سعيد وعبد الله.. نموذجان لمأساة معاقي اليمن في زمن الحرب (تقرير)
- صنعاء - خاص الجمعة, 15 يناير, 2021 - 10:16 صباحاً
سعيد وعبد الله.. نموذجان لمأساة معاقي اليمن في زمن الحرب (تقرير)

[ معاقون بترت سيقانهم الحرب يتدربون في صنعاء للتكيف مع واقعهم الجديد ]

يكافح علي سعيد (21 عاما) من أجل التدريب للتكيف مع واقع جديد، بعدما أصابته غارة جوية للتحالف بقيادة السعودية التي استهدفت مواقع تمركز المقاتلين الحوثيين في مدينة الحديدة الساحلية أفقدته ساقيه.

 

ويمضي الشاب العشريني، منذ أشهر، ثلاث ساعات يوميا في التدريب الشاق حتى يستطيع التوازن بالساقين الصناعيتين ليتمكن من مجابهة حياته اليومية بعيدا عن "كرسي الإعاقة" الذي يقله منذ إصابته في شهر نوفمبر 2018.

 

يقول سعيد لـ"الموقع بوست": "بدأت أمشي على الأطراف الصناعية أفضل من جلوسي على الكرسي أو السرير المتنقل، وساعدتنا الساقين التعويضيتين (صناعية) على التحرك لقضاء حاجتنا الخاصة، لكنه لا يوازي الساق الطبيعية".

 

وفقد "سعيد" ساقه الأيمن من تحت الركبة والطرف الأيسر من فوق الركبة، بينما كان يجد صعوبة في التوازن نتيجة فقدانه مفصل الركبة الذي يعتبر من أصعب الأطراف.

 

ويعتبر المعاقون الوجه الأكثر وضوحا للحرب المستمرة في اليمن، حيث قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عام 2019 لنحو 60 ألف شخصا خدمات الأطراف الصناعية في خمسة مراكز تدعمهم اللجنة الدولية في محافظات أمانه العاصمة وصعدة وعدن وتعز والمكلا.

 

وبعد أربعة أشهر من إصابته، حصل أخيرا عبد الله فرحان من مركز الأطراف في العاصمة صنعاء على ساقين تعويضيتين، في حين لا يزال يمارس عملية التدريب في مركز شحيح الإمكانات.

 

ويقدم المركز، إلى جوار الأطراف الصناعية، خدمات تدريب وتأهيل للحالات المتوافدة من المستشفيات، والمصابين نتيجة الحرب أو الغارات الجوية، والتمارين الطبيعية من خلال أجهزة تدريبية مخصصة لكل الحالات.

 

كان "عبد الله" متمترسا في موقع لجماعة الحوثيين عندما سقط صاروخ موجه على تجمعهم في مدينة الحديدة، أصيب بشظايا بترت ساقيه، لكنه حصل في نهاية المطاف على الطرف الصناعي وعاد من جديد يمشي على تلك الساقين، واستغني عن العكاز الذي أستند عليه منذ أن قرر الأطباء بتر رجله.

 

ويحصل الآلاف من جرحى الحرب، مدنيين أو عسكريين، على أطراف تعويضية من هذا المركز الطبي، الذي أصبح عاجزا عن توفير المواد لصناعة الأطراف نتيجة زيادة الطلب عليها من قبل المرضي، كما يقول مصدر في المركز.

 

ويضيف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن هذا العجز هو عدم دخول المواد الخام والمستلزمات بسبب إغلاق مطار صنعاء، مما أدى إلى تفاقم المعانة وشحة الإمكانات، بينما هؤلاء المصابون هم أقل بكثير من إجمالي الضحايا.

 

ويتابع المسؤول الفني بالقول إن العاملين على صناعة هذه الأطراف التعويضية المدعومة يعملون ليل نهار من أجل إنتاج أكبر قدر من الأطراف الصناعية للمرضي الذين يتوافدون للمركز بشكل يومي.

 

وتجمعت كل وسائل الموت ضد هؤلاء المعاقين، في حين توزعت بين غارات جوية، وشظايا القذائف العسكرية، والألغام الأرضية، ونيران القناصة، والهجمات الإرهابية، وأمراض مزمنة.

 

ومنذ بداية عام 2015، يستقبل المركز قرابة خمسين حالة يوميا، فيما بلغ عدد المرضي الذين ترددوا على المركز أكثر من 78 ألف مصاب منهم نساء وأطفال، في وقت قدم أكثر من 4 آلاف طرف صناعي للمصابين منذ بداية الحرب باليمن.

 

وتتراوح تكلفة أصعب طرف صناعي بين 200 إلى 250 ألف ريال، حيث يمر على ثلاثة مفاصل للجسم تبدأ بعمل القالب "الجبس" على البتر، قبل إعطاء للطرف الضغطات المناسبة حتي يتحمل الطرف الصناعي للمريض.


التعليقات