ماذا يعني سقوط جبل جالس بيد المليشيا الإنقلابية؟ (تقرير خاص)
- خاص - متولي محمود الاربعاء, 22 يونيو, 2016 - 10:33 مساءً
ماذا يعني سقوط جبل جالس بيد المليشيا الإنقلابية؟ (تقرير خاص)

[ سيطرة المليشيا على جبل جالس يهدد معسكر العند الإستراتيجي ]

سيطرت مليشيات الحوثي وصالح، أمس الأول، على مواقع استراتيجية في منطقة "القبيطة" على الحدود بين محافظتي تعز ولحج.
 
وقالت مصادر عسكرية إن المليشيات سيطرت على "جبل جالس" الاستراتيجي، والمطل على قاعدة "العند" العسكرية، جنوبي اليمن.

وأضافت المصادر، إن الانقلابيين عززوا الجبهة بقوة عسكرية كبيرة، شملت أفرادا ومعدات ثقيلة، الأمر الذي أجبر أفراد المقاومة الشعبية على الانسحاب، في ظل نقص كبير في الدعم العسكري.
 
وكان طيران التحالف قد استهدف بغارتين، الأسبوع الفائت، تجمعا لمسلحين حوثيين في مدرسة النصر في القبيطة، غير أنها لم تثني المليشيات عن الهجوم على مواقع المقاومة. وقد عاود الطيران لاستهداف الانقلابيين بعدة غارات وصفت بالمركزة، حسب عسكريين، لكن بعد سقوط تلك المواقع بيد المليشيات.
 
وقال مراقبون إن تضحية المليشيات وإصرارها على السيطرة على المنطقة، عائد لأهميتها الاستراتيجية. حيث تطل على قاعدة العند، رمزية جغرافيا الجنوب العسكرية، بينما تشكل الحدود الجغرافية بين الشمال والجنوب.
 
وتسعى المليشيات لتعويض خسائرها شمالا في نهم، محيط العاصمة صنعاء، بالتوغل صوب مناطق الجنوب. فقد حقق الجيش الوطني انتصارات كبيرة في جبهة نهم، وباتت مدفعيته تصل محيط مطار صنعاء الدولي، حسب عسكريين.
 
ويرى المراقبون أن قاعدة العند ليست وحدها الهدف الذي تسعى خلفه المليشيات، فسقوط المنطقة يعني كذلك تهديد حقيقي لخط عدن تعز، والذي يعتبر الشريان الوحيد الذي يغذي المدينة المحاصرة، وهو ما فشلت في تحقيقه عبر اجتياح مديرية الوازعية قبل أشهر.
 
يذكر أن الجنود الأمريكيين غادروا قاعدة العند، مساء الإثنين، حيث يقومون بمهام مساندة لقوات التحالف في مكافحة الإرهاب منذ أسابيع، بطلب إماراتي.
 
أهمية معنوية
 
سقوط "جبل جالس" له أهمية معنوية أكثر منه عسكرية. وقال العقيد ركن "عبدالعزيز المجيدي" رئيس عمليات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أن بالإمكان مشاهدة مدينة عدن من على سفح الجبل، ومع ذلك فهم لا يستطيعون  تهديد حتى "قاعدة العند" القريبة  بالنيران، إلا بواسطة الصواريخ البالستية، وهو ما يصعب إيصالها إلى قمة الجبل.
 
وأضاف "المجيدي" في حديث خصه "الموقع بوست" : الخطورة تكمن بشكل كبير في "جبل الياس" المجاور، في حال تمكنت مليشيات الحوثي والمخلوع من السيطرة عليه، بحيث سيكون بإمكان المليشيات استهداف ليس "العند" وحسب، وإنما العاصمة المؤقتة "عدن"، نظرا لتوفر طريق إلى أعلى قمة في الجبل.
 
وتابع: سقوط جبل جالس جاء بسبب نقص الذخائر لدى أفراد المقاومة، وعدم التجاوب من قيادة المنطقه الرابعة، حسب مصدر في عمليات القبيطة، بينما تدفع المليشيات بقواة هائلة، ربما كردة فعل على الهزائم التي منيت بها في جبهة نهم، وفقدان عدد كبير من مقاتليهم.
 
وأردف: يريد الانقلابيون إثبات أن لديهم القدرة على تحقيق الانتصارات، لتعويض خسائرهم في نهم، ورفع الروح المعنوية لمقاتليهم. وبالمقابل، يقف أفراد المقاومة بلا ذخائر في مواجهة تلك القوة، لكن لا أحد يدري ماذا يدور في كواليس العمليات، ربما كان الهدف السماح للمليشيات بالانتشار ومن ثم ضربها.. من يدري!
 
نقص في العتاد العسكري
 
هناك تخاذل كبير بالنسبة للتحالف والحكومة فيما يخص جبهة القبيطة. وقال "سهيل الخرباش" إعلامي في جبهة حيفان: بحسب قيادات في مقاومة القبيطة، بالإضافة إلى فارق في التسليح، تعاني المقاومة من نقص حاد في الذخائر والمعدات العسكرية اللازمة، وهو ما سمح للعدو بالسيطرة علي "جبل جالس".
 
وأضاف "الخرباش" للموقع بوست: ما زالت المقاومة تناشد الحكومة الشرعية والتحالف بتعزيزها باللازم، للحفاظ على ما تبقى من مناطق "القبيطة"،  واستعادة "جبال جالس"، فبسقوط باقي مناطق المديرية،  سيكون العدو استطاع قطع خطوط الإمداد على جبهة حيفان، وعلى مدينة المحاصرة، عبر متنفسها الوحيد خط "التربة".
 
وتابع: إن توجه الميليشيات للسيطرة على القبيطة هدفه، وضع "قاعدة العند" تحت مرمى نيرانهم، والشي الأهم هو التوجه لقطع خط الإمداد العام بين تعز وعدن. كما بالإمكان استهداف العند بصواريخ الكاتيوشا، من سفح الجبل.
 
استكمال حصار تعز
 
ببساطة إن لم يتم استعادة كامل المواقع التي سقطت خلال أمس الأول في القبيطة، فالقادم سيكون أسوأ. وقال "معتز منصور" صحفي في مدينة التربة: خط عدن - التربة بات مهددا، ما يعني إمكانية استهداف أي تعزيزات عسكرية قد تمر للمحافظة، ناهيك عن إمكانية قطع الطريق بشكل كامل عن تعز، وإطباق الحصار عليها تماما.
 
وأضاف "منصور" في حديث للموقع بوست: الهدف ليس "قاعدة العند" بقدر ما هو استكمال خنق وحصار تعز، وهي الخطوة المتبقية أمام محاولات إسقاط المدينة، وباقي المناطق الخاضعة لسلطة الشرعية.
 
وتابع: الحكومة الشرعية نائمة في العسل، ويبدو أن تعز ليست مدرجة ضمن اهتماماتها، فقد ظلت مقاومة القبيطة أياما وأسابيع تصرخ وتنادي سرعة تعزيزها لكن.. ؟؟
 


التعليقات