سيظل اليمن مختل لكنه لن يندثر
الأحد, 01 مارس, 2020 - 07:45 مساءً

هي اليمن في مكانها جنوب غرب آسيا ، لن تذهب لمكان آخر.
 
ولقد حدث في كل حرب أهلية أن انتصر فصيل في معركة وتراجع فصيل آخر وتغيرت أماكن تمركزات القوى وبقيت تلك الدول وانتهت لتسوية في ذات الخارطة وعلى تضاريس البلد ذاته ، وبقي الإسم ، إسم الدولة.
 
الآن ومستقبلا سيكون الحوثي موجودا داخل الجمهورية اليمنية ولن تكون الجمهورية اليمنية داخله هو ولن تذهب هذه الشخصية الدولية خارج حدودها فلن يتأبطها مهزوم ولن تنقل ملكيتها لمتدخل أو تذوب في شخصيته، راقبوا فقط دون هلع ولا تفاؤل ، ليس حيادا فالمتمترس داخل إحداثيات الخارطة الكبيرة يرى تبدلات الخنادق على مساحة وجوده ووجود المنتصر والمهزوم أثناء التكتيكات العسكرية ، متيقنا أن شخصية بلاده قد تخطت مرحلة التبديل وإعادة الترسيم وتوزيعها وفقا لأداء أمراء الحرب .
 
هي مسمى عالمي " ماركة سياسية" مثبتة ولن يتمكن أحد من تقديم مسمى بديل مشتق من شخصيته ولن يتقبل العالم وقبله نحن خارطة على مقاس أحد.
 
صدقوني هي تحركات على تضاريس خرابة تظل ملكيتها لك ، ولن تكون ملزما بالتخلي عنها إلا عندما تقرر أنت التخلي عنها احتجاجا لكونهم قد حولوها لمقلب قمامة، سيزول هذا كله بفعل حاجة المنتصر والمهزوم مرحليا لانتصار حقيقي وحيد وممكن ومتاح ومشروط بانتصار الجميع على الخوف والشتات وإدراكهم آخر المطاف أن وجودهم لن يتحقق إلا بوصفهم عناصر في المعادلة اليمنية وضمن توازنها ، مالم ستظل مختلة بالفراغات والتمركزات هنا وهناك وبالقسر والتجديف والشتات والارتهان والعمالة والإستحواذ والوهم .
 
ستظل مختلة لكنها لن تندثر ، سيبقى من يذعن لشروطها وتندثر قوى التجديف واقتصاديات الحرب ، ستصمد المعادلة اليمنية وتظل بمنأى عن شروط النصر والهزيمة المرحليتين فعناصرها غير قابلة للإندماج في معادلات أخرى خارج جذورها وشروطها التاريخية والجغرافية ، قد تظل تتشمم رائحة احتراق المخلفات تباعا في خرابتك ، لكنها خرابتك كل الذي لديك ، ويوما ما سيهطل المطر وتفكر في مواسم العلان والحصاد ، مثل فلاح بينه وبين التراب سر.
 
* نقلا عن صفحة الكاتب من الفيسبوك
 

التعليقات