تسبب ارتباك وكالة الأنباء الإماراتية "وام" في اندلاع مناكفة عبر "تويتر" بين ياسر أبو هلالة، المدير العام لقناة الجزيرة الإخبارية، وبين أستاذ العلوم السياسية، الإماراتي عبد الخالق عبد الله، وهو أيضا أحد مستشاري ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد.
"وام"، وبعد بثها خبرا مساء الاثنين نقلت فيه وصف وزير الخارجية عبد الله بن زايد لحادثة إسقاط الطائرة الروسية على يد الأتراك بـ"الحادثة الإرهابية"، قامت بحذف هذا الوصف، إلا أن المئات من وسائل الإعلام كانت قد نقلت بيان "وام" نصيا، ومنها قناة "الجزيرة".
عبد الخالق عبد الله، وبالرغم من اعترافه بخطأ وكالة الأنباء الإماراتية، ودعوته لمحاسبتها، إلا أنه دعا قناة "الجزيرة" للاعتذار من عبد الله بن زايد شخصيا، مدعيا أنها حرّفت أقواله، وفق قوله.
وأكمل قائلا: "صحيح التصريح لا يذكر حتى الاستهجان. العتب على وكالة "وام"، ثم محرر الجزيرة الذي قرأ ما استهواه ووظفه للتحريض".
أبو هلالة بدوره، ردّ على اتهامات عبد الخالق عبد الله قائلا: "دكتور أرجو أن توضح أين الخطأ في الخبر المنقول حرفيا عن الوكالة الرسمية، ومن حقكم أن توضحوا وتستدركوا، لكن لم تفعلوا"، حيث أرفق صورة من خبر "وام" القديم قبل حذف وصف "الإرهابية" فيه.
وتابع أبو هلالة: "دكتور، اتصلت بكم الجزيرة للتعليق، وافقتم ثم اعتذرتم، الفقرة من "وام" واضحة، والحكم للقارئ".
وأضاف قائلا: "للمرة الأخيرة، توضيحا لا سجالا، الواو حرف عطف، وقد عطفت الطائرة الروسية المقاتلة على الطائرة المدنية".
عبد الخالق عبد الله، عاد مجددا بتغريدة أرفق فيها صورة للخبر بعد تعديله، قائلا: "الأخ ياسر، هذا نص التصريح، ولا يوجد في الأمر أي وصف لإسقاط المقاتلة الروسية كعمل إرهابي. هل من اعتذار؟".
إلا أن ياسر أبو هلالة رد عليه بصورة الخبر الأصلي الذي تضمن وصف العمل بـ"الإرهابي"، قائلا: "على الوكالة أن تعتذر؛ لأنها تصرفت في النص، والنّت بيننا، هذا هو النص".
وتابع بقوله: "دكتور عملنا مهني 100%، نقلنا عن وكالة أنباء الإمارات، ونحن لا نتحمّل خطأ أي وكالة، لا مهنيا ولا أخلاقيا".
وفي وقت لاحق، قال ياسر أبو هلالة إن "قناة الجزيرة بثت في نشرة التاسعة تصريحات وزير الخارجية الإماراتي حول إسقاط الطائرة العسكرية الروسية بصيغتها الجديدة، بعد تغيير خبر الوكالة الرسمية وام".
وأضاف: "من نعم النت أن ما يكتب فيه لا يمحى حتى بعد تغيير خبر وكالة أنباء الإمارات يمكن بسهولة استعادة الخبر بصيغته الأولى، يمكن للوكالة أن تعتذر".
واستغرب ناشطون من تركيز الإعلاميين، والمسؤولين الإماراتيين في هجومهم على قناة "الجزيرة" فقط، بالرغم من أن وسائل إعلام عالمية كبرى نقلت الخبر ذاته، ومنها موقع قناة "روسيا اليوم"، وموقع "دويتشة فيله" الألماني، وهما محسوبان على الحكومة الروسية والألمانية تباعا.
وبالإضافة إلى الوكالات المذكورة، نجد أن صحيفة "البيان" الإماراتية، المقربة من الحكومة، نقلت البيان أيضا، باستخدام وصف "إرهابية"، تعليقا على إسقاط تركيا للطائرة الروسية.
أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، هاجم قناة "الجزيرة" بشدة، مغردا عبر "تويتر": "تعامل الجزيرة مع تصريح الشيخ عبدالله بن زايد حول حادث الطائرة العسكرية الروسية ليس بالسقطة المهنية، ولكنه إعلام موجه ضد الإمارات، لنكن واضحين".
الصحفي القطري عبد الله العذبة، رئيس تحرير صحيفة "العرب"، رد على الوزير الإماراتي قائلا: "معالي قرقاش، هل ستقومون بمحاسبة مدير وام؟ فخبر الجزيرة مصدره وام، فهل إلصاق الأمر بالجزيرة أسهل من إنهاء خدمات مدير وام؟!".
وتساءل العذبة: "معالي قرقاش، هل ستستدعي السفير الروسي في أبوظبي وتوجه له احتجاجا شديد اللهجة لنقل الخبر من وام؟ أرجو أن تتعامل بقوة مع روسيا!".
وبتغريدة ساخرة، قال العذبة: "معالي قرقاش شجاع، وسيغضب غضبا يربك الروس، وهو قدها وقدود كما يقول السيسي".
بدورهم رد مغردون إماراتيون كثر على "أبو هلالة" والعذبة، وسواهما، وشنوا حملة شرسة ضد الجزيرة وقطر، وكالوا لها الكثير من التهم.
يشار إلى أن وصف الإمارات لحادثة إسقاط تركيا للطائرة الروسية بـ"العمل الإرهابي"، أثار موجة غضب عارمة على الصعيد الخليجي خاصة، والعربي بشكل عام، حيث قال مغردون إن "الإمارات بهذا الإعلان تعلن اصطفافها بشكل واضح إلى جانب روسيا وإيران ونظام الأسد في وجه تركيا ودول الخليج".