رسول الله كان جبانا ويعلم أن الأمة ستنحرف!
ظهر عبدالملك الحوثي يوم أمس يخاطب قطعانه في يوم ولايته التي هي امتداد لولاية علي بن أبي طالب كما يزعمون.
لكنه بخطابه أمس لم يكتفِ بالقول أنه هو علي، في خطابه تحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان (جبانا) ويعلم أن أمته بمجرد وفاته ستصل "إلى حالة خطيرة جدا من الانحراف، حالة رهيبة".
سيظن أي قاريء ومستمع لهذا الكلام السخيف، أن رسول الله كان فاشلا في التربية والدعوة ونقل رسالة الإسلام، أو أنه كان مجرد مستبد وطاغية يخافه الناس ويحكمهم بالقوة، وبمجرد وفاته سينحرفون "إلى حالة خطيرة من الإنحراف" كما زعم الحوثي!.
هذه السفاهة في اتهام أمة بكاملها أنها منحرفة هي الدين الذي يقوم عليه الحوثيون والولاية التي ينادون بها !.
الخطاب القاه كعادته من قبو مجهول من خلف الشاشة كزعيم عصابة ملاحق ومنبوذ، تطرق فيه عبدالملك لخطاب النبي في حجة الوداع في خطبة عرفة.
اعترف الحوثي بأن خطبة الوداع كان فيها اشارات نبوية بقرب وفاة النبي صلوات الله عليه وأنه لذلك وجه للأمة بعض الوصايا والموجهات الأخيرة والتي ليس من بينها ولاية ولا خرافة.
لكن الحوثي زعم أن النبي بعد عودته من الحج نحو المدينة وقف في منطقة خم وأخترع خطبة الولاية !!
لماذا لم يتم ذلك في خطبة الوداع التي تعترف بها يا عبدالملك؟
هذا هو التبرير:
يزعم ابن بدر الدين كاذبا أن النبي لما وصل تلك المنطقة نزل عليه قول الله تعالى "يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ".
زاعما ان الرسالة التي كان النبي يخفيها هي ولايتهم التافهة !
ما يقصده السلالي السفيه أن النبي صلوات الله عليه لم يكن يرغب في ابلاغ الرسالة لولا أن الله هدده و طمأنه بهذه الاية، التهديد في "وإن لم تفعل فما يلغت رسالته" والطمأنة في "والله يعصمك من الناس".
بكل جرأة يزعم الحوثي أن النبي صلوات الله عليه كان جبانا يخاف من ابلاغ الرسالة لولا ان الله أجبره وأعطاه ضمانة !.
هذا بالنص والحرف ما قاله الحوثي عن جبن وخوف النبي:
((المسألة في حساسيتها وتأثيراتها إلى درجة أن يتخوَّف النبي "صلوات الله عليه وعلى آله" على التأثيرات السلبية التي يمكن أن تحصل في واقع الأمة، في واقع الناس، نتيجةً لإبلاغ هذا الأمر، ما قد يحصل من ردة فعلٍ سلبية جدَّا في الواقع، فالله طمأنه تجاه هذا الأمر)).
هذا كلام إمام بني هاشم وقائم وعلم آل البيت الاطهار وهذا هو ما يريدونه من الولاية ومن استدعاء علي.
ولإثبات كذب وسفاهة هذا اللص بخصوص هذه الاية وتاريخ نزولها، نجد أن التفاسير والاحاديث الصحيحة وغير الصحيحة عند السنة والشيعة أيضا تقول رواياتها أنها نزلت في العام الرابع للهجرة وبعضهم قال في العام الخامس وبعضهم قال في العام السادس.
لكن زعم عبدالملك وكذبته أنها اخر ما نزل من القرآن لم يسبقه إليه كذاب الا شخص سبقه وهو أكذب منه يدعى أبي الجارود زياد بن المنذر كان شيعيا أعمى البصر والبصيرة عاش في الكوفة واعترف بأكاذيبه حتى أقطاب الشيعة الهاشمية الذين عاصروا زمنه منهم محمد الباقر، وهو نفسه الذي تنسب إليه الجارودية.