طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، باتخاذ "إجراءات فورية" لانسحاب إسرائيل من مدينة رفح الفلسطينية، ووقف حربها على قطاع غزة التي دخلت شهرها التاسع.
جاء ذلك في كلمة خلال مؤتمر "الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة" الذي ينظمه الأردن بمشاركة مصر والأمم المتحدة، وانطلق صباح الثلاثاء، في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، وفق بيان للرئاسة المصرية اطلعت عليه الأناضول.
وأعرب الرئيس المصري عن تطلعه إلى أن "يقدم المؤتمر (للفلسطينيين) أملًا في غد مختلف يعيد لهم كرامتهم الإنسانية المهدرة وحقهم المشروع في العيش بسلام، ويسترجع لهم بعض الثقة بالقانون الدولي، وبعدالة ومصداقية ما يسمى النظام الدولي القائم على القواعد".
ولفت إلى "تحذير مصر المتكرر من خطورة هذه الحرب وتبعاتها، والتداعيات الجسيمة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، لما لها من تأثير وإقامة وضع يعوق التدفقات الإغاثية التي كانت تدخل القطاع بشكل رئيسي من معبر رفح".
وطالب السيسي بتضافر جهود وإرادة المجتمعين في المؤتمر لاتخاذ "خطوات فورية وفعالة وملموسة" بشأن "الوقف الفوري والشامل والمستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح كافة الرهائن والمحتجزين فورا".
ودعا إلى "اتخاذ خطوات فورية وفعالة وملموسة أيضا لإلزام إسرائيل بإنهاء حالة الحصار، والتوقف عن استخدام سلاح التجويع في عقاب أبناء القطاع".
وشدد على أهمية إلزام إسرائيل بـ"إزالة كافة العراقيل أمام النفاذ الفوري والمستدام والكافي للمساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من كافة المعابر، وتأمين الظروف اللازمة لتسليم وتوزيع هذه المساعدات إلى أبناء القطاع في مختلف مناطقه، والانسحاب من مدينة رفح".
وفي السياق، حث الرئيس المصري على "توفير الدعم والتمويل اللازمين لوكالة الأونروا حتى تتمكن من الاضطلاع بدورها الحيوي والمهم في مساعدة المدنيين الفلسطينيين".
وأكد ضرورة توفير الظروف اللازمة للعودة الفورية للنازحين الفلسطينيين في القطاع إلى مناطق سكنهم التي أُجبروا على النزوح منها بسبب الحرب الإسرائيلية.
وقال إن "الحلول العسكرية والأمنية لن تحمل للمنطقة إلا المزيد من الاضطراب والدماء".
وأشاد الرئيس المصري في ختام كلمته باعتراف دول وحكومات إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا بالدولة الفلسطينية، داعيا "باقي دول العالم إلى اتخاذ المسار ذاته".
وإلى جانب الأردن، يشارك في تنظيم المؤتمر مصر والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ويحضره رؤساء دول وحكومات وممثلو منظمات دولية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت قرابة 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.