قالت صندوق النقد الدولي إن الحرب التجارية التي يخوضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستكلف النمو العالمي نحو 700 مليار دولار بحلول العام 2020، أي ما يعادل حجم الاقتصاد السويسري، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
ورسمت المديرة الجديدة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا صورة قاتمة للاقتصاد العالمي، محذرة من أن الاقتصاد يمر بحالة تباطؤ حادة.
وقالت في خطاب قبيل اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن "نتوقع تباطؤ النمو للعام 2019 في حوالي 90% من العالم".
أدنى نمو في 10 سنوات
وأضافت جورجييفا -التي تولت منصبها قبل أسبوع واحد- أن "النمو سينخفض هذا العام إلى أدنى مستوى منذ بداية العقد الحالي".
وأشارت إلى أن التوترات التجارية تسببت جزئيا في تعثر المجال الصناعي وضعف الاستثمار، وأوجدت "خطرا جسيما" من امتداد هذا التعثر إلى مجالات اقتصادية أخرى، مثل قطاع الخدمات والاستهلاك.
وقالت مديرة صندوق النقد إن "نمو التجارة العالمية في حالة توقف تام تقريبا"، مشيرة إلى أن الخلافات الاقتصادية يمكن أن تستمر لـ"جيل" كامل.
ويشن الرئيس الأميركي منذ أكثر من عام ونصف عام حربا تجارية ضد الصين لوضع حد للممارسات التجارية التي يعتبرها "غير عادلة".
ومن الممكن أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 0.8% بحلول عام 2020 مقابل 0.5% في تقديرات يوليو/تموز الماضي "وهذا ما يعادل حجم اقتصاد سويسرا"، وفق التقرير ذاته.
بريكست
إلى جانب التجارة، فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق وديون الشركات يمثلان تهديدات خطيرة أخرى للاقتصاد العالمي.
وبحسب صندوق النقد، استفادت الشركات -في بعض البلدان- من انخفاض معدلات الفوائد للاستدانة بغية تمويل عمليات الاندماج والاستحواذ بدلا من الاستثمار.
وقالت جورجييفا إنه "في حالة حدوث تباطؤ كبير فإن ديون الشركات المعرضة للتخلف عن السداد سترتفع إلى 19 تريليون دولار أو نحو 40% من إجمالي الديون في ثمانية اقتصادات رئيسية" هي ألمانيا والصين وإسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة.
ولفتت إلى أن هذا الرقم أعلى من المستويات التي سجلت خلال الأزمة المالية لعام 2008.