[ جماعة الحوثي تصفي شيخا قبليا من الداعمين لها في عمران ]
تصفية الشيخ مصلح الوروري أحد أهم أذرع الحوثي في عمران، هل هو تدشين جديد لعمليات التصفة بعد تلاشيها في 2020؟
تصفية تلو أخرى وكمين يتبعه كمين، هذا هو حال مشايخ وشخصيات قبلية من عمران لعبت دوراً بارزاً في تمهيد الطريق أمام جحافل مليشيا الإرهاب الحوثية لإسقاط محافظة عمران ومن بعدها الجمهورية.
واستمرارا لمسلسل التصفيات الذي دأبت عليه مليشيا الحوثي في التخلص من أذرعها وداعميها القبليين، أقدمت يوم الأربعاء 2021/2/3 على تصفية الشيخ القبلي مصلح صالح الوروري ونجله وإصابة حفيده، وهو التاريخ نفسه الذي سقطت فيه قبيلة حاشد ووُقِعَت فيه ما تسمى باتفاقية الخط الأسود والتي كان الوروري أحد أقطابها ومن أهم راسمي خطط ما بعدها.
ذروة عمليات التصفيات
تصفية الشيخ الوروري ليست الأولى في المحافظة بل سبقتها تصفيات حصدت رؤوس العديد من القيادات الحوثية بلغت ذروتها في شهر يوليو 2019، ففي الثامن عشر من يوليو صحت مدينة ريدة شمالي عمران على اشتباكات حوثية عنيفة راح ضحيتها العشرات، بينهم اثنان من القادة الحوثيين الكبار، هما العميد محمد الشتوي أحد أبرز مشايخ سفيان، والقيادي مجاهد قشيرة من أبناء قبيلة الغولة، وقد مثلت المليشيات بجثة قشيرة وأحرقت منزله.
عناصر ما يسمى بالأمن الوقائي هي الأخرى قامت بتصفية قيادات حوثية، ففي الثامن من يوليو 2019، أقدم مسلح حوثي على تصفية القيادي خالد علي جعمان بإيعاز من قبل قيادات حوثية رغم انتمائهما لنفس الأسرة وبحجة سب الهالك حسين زعيم الجماعة، وبعدها بيوم واحد نصب مسلحون حوثيون كمينا للقيادي أحمد الليل من أبناء مديرية صوير بعبوة ناسفة، وفور خروجه من سبارته باشره ناصبو الكمين بإطلاق نار كثيف حتى تم تصفيته، ولم تشبع شهية الحوثي الدموية فقامت في العاشر من يوليو من ذات العام بتصفية الشيخ سلطان الوروري بعد استضافته لعناصر من الأمن الوقائي في منزله بإحدى قرى قفلة عذر، فقاموا بتصفيته ونهبوا سيارته وسلاحه الشخصي، ورموا بجثته على قارعة الطريق.
تصفيات سابقة ولا حقة
وقد سبق تصفيات يوليو من عام 2019 تصفيات لقيادات ومشايخ أبرزهم الشيخ القبلي أحمد سالم السكني من أبناء مديرية ريدة حيث تم تصفيته في الأول من أبريل 2019 في منطقة صرف بالعاصمة صنعاء، حيث أقدم مشرف حوثي على قتله بدم بارد، ليضاف بعده في سجل التصفيات الشيخ القبلي أحمد العشملي أحد مشايخ سفيان، حيث أقدمت عناصر مسلحة في الأول من سبتمبر 2019 على اغتياله أثناء تناوله وجبة الغداء بأحد المطاعم الشعبية بالعاصمة صنعاء، ولم يشفع له لدى المليشيات تضحيته باثنين من أولاده الذين قضوا مع مليشيا الحوثي في حروبها الخاسرة.
أساليب التصفيات وردة فعل القبائل
وحسب مصدر مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة عمران رفض كشف هويته في حديثه لـ"الموقع بوست"، فإن "مليشيا الحوثي عادة ما تنفذ جرائمها بدم بارد خصوصا مع حلفائها المؤقتين الذين تستخدمهم لخدمة مشروعها العنصري في مرحلة من المراحل أو في نطاق معين، وبمجرد أن تستغني عن خدمات وأدوار أي شخصية قبلية او سياسية أو حتى عسكرية تعمل على تصفية ذلك العنصر وتتخلص منه".
وعن طرق التصفيات التي تستخدمها مليشيا الحوثي قال: "لديها طرق وأساليب مختلفة لتنفيذ التصفيات لأنها تمتلك تجربة طويلة في هذا الشأن ومن هذه الطرق المستخدمة في قتل أولئك التبعيين الذين خدموها وترى أنها لم تعد بحاجة إليهم وتتم تصفيتهم في جبهات القتال من خلال الدفع بهم إلى خطوط التماس كما حدث مع الشيخ القبلي مجاهد عزيز الحيدري، والذي تمت تصفيته في محافظة البيضاء من الخلف، وكذلك تستخدم طريقة الاغتيالات لبعض الشخصيات في المدن والأرياف والطرقات، وهنا كثيرا ما تعمل على تجهيز لافتة وعنوان لكل عملية ويتم إخراجها عقب الحادثة ومن ذلك الثأرات، مع أن كثيرا من الوقائع كشفت فيها مخططات المليشيا وألاعيبها ولم تنطلِ على المعنيين والمجتمع أيا من تلك المزاعم والنياح الذي تبديه مليشيا الحوثي تجاه مقتل أي شخص".
أما عن ردة فعل القبائل فتحدث عند التخلص من الشخص لا يعنيها تقبل أسرة وقبيلة القتيل روايتها للحادثة من عدمه ولعلنا ندرك مستوى الاستهانة والاستخفاف الخطير بالقبائل والمجتمع والمكونات المجتمعية، ولا تعمل لهم أي حساب لردات الفعل كونها المتحكمة بحياة الناس وشؤونهم والمسيطرة على مصائر كل من هم واقعين تحت قبضتها الإجرامية الإرهابية.
أسباب التصفيات
لا يتم تنفيذ أي عملية تصفية أو اغتيال بدون أسباب سواءً كانت حقيقية أو مدبر، وبهذا الخصوص تحدث المصدر المسؤول في السلطة المحلية بمحافظة عمران قائلا: "برأيي أن من ضمن الأسباب التي تدفع جماعة الحوثي الانقلابية الإرهابية إلى تصفية حلفائها ومواليها من القيادات يعود أولا إلى طبيعة تكوين الجماعة ونهجها الإجرامي الإرهابي، ثم تأتي الأسباب والدوافع الأخرى ومنها انحسار وتراجع معدل الولاء لها من قبل بعض الناس، إضافة إلى حساباتها الخاصة بمعايير وشروط معينة تعتمدها لتصنيف من حولها وفقا لتراتبية ومستوى الانتماء للحركة والأدوار المناطة وذات القياس".
وأردف قائلاً: "وبالتأكيد لديها جملة معايير لتحديد علاقة الشخص بالجماعة والعكس على المدى القريب والبعيد، كذلك لا يستبعد أن شخصيات من هؤلاء الذين انساقوا وانضموا لصفوف المليشيات بدوافع شخصية أو سياسية أو قبلية ولأهداف آنية باتوا يشكلون خطرا على جماعة الحوثي العقائدية العنصرية ، إضافة إلى احتمالية حيازة شخصيات معينة على معلومات وشهادات حول جرائم المليشيا وقد تصبح في يوم ما سلاحا موجها نحوها، ومن المهم الإشارة هنا إلى التطورات الأخيرة في طبيعة العلاقة مع إيران وإمساك الإيرانيين بإدارة ملف الجماعة بشكل مباشر من خلال ممثل الحرس الثوري الإيراني إيرلو الذي ظهر في صنعاء نهاية العام الماضي".