حذرت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، من "خطر حقيقي للغاية" لمجاعة جماعية في العديد من مناطق السودان جراء الصراع المتواصل بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشيرة إلى تدهور النظام الصحي وخروج معظم المستشفيات عن العمل في الولايات المتضررة من النزاع.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن "الناس يموتون بسبب عدم توفر الخدمات الأساسية والأدوية، بينما هناك خطر حقيقي من مجاعة جماعية في بعض المناطق".
وأضاف أن العمل توقف في أكثر من 70 بالمئة من المستشفيات في الولايات السودانية المتضررة من الصراع وفي 45 من المرافق الصحية في خمس ولايات أخرى، وفقا لرويترز.
وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن المرافق الصحية التي ما زالت تعمل "تكتظ بأشخاص يطلبون الرعاية" الصحية، مؤكدا "توقف الخدمات الحيوية، ومنها رعاية صحة الأم والطفل، وإدارة سوء التغذية الحاد الشديد، وعلاج الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في مناطق كثيرة".
يأتي ذلك في ظل احتدام المعارك المتواصلة منذ الشهر المنصرم، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور وأكبر مدنها، وذلك رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور.
ومنذ نيسان/ أبريل 2023، تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ما تسبب في مقتل أكثر من 13 ألف شخص ونزوح 10 ملايين داخليا، وفقا للأمم المتحدة.
وفي شباط/ فبراير الماضي، أطلق الجيش السوداني مهمة عسكرية للقضاء على "الدعم السريع"، بعدما فشلت مفاوضات بينهما رعتها السعودية والولايات المتحدة في مدينة جدة خلال الفترة الماضية، بإحراز اختراق يقود إلى وقف الحرب التي دخلت شهرها الحادي عشر.
ولم تنجح مساع أفريقية تقودها "الهيئة الحكومية للتنمية شرق أفريقيا" (إيغاد)، بالجمع بين البرهان و"حميدتي"، تمهيدا لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات، وفقا لوكالة الأناضول.