يحل عيد الفطر المبارك في مدينة إب (وسط اليمن) في أجواء مغايرة مع مظاهر العيد التي كانت تكتسي بها المدينة في السنوات السابقة.
                      
فالمواقع السياحية التي كانت مهبطا لالاف من الاسر تحولت الى ثكنات عسكرية ومواقع حربية للمليشيا، اما الاسواق فتشهد ازدحاما لكنه فارغاً من عملية الشراء بسبب إرتفاع الاسعار، والاتاوات الكبيرة التي تفرضها المليشيا، إضافة الى تواجد العديد من الاسر النازحة.

 اقبال دون شراء
 
ومع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك يزداد إقبال الناس على التسوق لاستكمال مستلزمات العيد من الملابس والحلويات وغيرها من التحضيرات.
 
وتعيش محافظة إب إزدحاما شديدا في الاسواق على غير عادتها في ظل الظروف التي تعيشها المدينة حالياً.
 
ويأتي الإزدحام الشديد بسبب لجوء كثير من الاسر في المحافظات المجاورة إلى المدينة التي تشهد هدوء نسبيا مقارنة بمحافظات أخرى.


 
ارتفاع الأسعار
 
ازدحام الأسواق جعل التجار يرفعون الأسعار خصوصاً للملابس دون رقيب، في ظل انعدام الدولة، ولتعويض خسائرهم التي لحقتهم على شكل اتاوات كبيرة فرضتها عليهم الميليشيا تحت عدة مسميات كالمجهود الحربي، واحياء احتفالاتها بمناسبات متعددة، وأخرها الزكاة التي ضاعفتها 1000% هذا العام تحت تهديد السلاح.
 
ولوحظ وجود إزدحاما آخرا عند المجمعات التجارية وأبواب المساجد، بحثاً عن الصدقات في شهر الرحمة الذي حولته الميليشيا إلى نقمة وعقاباً جماعياً.


 
نماذج طحنتها الحرب
 
ناجي صاحب محل اكسسوارات على الرصيف (بسطة) قال أن الناس لم يعودوا يهتموا بشراء شئ وكل ما يهمهم هو الأكل فقط.
 
ماجد صالح شاب ترك دراسته في المرحلة الأساسية مرغماً لمساعدة أسرته، حيث يعمل في محل ملابس، قال أن وفاة والده بقصف الميليشيا لحي الشماسي بتعز جعله العائل الوحيد فقرر النزوح بحثاً عن لقمة العيش لامه واخوانه الصغار.
اما حنان ذات العشرين ربيعاً تقوم بالبيع في سوبر ماركت كبير لتوفير مصاريف تعين عائلتها على البقاء أحياء دون الحاجة للتسول.
 
وغيرهم الكثيرون ممن التقيناهم تقف خلف كل فرد منهم قصة مآساوية خلفتها الحرب التي جلبتها ميليشيا صالح والحوثي كمشروع وحيد.


 
اختطاف الفرحة ومصادرة السعادة
 
لم تدع الميليشيا شيئاً دون تدميره حتى الفرحة اختطفتها من عيون الناس وحولتها لحزن دفين جراء الأوضاع المأساوية التي تعيشها البلاد والعباد.
 
كل لحظات العيد وإستقباله في مدينة إب باتت كئيبة في ظل سلطة الميليشيا الانقلابية التي حولت متنزهات المحافظة السياحية إلى سجون ومعتقلات، فمنتزه مشورة أصبح ثكنة عسكرية، ومنتزه جبل ربي هو الآخر تحول الى موقع عسكري، ومثلهما منتزه بن لادن الذي تحول الى معتقل عسكري.
 
أما وديان الدور وبناء وعنه فكلها باتت غير آمنة، ومليئة بالنقاط وحواجز الميليشيا في مختلف الطرقات المؤدية إليها.
 
وهكذا صودرت الفرحة واحتجز الناس داخل منازلهم، في زمن الميليشيا التي حولت اليمن السعيد إلى مقبرة كبيرة يحرم فيها تخيل الفرح، كما يقول احد المواطنيين للموقع بوست.