منذ أن تأكدت المواجهة بين فرنسا وبلجيكا، غدا الثلاثاء، ضمن نصف نهائي مونديال روسيا، بدأ الحديث عن مواجهة خاصة بين صديقي الأمس، ديديه ديشان، مدرب فرنسا، وزميله تيري هنري، مساعد مدرب بلجيكا الخاص بالمهاجمين. فبعد أن توجا معا ببطولة مونديال فرنسا قبل عشرين عاما وتشاركا غرف ملابس ودكة بدلاء منتخب’’ الديكوك’’ لنحو ثلاث سنوات، هاهما يجدان نفسيهما، غدا، يجلسان على دكتي بدلاء مختلفتين، في ملعب سان بطرسبورغ الروسي، حيث سيحاول ديشان قيادة’’ الزرق’’ إلى المباراة النهائية للمونديال، فيما يسعى هنري من جانبه، إلى مساعدة’’ الشياطين الحمر’’ على تجاوز عقبة أبناء بلاده، والتأهل إلى نهائي المونديال لأول مرة في تاريخهم.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا في فرنسا -كما تقول صحيفة’’ ليكيب’’ الرياضية ذائعة الصيت -هو ما الذي أوصل تيري هنري، الهداف التاريخي للمنتخب الفرنسي(51 هدفا)، ولنادي الأرسنال، إلى دكة بدلاء بلجيكا، لتدريب لوكاكا وهزار وغيرهم من مهاجمي منتخب ’’الشياطين الحمر’’، بدل أن يكون اليوم مثلا مع منتخب ’’الديوك’’ لتدريب غريزمان و مبابي وجيرو ؟.
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نعود إلى تصريح لتيري هنري في نهاية مسيرته الكروية عام 2014، والذي أعرب فيه عن أسفه لكون الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، لا يفكر في الاستعانة بخدماته من أجل قيادة منتخب للشباب مثلا. كما صرح هنري خلال حوار في عام 2017 أن أحدا لم يتحدث معه حول موضوع التدريب في فرنسا وأن العرض الوحيد الذي تلقاه كان من مدرب بلجيكا مارتينيز.
فبعد أن أمضى فترة في أكاديمية الأرسنال، استغل إذن الهداف التاريخي لـ « Gunners » الفرصة التي منحه إياها مارتينيز مدرب المنتخب البلجيكي، ليصبح ضمن طاقمه المساعد، ويتولى خاصة تدريب مهاجمي الفريق. ويقول مارتينيز عن هنري إنه أصبح’’ سلاحا سيكولوجيا’’ بالنسبة للاعبي منتخب’’ الشياطين الحمر’’، والذين يكنون له احتراما كبيراً، خاصة المهاجم لوكاكو الذي أكد مراراً أنه تعلم كثيراً على يد هنري.
ضف إلى ذلك أن هناك سهولة في التواصل بين هنري والمجموعة، بحيث يتحدث الفرنسية مع اللاعبين القادمين من منطقة’’ الوالون’’ باللغة الفرنسية وأولئك القادمين من منطقة’’ الفلمان’’ بالانكليزية. كما أنه على تواصل مستمر مع المدرب مارتينز ، و ظهر ذلك خلال المباراة التاريخية ضد البرازيل في ربع النهائي والتي انتهت بفوز بلجيكا بنتيجة 2-1، حيث شاهدناه ينهض عدة مرات من كرسيه على دكة البدلاء ليهمس في إذن المدرب مارتينز.
وقد سُأل المدرب الفرنسي ديده ديشان، الأحد، حول موضوع زميله تيري هنري الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا، ولماذا هو موجود في بلجيكا وليس فرنسا، فكان رده كالتالي:’’ لم أتلقى أي طلب أو شيء من هذا القبيل ’’. أما نويل لغريت رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، فقد حاول هو الآخر الرد على هذا السؤال الذي بدأت وسائل الاعلام ومحللين رياضيين يطرحونه بقوة منذ مباراة بلجيكا والبرازيل، بشأن ترك أفضل هداف عرفته فرنسا وعدم الاستعانة به لتدريب المهاجمين الفرنسين أو فريق الشباب، حيث قال لغريت إن ’’ هنري هو من اختفى ولم يعد لديه أي اتصال بالاتحاد الفرنسي لكرة القدم’’.
المؤكد أن أنظار وسائل الإعلام الفرنسية، ستكون موجهة، غدا، بشكل أو بآخر إلى تيري هنري، خلال مباراة القمة التي تجمع بين المنتخبين’’ الصديقين’’ بلجيكا-وفرنسا ضمن نصف نهائي مونديال روسيا، وستكون هناك تحليلات على بلاتوهات التلفزيونات الفرنسية لردود فعله وتعابير وجهه وتصرفاته قبل وأثناء وبعد هذه المباراة.
كما أن خروج المنتخب الفرنسي على يد نظيره البلجيكي، قد يكون فرصة لبعض الصحافيين والمحللين لفتح باب الانتقادات على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم والمدرب ديده ديشان لتجاهلهم لأفضل هداف في تاريخ فرنسا والأرسنال و أحد أفضل المهاجمين في تاريخ كرة القدم، وعدم الاستعانة بخدماته.