في أحوالنا الجارية والدامية ثمة حقائق يجب أن تقال وإن كانت مؤلمة وصادمة ، و منها أن هناك أناس قد تجردوا من إنسانيتهم واخلاقهم ، وإلا كيف نفسر ما جرى ويجري لنا كيمنيين من بعضنا البعض ؟ وكيف نسمح لأنفسنا أن نكيل بمكيالين في ما يتعرض له إخواننا المدنيين في كل مناطق اليمن و بجرائم عدة وإن اختلف مسماها ووسيلتها ، من اعتداءات و قتل وتدمير المنازل والاختطاف القسري ونهب الممتلكات ؟ مع العلم ان المبادئ الإنسانية لا تجزء ولا يتعامل معها بعين عوراء.
و من الحقائق المؤلمة أيضا أن هناك تفتيت متعمد لنسيج المجتمع ، في ظل تعالي منسوب الكراهية والحقد علی حساب المحبة و التسامح ، وأن هناك استهداف للهوية الوطنية اليمنية ،لتحل مكانها هويات ثانية.
وفي كل ذلك ثمة حقيقة أكثر ايلاما وهي أنه لا يوجد ما يلوح في الأفق القريب من أمل لتجاوز هذه الحقائق أو معالجتها وإنهاء مسبباتها،بل يمكن القول أن هناك تمترس ورفض وعناد من قبل من كانوا السبب في وجود هذه الحقائق للاستمرار في وجودها ، و التي يدفع ثمنها المواطن اليمني دون التفريق بين مذهبه أو انتمائه الجغرافي أو السياسي.
اللهم غير نفوسنا إلی المحبة والتسامح و أصلح أحوالنا الی الخير والسلام .