن "أمر متاح". وقال "هذه المشاورات ستوفر الفرصة للأطراف، بين أمور أخرى، لمناقشة إطار عمل للتفاوض، والإجراءات المتصلة ببناء الثقة وخطط محددة لتحريك العملية قدما"، معتبرا أن الحل في الحديدة يجب أن يكون جزءا من "حل سياسي شامل".
وهذه هي المرة الأولى، التي يُعلن فيها غريفيث عن موعد مفترض للعودة إلى المشاورات منذ مشاورات الكويت في الفترة الممتدة بين أبريل/ نيسان وحتى أغسطس/ آب 2016، اي أكثر من عامين.
الأطراف اليمنية بذاتها لا تزال متشائمة من مشاورات "جنيف3" التي دعا لها غريفيث، حول الرؤية والآلية التي ستكون على أساسها تلك المشاورات، كما وصفتها بالغموض.
موقف الحكومة الشرعية
وأعلن مسؤول حكومي السبت، أن "وفدا من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، سيشارك في محادثات جنيف، التي دعت إليها الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، رغم أنهم غير متفائلين بنتائجها".
وبحسب المسؤول الذي صرح لفرنس برس فإن "المحادثات المقترحة لن تكون مباشرة بين وفدي الحكومة والحوثيين، بل ستكون مشاورات من أجل المشاورات ولا ترقى إلى المفاوضات"، مشيرا إلى أن "فجوة الخلافات لا تزال كبيرة بين الحكومة والانقلابيين".
وقال المسؤول إن "هذه المشاورات في ظل ضبابية الموقف وفشل المبعوث الأممي في إقناع المليشيات بالانسحاب من مدينة الحديدة ومينائها دون قتال، تبقى بلا جدوى".
موقف حزب صالح
موقف حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) هو الأخر، وصف إحاطة المبعوث الأممي ودعوته لمشاورات "جنيف3" بأنها غير واضحة الرؤية.
وقال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام أبو بكر القربي، في تغريدة بحسابه على تويتر إن "إحاطة المبعوث الأممي لمجلس الأمن لم تكن واضحة الرؤية".
وأضاف القربي "لم تتضح الكثير من الأمور في إحاطة غريفيث حول مستقبل المشاورات والمفاوضات لوقف الحرب والحل السياسي".
ودعا حزبه ألا ينشغل بالتسريبات المفبركة وأن يعد إستراتيجية تواجه كافة الاحتمالات، معتمدا على رؤية سياسية وعلى قواعده وحلفائه وأنصاره وثقة الشعب في قدرته لإنقاذ اليمن.
موقف الحوثيين
أكد المجلس السياسي - الجناح السياسي للحوثيين- السبت، استعدادهم للمشاركة في مشاورات جنيف المقررة في 6 أيلول/سبتمبر المقبل والتي دعت لعقدها الأمم المتحدة. لكن الحوثيين شككوا مع ذلك في جدية هذه المشاورات الرامية إلى التمهيد لمفاوضات السلام.
وأعلنت الجماعة أنها لا تمانع في حضور المشاورات، في جنيف المقررة في أيلول/سبتمبر المقبل.
وقال سليم المغلس عضو المجلس السياسي لمسلحي الحوثيين إن جماعته "لا تمانع من إجراء مثل هكذا مشاورات للوصول إلى إطار عام للمفاوضات".
وأضاف "لا مانع من السفر إلى أي بلد محايد ليس من دول ما أسماه "العدوان" لإجراء مثل هكذا مشاورات".
وأبدى المغلس شكوكا إزاء نتائج هذه المشاورات قائلا إنه لا يوجد توجه جاد وحقيقي من دول التحالف نحو أي حلول سياسية، وأضاف "وإنما من باب الواجب وأيضا لقطع كافة الذرائع لهذا العدوان نحن سنتعاطى مع أي مبادرة".
موقف الإمارات
الإمارات العربية المتحدة، ثاني أكبر الدول المشاركة بالتحالف أعلنت تأييدها لمشاورات جنيف3.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي ردّا على سؤال لوكالة فرانس برس حول الموقف من مشاورات جنيف المرتقبة "سنواصل دعم المبعوث الدولي مارتن غريفيث وما يراه ضروريا، بينما يتقدم ببرنامج لمحاولة جلب كل الأطراف المختلفة إلى الطاولة".
ومنذ أواخر 2014، تشهد اليمن حربا بين الحوثيين والقوات الحكومية، تصاعدت حدتها مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وتسببت هذه الحرب في مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص منذ تدخل التحالف العربي في2015، كما تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث تهدد المجاعة ملايين اليمنيين.
وتسعى الأمم المتحدة إلى استئناف محادثات السلام منذ إطلاق التحالف في13 حزيران/يونيو هجوما على مدينة الحديدة على البحر الأحمر، بقيادة الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف، وبمشاركة القوات الحكومية الموالية للرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.