[ استحواذ جماعة الحوثي على مساجد مدينة إب لنشر فكرها الطائفي ]
"وضع الدعاة بالمحافظة صعب جدا وفي حالة يرثى لها".. بهذه الكلمات وصف الشيخ محمد المهدي إمام وخطيب جامع الرحمن بمدينة إب حال الدعاة والخطباء والمرشدين في المحافظة لما يتعرضون له من إقصاء ومضايقات .
ودعا رئيس "جمعية الحكمة اليمانية الخيرية" بالمحافظة وأحد دعاة وعلماء التيار السلفي في اليمن المسؤولين على المساجد والجوانب الدعوية في المحافظة إلى إعادة النظر في سياساتهم الجارية.
ويشكو الخطباء والأئمة في المحافظة من تصاعد سياسة القمع للحوثيين والتضييق عليهم ومصادرة حرياتهم الدينية والفكرية
واقدمت جماعة الحوثي مؤخرا بمنع إقامة المراكز الصيفية لتعليم القران والسنة النبوية ومنع إقامة الدروس المتعلقة بعلوم الشريعة المعتاد إقامتها بالمحافظة وعمدت على اغلاق بعض المساجد واقصاء الخطباء والأئمة
تغيير وتضييق للخطباء
أقدمت جماعة الحوثي على منع لـ الشيخ "الحميدي "من إلقاء الخطب في "مسجد البر" (أكبر مساجد المحافظة) وتكليف خطيب تابع للجماعة بالقيام ما اضطره لمغادرة البلاد، وكذلك منعها لخطيب "الجامع الكبير" بالمدينة الشيخ "عرفات شريف" وكذلك "علي بن يحيى شمسان" خطيب الجامع الكبير بمدينة جبلة وغيرهم الكثير جميعهم ينتمون جميعهم للمذهب الشافعي.
وفي عيد الفطر قامت جماعة الحوثي بتغيير خطيب جامع التوحيد بالمحافظة الشيخ "طارق الخياط" بأحد اتباعها.
ولفت الشيخ المهدي (في خطبة الجمعة مطلع الشهر الماضي تناقلتها وسائل الإعلام ) إلى أنه يتعرض شخصيا للمضايقات، في مسجده (جامع الرحمن) حيث أنه سمح له بخطبة واحدة خلال الشهر الماضي، وثلاث خطب قام بها خطباء من جماعة الحوثي.
واستنكر المهدي ما سماه "التسلط الحوثي" على الدعاة والخطباء والمرشدين من أصحاب المذهب الشافعي بالمحافظة
وخاطب المهدي الجماعة بالقول "إذا كان لديكم موضوع أو ملاحظات أو مطالب فليتم إرسالها لنا ونحن سيقوم بالحديث عنها في الخطبة وهذا ما كنا نتعامل به مع معكم خلال الاعوام الماضية"
ودعا المهدي جماعة الحوثي إلى ضرورة الايمان بالاختلاف وبحرية اعتناق المذاهب مستنكرا قيام جماعة الحوثي الزام واجبار الناس على اعتناق مذهب معين واصفا هذا السلوك بأنه يوجد التنافر بين الناس"
ومع دخول الشهر الثاني على التوالي يمنع الحوثيون "محمد صالح" إمام وخطيب أحد الجوامع في المحافظة من إلقاء خطبة الجمعة بعد ما يقارب 15عاما من إمامته للمسجد والخطابة فيه.
يقول محمد في حديثه لـ الموقع بوست " منذ قرابة شهرين وجماعة الحوثي تمنعني من القاء أي خطبة وكل جمعة أقوم بتحضير الخطبة لكني أفاجأ بصعود خطيب من جماعة الحوثي دون أي اشعار مسبق بذلك".
وعن السبب في عدم تقديم الحوثيين اشعارا مسبقا عن خطيب الجمعة يقول محمد "المصلين ينفرون من خطباء الحوثيين لذلك اذا علموا بأن الخطيب حوثي تجدهم يذهبون لمساجد اخرى لذلك هم يتسللون للمنابر فجأة ودون اشعار ليستغلوا حشد الناس"
وأضاف محمد "التحضير للخطبة شيء مجهد وتستغرق مني بعض المواضيع اسبوعا كاملا في التحضير والاعداد وهذا يشعرنا بحجم الاستهتار بجهود الأخرين من قبل الجماعة
وتابع محمد "في السابق كان الحوثيون يشترطون علينا الحديث في مواضيع ونقاط يتم ارسالها الينا وكنا كذلك لكن الذي حصل مؤخرا هو اقصائنا تماما عن المنبر"
وتستمر جماعة الحوثي بإغلاق مركز الأمام الذهبي و"مركز السيدة فاطمة الزهراء" بالمحافظة للعام الثاني على التوالي تم بناء المركزين على نفقة أهل الخير لتعليم القران الكريم والسنة النبوية.
مساع لتغيير مذهبي يواجه برفض شعبي
لم تكتف جماعة الحوثي بإقصاء الخطباء وتهميشهم بل قامت بفرض نوع معين من التمذهب حيث قامت بتغيير أسماء بعض الجوامع فيما يضفي عليها الطابع الطائفي وتعليق شعارها على قبلة ومداخل تلك المساجد وطلاء مآذنها باللون الاخضر الذي يعبر عن مذهب الجماعة.
وأقدمت الجماعة مؤخرا بتغيير اسم "جامع رياض الصالحين" إلى "جامع الزهراء" و"الجامع الكبير" إلى "جامع الإمام علي" وغيرها الكثير.
وقامت الجماعة بتوجيه تعميماً بمنع إقامة المراكز الصيفية التي يتم فيها تعليم القران والسنة وما يدخل في ذلك من علوم المذاهب والعقائد والتي يتم فتحها كل عام في المدينة منذ ما يزيد عن 45عام
يقول أحد المشرفين على أحد المراكز الصيفية بالمحافظة "إن جماعة الحوثي منعته من إقامة أي دروس دينيه وكل ما هو مسموح به فقط هو حلقات تعليم القران فقط بعيدا عن أي علوم او دروس فقهية او شرعية اخرى"
وذكر المشرف ـ الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية لـ "الموقع بوست" أن جماعة الحوثي حضرت إلى المسجد عصر السبت الماضي واطلعت على الجدول العملي للأنشطة والدروس الدينية التي تقام في المسجد، ومنعت من إقامة أي نشاط باستثناء حلقات تحفيظ القران الكريم وأثناء الحديث معهم عن السبب اكتفوا بالقول "تعليمات رسمية"( في اشارة لجماعة الحوثي)"
وفي شهر رمضان قامت جماعة الحوثي بفرض تأخير وقت أذان المغرب عن التوقيت المحلي للمحافظة الامر الذي أحدث ضجة بين أوساط السكان ومرتادي المساجد وقت الإفطار
وفي عيد الفطر قامت الجماعة بفرض صلاة العيد بالطريقة الزيدية المخالفة للمذهب الشافعي الأمر الذي أربك المصلين وقوبل باستياء شعبي واسع .
تأتي هذه المساعي ضمن محاولات عديدة لجماعة الحوثي لتطييف المجتمع وصبغه بالصبغة الطائفية الشيعية التي لا توجد لها أي حاضنة شعبية بالمحافظة.
الجدير ذكره أن "مدينة إب" ليست الوحيدة التي يعاني سكانها من سياسة التضييق والإبتزازات الحوثية لكن تزايد تلك الممارسات ـ مقارنة بغيرها من المناطق التي يسيطر عليها جماعة الحوثي- وبشكل لافت يوحي عن سياسة ممنهجة ومدروسة تتبعها الجماعة ضد سكان المحافظة الذين يعتنقون المذهب الشافعي الذي تصنفه جماعة الحوثي بالمذهب المناوئ لمذهبها وتوجهها.