أسئلة من واقع هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر
الثلاثاء, 12 ديسمبر, 2023 - 01:29 مساءً

 في مرحلة القراءة المتأنية لما تقوم به جماعة الحوثي لايمكن التعامل مع مايقومون به حاليا على أنه عملية دعائية أو تمثيليه أوقرصنة فقط كما يعتبره الكثير من مناوئيهم.
 
ولو ذهبنا مثلا للقول إن العمليات التي يقوم بها الحوثيون ذات طابع دعائي يهدف إلى تقديم أنفسهم كملوك لمضيق باب المندب فلايمكن إغفال أن العملية برمتها مهما كان هدفها تنطوي على الكثير من المخاطر خاصة وإنها تفسر من قبل إسرائيل وأمريكا ودول الغرب على أنها عمليات ضمن الدعم والمحور الإيراني المعروف ولدي هنا مجموعة من الملاحظات مع التأكيد أولا على أن أهداف هذه العمليات وأبعادها كثيرة قدتتجاوز المعلن عنه:
 
أولا : كيف سيكون الرد الأمريكي الإسرائيلي على مثل هذه العمليات التي اتضح أنها تؤثر على الملاحة البحرية باعتبار البحر الأحمر ومضيق باب المندب موقعا هاما للتجارة العالمية، فهناك من يرى أن الإعلان الإمريكي عن تحالف دولي لحماية البحر الأحمر ليس سوى نوع من الهروب من الصدام المباشر مع الحوثيين إذ ستتجنب الولايات المتحدة الصدام بالوكالة عن إسرائيل خاصة وأن الجماعة أعلنت أن البحر آمن لكل السفن عدا تلك التي تتجه إلى إسرائيل.
 
ثانيا:  كيف سيؤثر ذلك على الوضع في اليمن خاصة وأن  الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تتجهان نحو إقامة هدنة طويلة الأمد في اليمن  تنتهي بسلام مستدام وحوار يمني ولاشك أن أي صراع جديد مع الحوثيين لاتريده السعودية التي تسارع الخطى لإستكمال الإعلان عن خطة طريق تنهي حربا مستمرة منذ تسع سنوات ،ولا أعتقد أنها ستشجع التحالف الدولي المزمع تشكيله في مواجهة الحوثيين لأن ذلك سيقلل من حظوظ استمرار هذا الإتفاق ولا أعتقد أن الأمريكيين يريدون تعطيل هذا الإتفاق لذلك سيسعون إلى أساليب غير المواجهة لحل معضلة البحر الأحمر.
 
ثالثا: ماالذي يريده الحوثيون غير المعلن عنه بالنسبة للداخل اليمني فهناك من يتحدث عن توسع وتجهيزات حوثية داخل اليمن تدل على أن الحرب قد تنتهي بين اليمن والسعودية ولكنها ستتصاعد في الداخل اليمني الذي يشهد انسدادا بين الأطراف ، وما الذي يمنع جماعة الحوثي مستقبلا بعد بلوغها الكثير من أهدافها وتقديم نفسها باعتبارها الأكثر قدرة على التأثير في الإقليم والعالم، وهو استدعى التشكيلات اليمنية الأخرى وخاصة التابعة للإمارات وهي قوات المجلس الإنتقالي في جنوب اليمن وقوات طارق صالح في باب المندب والمخا للتحرك والإعلان عن رغبتها في مواجهة أعمال الحوثي في البحر الأحمر مع إعلان وسائل إعلامية إسرائيلية عن تواصل بين الإنتقالي وإسرائيل .
 
رابعا: هل سيقع اليمن من جديد في أتون أزمة عالمية جديدة تؤثر على  مستقبل سلام منقوص كاد أن يولد وهل تنذر هذه الأزمة بتفاصيلها مع إعلان الحكومة اليمنية تلقيها دعوة للمشاركة في تحالف دولي أمريكي وإعلان الحوثي استمراره في احتجاز السفن الإسرائيليه وتحرك المجلس الإنتقالي في الاتجاه الآخر وتحركات طارق صالح مؤخرا نحو جيبوتي ، هل كل ذلك يعني أن اليمن بات مقسما رسميا وأن هذاهو الواقع الجديد في اليمن الذي ترسمه التشكيلات العسكرية ما بعد حرب التسع سنوات وأن الواقع الجديد سيفرضه فقط من يمتلك القوة ومن يستطيع حسم الصراع عسكريا.
 

التعليقات