أحمد علي عبدالله صالح، كتب رسالة عاطفية حزينة وطويلة إلى (لجنة العقوبات الدولية ولجنة الجزاءات بشأن القاعدة) قال لهم أتوسل (ضمائركم قبل عقولكم وألتمس عدالتكم قبل ردكم أو صمتكم) مبديا استياء شديد من تجاهلهم أي تعليق أو رد على خطاباته السابقة.
الولد أحمد كرر مطالبته رفعه من قائمة العقوبات وأيضا طالب برفع العقوبات عن والده الشهيد !.
لمن يستغرب مطالبة الإبن برفع عقوبات عن والده الذي صار شهيدا باعترافه، هنا كل الخلاصة يارفاق.
الأمر متعلق بأرصدة وأموال مجمدة لدى بنوك أجنبية يريد الولد استعادتها ليمارس عضويته المزعومة في المؤتمر الشعبي العام.
تحدث أحمد في رسالته عن عضويته وصفته القيادية في حزب المؤتمر (جناح صنعاء المتحالف مع السلالة)، والجميع يعلم أن أحمد علي امتلك لاول مرة عضوية حزب المؤتمر برغبة حوثي.ة بعد عام ونصف من مقتل والده على يد السلالة، وضمن صفقة أفرجوا فيها عن أشقائه دون أبناء عمه (شقيق ونجل طارق).
هذا معناه أن الرجل لا زال جزء من معسكر الانقلاب، وطبعا رسالته الطويلة جدا لم تتضمن أي إدانة للانقلاب والميلشيات لا تصريحا ولا تلميحا ولم يحدد موقفا منهم بالمطلق او يذكرهم بالاسم، فيما وجه في الرسالة ذاتها هجوما ونقدا للحكومة الشرعية بدعوى أنها أدخلته في العقوبات كيدا ولصراعات السلطة وأنها لم تعمل على رفضه، محددا باللوم والادانة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي وفخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي.
الأخطر في رسالة أحمد هو أنه تفاخر بما نصه:
((لم أنحَز لاحقاً إلى خيار الفوضى واستخدام العنف وتشكيل كيان مسلح لفرض الوجود والبقاء ضمن معادلة الجغرافيا السياسية اليمنية التي تحتكم للسلاح ومنطق القوة)).
المقصود بالانحياز (لاحقا) لخيار الفوضى و(تشكيل كيان مسلح)، هو العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح إبن عم أحمد ورفيق أبيه حتى اخر حياته، الذي قرر (لاحقا) أي بعد ديسمبر 2017 ، (البقاء ضمن معادلة الجغرافيا) !!.
فقط حين تحدث أحمد عن طارق وصف انحيازه بالعنف والفوضى وتشكيل كيان مسلح، لكنه في بقية الرسالة ظل يتحدث عن السلام بلغة رومنسية رخوة مايعة.
عزيزي أحمد: كان يلزمك تسمية قتلة أبيك والاشارة إليهم بوضوح وإدانتهم مادمت تطالب برفع العقوبات عنه.
والدك رحمه الله - يا أحمد - صار بين يدي ربه، ولم يعد يهمه او يصل إليه موضوع العقوبات الدولية أو يحتاج رفعها عنه.
لكنك وأنت تطالب الضمائر بالافراج عن أرصدته كوريث لها، كنت بحاجة لاستنهاض ضميرك لتدين قاتليه وتستلهم موقفه الشجاع ووقفته الاخيرة التي دفع حياته ثمنا لها في مواجهة أسوأ جماعة غدر وجريمة.
أخي أحمد : اختلف الناس مع والدك كحاكم للبلاد، ومعكم جميعا كأطراف وقادة في منظومة حكمه، لكنه اختلاف التوجهات والسياسة والمصالح لا خلاف الوجود والإلغاء.
ها أنت ترى اليوم أن الغالبية العظمى من اليمنيين الذين اختلفوا معكم في 2011 أو رفضوا (انحيازكم لاحقا) للتحالف مع الامامة في 2014، هم اليوم صاروا رفاق سلاح وشركاء قضية ومصير مع ابن عمكم العميد طارق عضو مجلس القيادة وصاروا يراهنون على بنادق مقاومته في معركة استعادة البلاد، وصار في قمة هرم السلطة شريكا وفاعلا، فيما يبدو معيبا ومشينا أن تظهر برسالة تتهمه بالانحياز للعنف والفوضى وتشكيل كيان مسلح دون حتى ان تطلق هذه الاوصاف ذاتها على فلول الامامة!.
سعادة الجنرال سابقا والسفير لاحقا والاستاذ حاليا:
الاموال والارصدة المجمدة ليست كل شيء. ولا بها تقاس الرجال.
العز والناموس لا تصنعه الأموال، ان كنت ترى نفسك مجرد فرد يتيم ووريث لأموال وضياع أبيه مهموما فقط برفع القيود عنها، فمن حق الشعب اليمني أن يراها أمواله وحقوقه ولذا عليك ان لا تستغرب او تشعر بالخذلان وتعاتب الدولة والشعب حين لم يهتفوا لاستعادة أموالك في وقت تشهد فيه البلاد حربا طاحنة وانقلابا إماميا فاجرا - إن استمر أو تمكن- لن يبقي بيدك ولا بيد غيرك شيئا.