تحل الذكرى الثانية والثلاثون لعيد الوحدة اليمنية 22 مايو 1990، في ظل تباينات بين أوساط اليمنيين في الاحتفال بتلك الذكرى التي وحدت اليمن، في الوقت الذي يشهد فيه اليمن حربا مدمرة منذ سبع سنوات.
وتأتي الذكرى هذا العام أيضا في ظل متغيرات كبيرة على رأسها إزاحة الرئيس عبدربه منصور هادي من سدة الحكم وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي وإشراك ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بالإنفصال والمدعوم إماراتيا بالمجلس والحكومة.
واحتفل أنصار الانتقالي بالذكرى 28 لإعلان ما سمته "فك الارتباط في 21 مايو من العام 1994م"، تزامنا مع الذكرى الثانية والثلاثون لعيد الوحدة 22 مايو 1990، لكن في المقابل يحتفل اليمنيون بهذه المناسبة هذا العام بشكل واسع.
واستبق الانتقالي الذكرى بدعوات لإقامة فعاليات "فك الارتباط" في المحافظات الجنوبية للمطالبة بالانفصال تزامناً مع الذكرى الـ32 للوحدة اليمنية.
وتبقى ذكرى تحقيق الوحدة مصدر تفاؤل لجميع اليمنيين المؤملين بغد أفضل رغم كل المآسي والأحزان التي تعصف في البلد منذ أكثر من سبع سنوات وأثقلت كاهلهم وكلفتهم الكثير، ويرون في الوحدة أفضل الخيارات للحفاظ على سيادة البلد من أطماع بعض الدول الاقليمية المتآمرة الساعية لبسط نفوذها على ثرواته وجزره والموانئ.
ويرى يمنيون أن تصعيد المجلس الانتقالي، على الرغم من مشاركته في المجلس الرئاسي ممثلاً برئيسه عيدروس الزبيدي، تناقض كلياً مع أهداف ومبادئ مجلس القيادة المُعترف من المجتمع الدولي الذي يدعو إلى وحدة وأمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه.
وتوالت ردود فعل اليمنيين بشأن المناسبة، خاصة بعد إشراك الانتقالي في المجلس الرئاسي والحكومة الذي لا يزال يدعو ويحشد لدعم ما يسمى "فك الارتباط"، إلى جانب غموض وتماهي موقف المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن بشأن الوحدة اليمنية.
وفي السياق قال المحلل السياسي فيصل علي إن "22 مايو 1990 يوم لا يستطيع تجاوزه أحد، أحلام أجيال الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر تحققت فيه".
22 مايو 1990 يوم لا يستطيع تجاوزه أحد، أحلام أجيال الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر تحققت فيه، ومن يحاولون التقليل منه كحدث...
Posted by Faisal Ali on Saturday, May 21, 2022
وأضاف "من يحاولون التقليل منه كحدث محوري غير مسار التاريخ وأعاد صياغة الجغرافيا وجدد الهوية الوطنية واهمون وليس لديهم ما يقدمونه من بدائل واقعية تخدم كافة أبناء شعبنا".
بدوره قال محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو إن تحقيق الوحدة اليمنية حدث تاريخي هام ونحن اليوم كيمنين على إدراك تام أن الوحدة العادلة والنظام الجمهوري هما ضمان لليمن من التمزق و الضياع وهما خط الدفاع في مواجهة المشاريع التي تستهدف اليمن".
تحقيق الوحدة اليمنية حدث تاريخي هام ونحن اليوم كيمنين على إدراك تام أن الوحدة العادلة والنظام الجمهوري هما ضمان لليمن من التمزق و الضياع وهما خط الدفاع في مواجهة المشاريع التي تستهدف اليمن ،تحية لأبناء شعبنا في الذكرى الثانية والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية .
— محمد صالح بن عديو (@Mbinadeow) May 21, 2022
الكاتب الصحفي رشاد الشرعبي يقول إن "22 مايو 1990، كان يوما عظيما بالنسبة لي، اتذكره جيدا، كنت في قريتنا واحتفلت به بإشعال النار في إطارات معدات ثقيلة تركها أحدهم بجوار بيتنا حتى يعود للعمل، كنت حينها فرحا جدا، لأني سأرى عمي الذي حلمت به طويلا، والوحدة ستمكنني من ذلك، لأنه يعيش في عدن منذ سنوات طويلة"، حد قوله.
يضيف "أحببت ذلك اليوم لحبي لليمن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، وكذلك لحبي لعمي الذي عرفته صغيرا وهو يتسلل إلى قريتنا ضمن مقاتلي الجبهة الوطنية، كنت قد صرت مختلفا عنه في الانتماء السياسي والتوجه الفكري، لكن حبه راسخ في قلبي كرمز للنضال ضد الظلم والجبروت وعنوانا للثورة والجمهورية التي قاتل لأجلها في صنعاء أثناء حصار السبعين".
22 مايو 1990، كان يوما عظيما بالنسبة لي، اتذكره جيدا، كنت في قريتنا واحتفلت به باشعال النار في اطارات معدات ثقيلة تركها...
Posted by Rashad Ali Al Sharabi on Saturday, May 21, 2022
علي عشال عضو مجلس النواب يرى أن الوحدة اليمنية ستظل أعظم منجز تحقق في حياة اليمنيين في تاريخهم الحديث.
وقال "يقيني أن اليمن الاتحادي الكبير الذي يتسع لكل ابناءه هو أعظم تتويج لمسيرة النضال الوطني ،، وهو الخيار الأمثل للنهوض والأستقرار والتنمية".
ستظل الوحدة اليمنية أعظم منجز تحقق في حياة اليمنيين في تاريخهم الحديث ،،،،،، ويقيني أن اليمن الاتحادي الكبير الذي...
Posted by علي عشال on Saturday, May 21, 2022
الكاتب الصحفي جمال حسن، علق الوحدة بشكل أخر، اذا انتقد جماعة الحوثي لعدم احتفائها بذكرى عيد الوحدة، الأمر الذي يكشف زيف المليشيات شمالا وجنوبا التي ترى مصالحها الخاصة في الانفصال.
وقال حسن "ما فيش في صنعاء عيد للوحدة، في عيد المولد وعيد الغدير وعيد البيت".
ما فيش في صنعاء عيد للوحدة، في عيد المولد وعيد الغدير وعيد البيت
Posted by Gamal Hasan on Saturday, May 21, 2022
الكاتب حسين الوادعي غرد بالقول "في اليمن اليوم، تعقيدات الوحدة لا تقل عن تعقيدات الانفصال، وتعقيدات السلم لا تقل عن تعقيدات الحرب".
وتابع "بين شمال عالق في حالة اللاحرب واللاسلم، وجنوب عالق في حالة اللاوحدة واللاانفصال ، يفكر المواطن البسيط في اليومي والعادي: المرتب والكهرباء والخبز والأمان".
في اليمن اليوم، تعقيدات الوحدة لا تقل عن تعقيدات الانفصال. وتعقيدات السلم لا تقل عن تعقيدات الحرب.
— Hussein Alwaday حسين الوادعي (@AlwadayHussein) May 21, 2022
وبين شمال عالق في حالة اللاحرب واللاسلم، وجنوب عالق في حالة اللاوحدة واللاانفصال ، يفكر المواطن البسيط في اليومي والعادي: المرتب والكهرباء والخبز والأمان.#الوحدة_اليمنيه
في حين علق الكاتب الصحفي فتحي بن لزرق على فشل الانتقالي في الحشد لفعاليات ما يسمى بفك الارتباط قائلا: "العدد الضئيل للمشاركين في مهرجانات فك الإرتباط هذا العام يؤكد ان الناس باتت تبحث عن حلول أخرى للقضية الجنوبية بعيداً عن (الانفصال)".
العدد الضئيل للمشاركين في مهرجانات فك الإرتباط هذا العام يؤكد ان الناس باتت تبحث عن حلول أخرى للقضية الجنوبية بعيداً عن (الانفصال).
Posted by فتحي بن لزرق on Saturday, May 21, 2022