[ اجتماع وزاري عربي بالقاهرة 12 سبتمبر/أيلول 2017 - رويترز ]
يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا بمقر الجامعة العربية في القاهرة بعد ظهر اليوم الأحد بناء على طلب السعودية لبحث "انتهاكات" إيران في الدول العربية، و"تقويضها للأمن والسلم العربيين"، وسط توقعات بأن يغيب وزير خارجية لبنان جبران باسيل عن الاجتماع لتفادي أي مواجهة مع السعودية وحلفائها بشأن إيران.
ويسبق الاجتماع الوزاري اجتماعا للجنة الرباعية العربية المعنية بالتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية التي تضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين وبحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. وكانت هذه اللجنة تشكلت في يناير/كانون الثاني 2016.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي خليجي قوله إن مشروع القرار الذي سيعرض على الوزراء العرب "سيتضمن إدانة صريحة لحزب الله والميلشيات المدعومة من إيران".
إلا أن دبلوماسيا في الجامعة العربية قال إنه "لا يستطيع أن ينفي أو يؤكد ذلك، فالمشاورات ماتزال مستمرة حول صياغته"، مشيرا إلى أن اجتماع اللجنة الرباعية سيضع صيغة مشروع القرار الذي سيعرض على الوزراء.
ويلي اجتماع اللجنة اجتماع تشاوري مغلق لوزراء الخارجية العرب بحضور الأمين العام ثم بدء الجلسة الافتتاحية للمجلس الوزاري.
ويأتي هذا الاجتماع الوزاري في وقت تشهد فيه المنطقة توترا سياسيا مع التصعيد الكلامي بين الرياض من ناحية، وطهران وحزب الله اللبناني من ناحية أخرى.
أزمة واتهامات
كما أنه يأتي وسط تواصل الأزمة القائمة في لبنان إثر استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري يوم الرابع من الشهر الجاري أثناء وجوده في السعودية بحجة تدخلات حزب الله وإيران، ولم يعد إلى لبنان منذ ذلك الحين، مما دفع بمسؤولين لبنانيين -بينهم الرئيس ميشال عون- لاتهام السعودية باحتجازه، وهو ما نفته المملكة على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، كما نفاه الحريري الذي غادر الجمعة إلى باريس.
وبحسب مذكرة وزعتها الأمانة العامة للجامعة العربية على الدول الأعضاء قبل ثمانية أيام فقد تقرر "عقد مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورة غير عادية الأحد "بعد موافقة البحرين والإمارات على الطلب السعودي، وبعد التشاور مع جيبوتي التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة".
ووفق المذكرة فإن السعودية طلبت عقد الاجتماع لبحث "ما تعرضت له الرياض ليلة السبت الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2017 من عمل عدواني من قبل ميليشيات الحوثي التابعة لإيران في اليمن، وذلك بإطلاق صاروخ بالستي إيراني الصنع من داخل الأراضي اليمنية، وكذلك ما تعرضت له مملكة البحرين من عمل تخريبي إرهابي بتفجير أنابيب النفط (..)، فضلا عن "ما تقوم به إيران في المنطقة العربية (من أعمال) تقوض الأمن والسلم، ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم بأسره".
وقبل أسبوع اتهمت السلطات البحرينية إيران بالوقوف وراء الحريق الذي عطل تزويد البلاد بالنفط السعودي بشكل مؤقت السبت، معتبرة أنه "عمل إرهابي"، إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية نفى اتهامات البحرين.
قضايا وخلافات
ويوجد خلاف كبير بين السعودية وإيران بشأن عدد من قضايا المنطقة وتصاعد التوتر بينهما مؤخرا بسبب التطورات في لبنان والحرب في اليمن.
وتقف مصر التي تملك أقوى جيش في المنطقة في صف السعودية في الأزمة مع إيران، لكنها لم تبد حماسا للحرب التي تخوضها السعودية في اليمن ضد الحوثيين المؤيدين لإيران واكتفت بأرسال بعض القطع البحرية إلى المنطقة.
كما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "إن مصر لا تفكر في اتخاذ أي إجراءات ضد حزب الله" على الرغم من دعوة السعودية إلى فرض عقوبات عليه.
في الأثناء لاتزال مشاركة لبنان في الاجتماع الطارئ غيرمؤكدة، حيث نقلت رويترز عن مسؤول لبناني كبير قوله إن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل سيتخذ قراره بالمشاركة، أو عدمها، في اجتماع الجامعة العربية، صباح الأحد.
وأضاف المسؤول اللبناني أن الوزير باسيل يرغب في تفادي أي مواجهة متوقعة في اجتماع وزراء الخارجية العرب مع السعودية وحلفائها بشأن الدور الإقليمي لحزب الله اللبناني المدعوم من طهران.