قال الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة إن أكثر من 150 ما بين شهيد وجريح جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي 11 منزلا في مخيم جباليا شمال القطاع، وذلك بعد ساعات من مجزرة أخرى ارتكبها الاحتلال في النصيرات، بالإضافة إلى إعدام 11 طفلا بالمغازي.
وأوضح الدفاع المدني بغزة أن الاحتلال قصف مربعا سكنيا في جباليا، مشيرا إلى أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في نقل الشهداء والمصابين بعد أن عطل الاحتلال عملهم، رغم نداءات الاستغاثة التي وجهها الأهالي.
وفي وقت سابق الخميس، قالت مصادر طبية إن 34 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم. وأكدت أن من بين الشهداء المسجلين منذ فجر اليوم 27 استشهدوا في وسط وجنوبي قطاع غزة.
من جانبه، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب المجازر ساعة تلو أخرى على مستوى القطاع كله، وأوضح أن الاحتلال يكثف قصف مراكز الإيواء والنزوح ويركز على جباليا ومحيطها.
وتحدث الثوابتة عن إعدام الاحتلال الإسرائيلي 11 طفلا عبر قصف مقر نادي خدمات المغازي وسط قطاع غزة.
وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، أفادت مصادر للجزيرة باستشهاد 17 شخصا على الأقل -جلهم أطفال- في قصف إسرائيلي استهدف "مدرسة شهداء النصيرات" التي تؤوي نازحين.
وقال مكتب الإعلام الحكومي إن "جيش الاحتلال كان يعلم أن مدرسة شهداء النصيرات تضم آلاف النازحين، وأن غالبيتهم من الأطفال والنساء الذين شردهم من منازلهم وقصف أحياءهم المدنية السكنية".
وأكد المكتب أن المذبحة التي ارتكبها الاحتلال في النصيرات ترفع عدد مراكز النزوح التي قصفها إلى 196، تضم مئات آلاف النازحين المشردين بفعل حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
وأوضح أن "هذه الجريمة تأتي بالتزامن مع خطة الاحتلال الإسرائيلي بإسقاط المنظومة الصحية في قطاع غزة وتدمير المستشفيات وإخراجها عن الخدمة ومنع إدخال العلاجات والأدوية والمستلزمات الطبية، مما يؤكد وجود خطة لتصفية أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة".
وفي مخيم جباليا شمال القطاع، أفاد مراسل الجزيرة بأن قصفا مدفعيا استهدف مستشفى العودة بمنطقة تل الزعتر، في حين استهدفت قوات الاحتلال خيام النازحين في مدرسة أبو حسين في المخيم.
من جانبه، أكد الدفاع المدني في غزة أنه تلقى منذ أمس الأربعاء مئات المناشدات من عائلات رفضت النزوح من بلدة بيت لاهيا ومخيم وبلدة جباليا، تفيد بوجود مصابين وشهداء في بعض المنازل والطرق.
وكان مراسل الجزيرة قال، في وقت سابق، إنّ مستشفى المعمداني استقبل جثمان شهيد وعددا من الجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت تجمعا للمدنيين في محيط مسجد الخالدي، شمال غربي مدينة غزة. وأوضح -نقلا عن أطباء في المستشفى- أن حالة بعض المصابين خطرة.
وأفاد المراسل باستشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمنطقة معن، شرقي مدينة خان يونس، في جنوب قطاع غزة. كما أفاد بأن قوات الاحتلال نسفت مباني سكنية في الحي السعودي، غربي مدينة رفح.
معارك المقاومة
وفي تطورات المعارك، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- استهداف مقاتليها جرافة عسكرية من نوع "دي 9" بعبوة "شواظ" قرب مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا.
وبثت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– مشاهد من استهداف مقاتليها تجمعا للآليات، وقنص جندي صهيوني، خلال المعارك الضارية مع قوات الجيش الإسرائيلي في محاور التقدم شمالي قطاع غزة.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات الفرقة "162" تواصل العمل في منطقة جباليا، وإنها قتلت عشرات الفلسطينيين، واعتقلت أكثر من 200 ممن وصفهم بالمخربين. وفي وسط غزة وجنوبها، أعلن الجيش أن قواته نفذت عدة مداهمات ودمرت بنى تحتية تابعة لحركة حماس، وقضت على عدد من مسلحي الحركة.
وبدعم أميركي، خلفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.