YKJ-1000... أحدث صواريخ الصين الأسرع من الصوت
- العربي الجديد الخميس, 04 ديسمبر, 2025 - 09:18 صباحاً
YKJ-1000... أحدث صواريخ الصين الأسرع من الصوت

كشفت شركة الفضاء الصينية، لينغ كونغ تيان شينغ، الأسبوع الماضي، عن صاروخ انزلاقي أسرع من الصوت يصل مداه إلى 1300 كيلومتر، وتصل سرعته القصوى إلى سبعة ماخ (8855 كيلومتراً في الساعة، والماخ الواحد يساوي 1265 كيلومتراً في الساعة تقريباً). وقد حصل الصاروخ يوكونغ جي ـ 1000، المعروف باسم "YKJ-1000" على لقب "الصاروخ الإسمنتي" في الصين بسبب استخدامه لمواد مدنية مثل الخرسانة الرغوية في طلائه المقاوم للحرارة.

 

وبحسب بيانات نشرتها الشركة وجرى تداولها على نطاق واسع عبر منافذ إخبارية صينية، فإن تكلفة إنتاج وحدة من هذا الصاروخ، الذي دخل بالفعل مرحلة الإنتاج الضخم بعد تجارب قتالية ناجحة، قد تصل إلى 700 ألف يوان (حوالى 99 ألف دولار). فيما تبلغ تكلفة طائرة اعتراضية بحرية واحدة من طراز SM-6 نحو 4.1 ملايين دولار، وهو ما يزيد 41 مرة على سعر طائرة YKJ-1000.

 

خلل في كلفة الهجوم والدفاع

 

في الوقت نفسه، تبلغ تكلفة نظام ثاد الأميركي ما بين 12 و15 مليون دولار، لكل صاروخ اعتراضي، في حين أن نظام باتريوت باك-3 الأميركي، الذي تأمل تايوان شراءه، سيكلف ما بين 3.7 و4.2 ملايين دولار لكل صاروخ. إن من شأن هذا الخلل بين الهجوم منخفض التكلفة، والدفاع مرتفع التكلفة، أن يغير منطق الحرب، حسب مراقبين صينيين. ويعتقد أن هذه المرة الأولى التي تقدم فيها شركة تجارية سلاحاً استراتيجياً للجيش الصيني. وفي مقطع فيديو ترويجي، وُضِّحَت قدرات الصواريخ الجديدة، بمشهد متحرك يُظهر عدة صواريخ YKJ-1000، وهي تتجه نحو أهداف في اليابان، التي تبعد نحو 1300 كيلومتر عن شمال شرقي الصين. ويحافظ الصاروخ على طيرانه بالطاقة لمدة 360 ثانية (ست دقائق)، وفقاً للشركة. وقال متحدث باسم الشركة، إن الصاروخ كان من الممكن إطلاقه من حاوية شحن، وكان مصمماً لتوجيه ضربات سريعة ودقيقة ضد أهداف عالية القيمة في عمق أراضي العدو.

 

وبحسب تقارير إعلامية محلية، فإن نسخة من السلاح تتضمن قدرات اتخاذ القرار المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتعاون الجماعي قيد التطوير. ونقلت صحيفة تشاينا مورنينغ بوست، عن محللين عسكريين قولهم: إن القدرة على تحمّل تكاليف الصواريخ الجديدة قد تقلب أسواق الدفاع العالمية رأساً على عقب، بسبب اختلال التوازن بين الهجوم منخفض التكلفة، والدفاع المرتفع التكلفة. ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تشتد فيه التوترات في مضيق تايوان، مع تكهنات غربية باستعداد الصين لغزو الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، ومع تصاعد الخلافات أيضاً بين العدوين التاريخيين، الصين واليابان، بشأن تايوان، حيث حذرت بكين العالم من أنها مستعدة للحرب، وذلك في خضم حرب كلامية متصاعدة أشعلتها تعليقات طوكيو بشأن الدفاع عن تايبيه.

 

في تعليقه على ذلك، يقول محرر الشؤون العسكرية في صحيفة كانتون الصينية، لياو ليانغ، في حديث لـ"العربي الجديد" في ما يتعلق بالصاروخ الأسرع من الصوت، يجري الحديث عن تكلفة تقديرية تراوح بين 700 إلى 800 ألف يوان فقط، وهو ما يشكل جزءاً ضئيلاً تقريباً من تكلفة الصواريخ الأميركية المماثلة، التي غالباً ما تكلف مئات الملايين من الدولارات. وبالتالي، فإن تأثير هذا الفارق في الأسعار قد يحدث خرقاً في أسواق الدفاع العالمية، وهذا يعني أن بعض الأسلحة النوعية التي كانت في السابق حكراً على عدد قليل من القوى الكبرى، أصبحت الآن متاحة للجميع وبأسعار معقولة.

 

وعن ميزات الصاروخ، يوضح لياو، أن صاروخ YKJ-1000 يعتمد على تصميم رأس حربي متحرك يشبه صاروخ DF-17، الذي يمكنه الانزلاق على حافة الغلاف الجوي بطريقة التخطي، ثم ضرب الهدف بزاوية شبه عمودية في المرحلة النهائية. أما الأمر الأكثر تفرداً، فهو أن الطائرة الحاملة له مزودة بمحرك صغير، ما يتيح لها التسارع الثانوي والمناورات العنيفة، وهي القدرة التي لا يمكن حلها عملياً بالنسبة إلى أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية. ويلفت إلى أن استخدام الإسمنت الرغوي في تصنيع الصاروخ، يمكّنه من الحفاظ على سلامته البنيوية حتى في درجة حرارة عالية تصل إلى 1800 درجة مئوية، وهذا يزيد، حسب لياو، من كفاءته القتالية في ظروف الحرب الصعبة والمعقدة.

 

الصين وكسر هيمنة الغرب

 

من جهته، يقول أستاذ العلاقات الدولية في مركز ونشوان للدراسات الاستراتيجية، جيانغ لي، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه باعتبار أن صاروخ YKJ-1000 أول سلاح فرط صوتي صيني طُوِّر بشكل مستقل وأُنتِج بكميات كبيرة من قبل شركة خاصة، فإن ذلك يكسر التصور التقليدي الغربي لهيمنة الدولة في الصناعة العسكرية. كذلك فإنه يحقق أيضاً تغطية كاملة لسلسلة الجزر الأولى بمدى يراوح بين 500 و1300 كيلومتر، وسرعة قصوى تبلغ سبعة ماخ، ليضاف سلاح قوي آخر إلى الترسانة العسكرية الصينية لمواجهة استفزازات الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيطين، الهندي والهادئ.

 

ويضيف جيانغ، أنه بالنظر إلى احتكار الغرب طويل الأمد لسوق الأسلحة النوعية والمتطورة، فإن إمكانات التصدير للصواريخ الصينية الأسرع من الصوت ستحدث اختراقاً في هيمنة التكنولوجيا العسكرية الغربية، إلى جانب تعزز تطور نظام الأمن الدولي نحو اتجاه أكثر توازناً وعدالة. ويشير إلى أن الكشف عن هذا الصاروخ من قبل شركة خاصة، ليس انتصاراً للابتكار التكنولوجي فحسب، بل هو أيضاً تطبيق ناجح لاستراتيجية المزاوجة بين الإنتاج العسكري والمدني في عمليات التصنيع ورفد الترسانة العسكرية الصينية.


التعليقات