[ تناول القهوة مفيد للصحة ]
إذا كنت من محبي القهوة، فيسعدنا إخبارك أن تناولك للقهوة بكميات معتدلة يساهم في التقليل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، وتحديدا أمراض الكبد؛ حيث أثبتت دراسة تحليلية مبنية على دراسات مختلفة أن تناول ثلاثة أو أربعة فناجين من القهوة مفيد للصحة.
نص التقرير
وفقا لأحدث الأبحاث لدينا، فإن شرب كميات معتدلة من القهوة -حوالي ثلاثة أو أربعة أكواب في اليوم- له إيجابيات على صحتنا أكثر من سلبياته. وهو أمر من الجدير معرفته، إذ يتم استهلاك أكثر من ملياري فنجان من القهوة كل يوم حول العالم.
وقد اقترحت دراسات سابقة وجود علاقة مفيدة بين شرب القهوة والتقليل من أمراض الكبد، حيث لدى مجموعتنا البحثية اهتمام بأمراض الكبد، لذلك أجرينا سابقا تحليلين؛ ركز التحليل الأول على العلاقة بين شرب القهوة وتليف الكبد، أما التحليل الثاني فركز على العلاقة بين شرب القهوة وسرطان الكبد، ووجدنا في الحالتين أن هناك خطرا أقل للإصابة بهذه الأمراض بين الناس الذين يشربون المزيد من القهوة.
ومع ذلك، فإن معظم هذه الأدلة هي من دراسات بالملاحظة، التي يمكن أن تجد روابط محتملة، ولكن لا يمكن إثبات السبب والنتيجة. وللتغلب على هذه القيود، خططنا لإجراء تجربة عشوائية خاضعة للرقابة مع مرضى يعانون من أمراض الكبد الدهنية غير الكحولية، لمعرفة ما إذا كانت القهوة تعمل كعلاج للحد من خطر تقدم المرض.
قبل أن نتمكن من البدء في إعطاء القهوة للمرضى، كنا بحاجة إلى معرفة ما إذا كان لشرب القهوة أي أضرار معترف بها؛ لذلك قررنا إجراء استعراض شامل لاستخلاص كم كبير من المعلومات الهامة حول شرب القهوة والصحة. تجمع الاستعراضات الشاملة بين التحليلات الأولية السابقة، لتعطينا ملخصا رفيع المستوى لنتائج البحث.
فوائد عديدة
عموما، أظهر تحليلنا الشامل أن شرب القهوة يرتبط في كثير من الأحيان بالفوائد بدلا من الأضرار. وفقا لبعض الحالات، يبدو أن أكبر فائدة ترتبط بثلاثة أو أربعة فناجين من القهوة كل يوم، وتشمل هذه النتيجة انخفاض خطر الوفاة بدون أسباب، أو الإصابة بأمراض القلب. ولم يرتبط شرب كميات أكبر من القهوة بأي أذى، ولكن في الوقت ذاته لم تكن الفوائد واضحة بصورة مطلقة.
كما يرتبط شرب القهوة بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ومتلازمة الأيض (متلازمة مقاومة الأنسولين)، والحصى الصفراوية، والحصى الكلوية، والنقرس. ووجدنا أيضا أنه مرتبط بانخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، ومرض باركنسون، والاكتئاب، ومرض الزهايمر. ولكن برزت فوائد شرب القهوة في حالات أمراض الكبد أكثر من غيرها من الحالات.
ومما يبعث على الاطمئنان أنه لم تظهر أضرار لشرب كميات معتدلة من القهوة، بصرف النظر عن أضرار القهوة في فترة الحمل، والتي ترتبط بانخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة (في الأشهر الستة الأولى من الحمل) والإجهاض. هذه ليست معلومات جديدة، فهناك مبادئ توجيهية للحد من تناول الكافيين في فترة الحمل. ووجدنا أيضا زيادة صغيرة في خطر حدوث كسر لدى النساء، ولكن هناك بعض التناقض في الأدلة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث.
فلتتناولها باعتدال
ينبغي تفسير نتائج دراستنا المبنية على الاستعراض الشامل بحذر، إذ إن الأدلة في الاستعراض مبنية أساسا على دراسات بالملاحظة، لذلك لا يمكننا استقراء النتائج التي توصلنا إليها لحث الناس على بدء شرب القهوة أو زيادة تناولها في محاولات ليصبحوا أكثر صحة. ما يمكننا قوله هو إن الناس الذين يستهلكون كميات معتدلة من القهوة كجزء من نظامهم الغذائي، يحصلون على الأرجح على فوائد صحية منها بدلا من الضرر.
تجدر الإشارة إلى أن دراستنا تتمحور حول القهوة، ولا يتعلق الأمر بالسكر والعصائر والبسكويت والكعك والمعجنات، إذ لا تزال معايير الاستهلاك الصحي تنطبق على تلك الأنواع من الطعام. وبعبارة أخرى؛ إذا كنت تشرب القهوة بالفعل، وتستمتع بها، فحاول تناولها بمعايير صحية قدر الإمكان.