[ النفط الأميركي تراجع إلى مادون 60 دولارا للبرميل (رويترز) ]
تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى أقل من 60 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ شهرين، متأثرا بالمخاوف المتنامية إزاء إمكانية تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وقطاع النفط عالق بين مطرقة المخاطر الجيوسياسية المحدقة به وانقطاع الإمدادات، وسندان الحرب التجارية الأميركية الصينية والأخبار الاقتصادية التي لا تُبشر بخير.
وقال الكاتب نك كانينغهام في تقريره الذي نشره موقع "أويل برايس" الأميركي، إن المخاوف تساهم في الضغط على حركة أسعار النفط، الأمر الذي بدأ يحصل بالفعل على الأقل في الوقت الراهن.
ورغم إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل بضعة أسابيع فرضها رسوما جمركية على سلع صينية بقيمة 250 مليار دولار، فقد بدا أن الأسواق المالية العالمية ترى أن هناك فرصة لتفادي الأسوأ وأن كلا الطرفين سيتوصلان إلى اتفاق.
لكن خطاب الجانبين الصيني والأميركي تغيّر، حيث اعتمد المسؤولون الأميركيون والصينيون على حد سواء لهجة أكثر قومية، وفق ما ذكر الكاتب. فلم ترفع إدارة ترامب قيمة التعريفات الجمركية فحسب، بل ضيقت الخناق أيضا على شركة هواوي.
وتشير الشائعات إلى أن الإدارة الأميركية ستفرض العقوبات على الشركات الصينية الأخرى، حسب الكاتب، الذي أضاف أن الصين بدأت الاستعداد لمجابهة هذا الصراع.
ووفق الكاتب، يشير التحول في اللهجة المعتمدة إلى أن الحرب التجارية ستطول.
ويقول إن التعريفات الأعلى قيمة على غرار 25 % على الواردات الصينية التي تقدر قيمتها بحوالي مئتي مليار دولار، والتعريفات المتبادلة على واردات الولايات المتحدة نحو الصين المقدرة بحوالي ستين مليار دولار، كانت سيئة بما فيه الكفاية.
السيناريو الأسوأ
يضيف الكاتب أن هناك سيناريو أسوأ سيحدث عما قريب، فقد هدّد ترامب بفرض جملة أخرى من التعريفات الجمركية، التي تشمل 25% من الضرائب على الواردات الصينية الإضافية التي تقدر بحوالي ثلاثمئة مليار دولار.
ورغم أن هذا السيناريو يبدو مستحيل التحقق، فإنه تصدّر عناوين المحللين.
وقال هؤلاء "إن العلاقة القائمة بين الولايات المتحدة والصين قد حادت عن مسارها خلال الأسبوعين الماضيين، بعدما تبين أنها تسير بخطى ثابتة نحو التوصل إلى اتفاق ضيق معترف به".
وأضاف المحللون "لا نعتقد أن الطرفين سيكونان قادرين على العودة إلى ما كانوا عليه في أواخر أبريل/نيسان".
وبين الكاتب أن أسعار النفط انخفضت بشكل حاد يوم الأربعاء وتراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى أقل من 60 دولارا للبرميل خلال منتصف نهار يوم الخميس الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط صعدت بنهاية تداولات الأسبوع بواقع 1%، لكنها سجلت أكبر هبوط أسبوعي هذا العام، كما أوردت رويترز.
مخاوف تجارية
بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالتجارة، هناك تداعيات طالت بالفعل الاقتصاد العالمي، فقد تراجعت مبيعات السيارات العالمية، وخفضت شركات صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم من الرواتب.
وأورد الكاتب أن هذه التوقعات تأتي في وقت تستمر فيه مخزونات النفط الخام الأميركية في الارتفاع.
وفي الواقع -يقول الكاتب- يغذي ارتفاع المخزونات التكهنات التي تشير إلى أن سوق النفط لا يعاني في الحقيقة من نقص في الإمدادات رغم سلسلة انقطاع الإمدادات الرئيسية التي طالته في جميع أنحاء العالم.
ونقل الكاتب ما جاء في مذكرة مجموعة "كومرسبانك" التي اعتبرت أنه "من المضلل أن ننظر فقط إلى اتجاهات المخزون في الولايات المتحدة عند تقييم الوضع في سوق النفط العالمية. ففي الواقع، تتأثر المخزونات في الولايات المتحدة بشكل كبير بالعوامل الخاصة بالبلاد على غرار ارتفاع إنتاج النفط المحلي وغياب القدرة الكافية لخطوط الأنابيب".
كنتيجة لذلك، لا يزال خام غرب تكساس يُتداول بسعر منخفض للغاية يبلغ حوالي 10 دولارات مقارنة بخام برنت.
ومن المرجح أن يجعل ارتفاع المخزون الأميركي السعودية أكثر ترددا فيما يتعلق بزيادة الإنتاج، حسب المحللين.
وأوضح الكاتب أن الضعف المفاجئ في الاقتصاد وفي سوق النفط، سيزيد من الضغط على أوبك بلس من أجل الحفاظ على خفض الإنتاج خلال النصف الثاني من العام.