تصريحات بن ماضي عن الجيش بحضرموت تُثير الاستغراب.. هل انحيازاً لمشروع الإنفصال؟ (تقرير)
- خاص الثلاثاء, 24 يناير, 2023 - 12:01 صباحاً
تصريحات بن ماضي عن الجيش بحضرموت تُثير الاستغراب.. هل انحيازاً لمشروع الإنفصال؟ (تقرير)

[ تصريحات محافظ حضرموت بن ماضي تثير الاستغراب في اليمن ]

كشفت تصريحات محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، انحيازا واضحا لمليشيات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا، بمطالباته بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى التي ينتمي أفرادها إلى مختلف مناطق اليمن.

 

وزعم بن ماضي، الأحد -في تصريحات متلفزة-  أن قوات المنطقة العسكرية الأولى من مناطق صنعاء وعمران والمحويت، وقال "عليهم أن يذهبوا ويحرروا مناطقهم من جماعة الحوثي".

 

وأضاف "نحن لا نطالب برحيل المنطقة العسكرية الأولى بل نطالب بإحلال أبناء حضرموت فيها وتسليمهم مهام الأمن".

 

وتابع: غالبية منتسبي المنطقة العسكرية الاولى هم من أبناء محافظات محتلة من قبل الحوثيين، والأولى هو ذهابهم للقتال ضد الحوثيين وتحرير مناطقهم، وعليهم أن يحددوا كيف هم ينظرون للحوثي، فإن كان بالنسبة لهم عدوا، فليذهبوا لقتاله وتحرير محافظاتهم، ونحن سندعمهم وسنقف لجانبهم وإن كانوا ينظرون اليه كصديق، فكيف نقبل بوجودهم لدينا؟!

 

وفي اتهام ضمني لأفراد قوات المنطقة الأولى بانتمائهم للحوثي، قال بن ماضي إن "كانوا مع الحوثي أو ضده فعليهم الرحيل وتواجدهم غير مرحب به، فلا نرغب بتواجد قوات مع الحوثي في وادي حضرموت"، حد قوله.

 

وبشأن لواء بارشيد الذي سبق وأن أعلنت قيادات ومكونات حضرمية أن أفراده من خارج المحافظة وينتمون للحج والضالع، يقول بن ماضي  إن "اللواء تابع للمنطقة العسكرية الثانية ولو كانت محافظة الضالع محتلة من قبل الحوثي لأرسلناهم من أجل القتال والدفاع عن أرضهم وتحريرها".

 

تبنٍ لموقف الانتقالي

 

تصريحات بن ماضي والتي كشفت لأول مرة عن موقفه من الأحداث في حضرموت، المتماهية مع مساعي الانتقالي الانفصالية أثارت جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين.

 

ومنذ مطلع أكتوبر الماضي، بدأ المجلس الانتقالي برنامجاً تصعيدياً في حضرموت، في سبيل إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى (غالبية جنودها ينتمون لكل محافظات اليمن شمالا وجنوبا، وهي محسوبة على القوات الحكومة الموالية للشرعية)، وضمها إلى جغرافيا سيطرته، في إطار مساعيه الانفصالية واستعادة ما اسماها بالدولة الجنوبية باعتبار حضرموت جزئا جغرافيا لمناطق نفوذه.

 

اقرأ أيضا: الإمارات والسعودية في حضرموت.. تضارب مصالح أم سياسات نفوذ مشتركة؟ (تقرير)

 

ممثلا حلف قبائل حضرموت، ومؤتمر حضرموت الجامع (أكبر المكونان في المحافظة) أعلنا في أكثر من مناسبة رفضهما ملشنة المحافظة واستقدام أي عناصر أو قوات من خارجها، كما أكدا على تعزيز "سيادة وكرامة حضرموت، وتمكين أبنائها من حماية أرضهم وثرواتهم وإدارة شؤونهم الأمنية والعسكرية"، وحملا  المملكة العربية السعودية كامل المسؤولية ازاء ما يقوم به الانتقالي من تصعيد يهدد الأمن والسلم في المحافظة.

 

وتأتي تلك التصريحات غداة توجيه وزير الداخلية اللواء الركن ابراهيم حيدان، برفع اليقظة والجاهزية الأمنية لتفويت الفرصة على العناصر الاجرامية التي تستهدف أمن المواطنين في وادي وصحراء حضرموت.

 

محللون سياسيون استطلع رأيهم "الموقع بوست" يرون أن تصريحات بن ماضي حق يراد بها باطل كما سبق وأن رددتها قيادات الانتقالي، في مساعٍ منها لاستكمال السيطرة على حضرموت الغنية بالنفط وإعلان الانفصال.

 

تطور لافت

 

الكاتب الصحفي عامر الدميني اعتبر تصريحات محافظ حضرموت، تطورا لافتا وغريبا لمحافظ التزم الصمت منذ تعيينه في يوليو من العام الماضي.

 

في حديثه لـ "الموقع بوست" يقول الدميني إن "محافظ حضرموت بن ماضي يدخل على خط المطالبة بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من المحافظة، ويقول إنها تتبع مقاتلين من عمران ويصفهم بأصدقاء الحوثي ومن مناطق سيطرته، وفقا لتصريحاته التي نشرتها قناة حضرموت الفضائية".

 

اقرأ أيضا: خالد بحاح يُشعل جدلاً واسعاً عن حضرموت.. تغريدة أثارت حفيظة الانتقالي

 

ويرى أن ذلك تطورا لافتا وغريبا في منطق المحافظ الذي يبدو فيه أقرب لعقلية ناشط نزق متعصب، وليس مسؤولا حكوميا يدرك تكامل المؤسسات الحكومية، حد قوله.

 

ويشير إلى أن لا تفسير لتلك التصريحات سوى استمرار التآمر على حضرموت لصالح الأجندة الخارجية المتربصة، لافتا إلى أن المحافظ قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، وعين محافظا قبل أشهر من رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي.

 

انحياز لمشروع الانفصال

 

الصحفي أشرف الفلاحي أكد أن موقف محافظ حضرموت، لم يعد غريبا، فهو يأتي اتساقا مع ما تخطط له دولة الإمارات الداعمة له، وانحيازا واضحا لما يطالب به الانفصاليون المدعومون من أبوظبي على حساب أمن واستقرار أبناء المحافظة وخاصة وادي حضرموت.

 

في حديثه لـ "الموقع بوست" يقول الفلاحي  "بن ماضي لم يأتي بجديد، فقد سبق أن حذر قبل أيام، من أي عملية تجنيد في المحافظة، في موقف معادٍ ومعارض لمطالب مكونات وادي حضرموت بتجنيد المئات من المناطق التابعة للوادي الحضرمي، بالتزامن مع التحشيدات العسكرية التي يقوم بها المجلس الانتقالي نحو الوادي".

 

وأشار إلى أن قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تنتشر في مديريات وادي حضرموت، باتت هدفا واضحا لدولة الإمارات والأدوات المحلية التابعة لها، لافتا إلى أنها آخر القلاع العسكرية التابعة للسلطة الشرعية اليمنية، وتمثل حجر عثرة أمام تمدد وتوسع للمجلس الانتقالي نحو الوادي، والحامي الوحيد لأبناء تلك المناطق من سيناريو عدن وأبين وشبوة، الذين يتعرضون للاعتقالات والاغتيالات بشكل ممنهج لضمان بقاء هيمنة مشروعه في تلك المحافظات.

 

وتابع الفلاحي "لذلك، لا غرابة، أن ينتدب محافظ حضرموت، بن ماضي نفسه، للمطالبة ما يطالب به الانفصاليون المدعومون من أبوظبي".

 

وأردف "من الواضح أيضا، أن بن ماضي، بموقفه الأخير وتجنيد نفسه ضمن الماكينة الانفصالية، حاول تزييف الحقائق على الأرض، عندما قال إن منتسبي ألوية الجيش في المنطقة الأولى من أبناء المحافظات الشمالية، رغم أن الواقع مغاير تماما لما صرح به، وهو أن الوحدات التابعة للمنطقة العسكرية الأولى وقوامها البشري من كل محافظات اليمن جنوبا وشمالا، ولأنها كذلك، لم ترق للإماراتيين الذين لم يتوقف نشاطهم المعادي لها وبعناوين كثيرة تارة بـ"رعاية الارهاب" وتارة بأنها ألوية شمالية، واتهامات أخرى".

 

وقال "الشمس لا تغطى بغربال والحقيقة لا يمكن أن تطمسها مثل هذه الادعاءات الكاذبة، حيث أن هذه الوحدات العسكرية هي من تقف حجر عثرة أمام اكتمال مشروع أبوظبي الانفصالي، ولذلك، يتم شيطنتها والمطالبة بإخراجها من منطقة وادي وصحراء حضرموت".


التعليقات