السعودية في وضع المتفرج.. ما وراء تصعيد الإمارات وأدواتها في شبوة وأبين؟
- خاص الخميس, 12 ديسمبر, 2019 - 08:01 مساءً
السعودية في وضع المتفرج.. ما وراء تصعيد الإمارات وأدواتها في شبوة وأبين؟

[ السعودية في وضع المتفرج.. ما وراء التصعيد العسكري للإمارات في شبوة وأبين؟ ]

تدفع الإمارات العربية المتحدة بالمجلس الانتقالي الجنوبي إلى التصعيد في محافظتي أبين وشبوة ضد القوات الحكومية، في مساعٍ لإفشال اتفاق الرياض ولإسقاط شبوة التي لم يستطع الانتقالي اقتحامها مطلع أغسطس/ آذار الماضي، وباءت محاولاته بالفشل.

 

بالتوازي مع استمرار الانتقالي الجنوبي الدفع بتعزيزات عسكرية إلى أبين، واستحداث مواقع جديدة في الشريط الساحلي لخط شقرة، والتي كان آخرها بقيادة أحد مقربي رئيس المجلس الانتقالي ويدعى علي عبد الله شائع الزبيدي قائد ما يسمى باللواء 12 صاعقة والذي لا يخضع لوزارة الدفاع اليمنية ويشكل أحد الأجنحة العسكرية المدعومة إماراتيا في جنوب اليمن، صعدت دولة الإمارات من تحركاتها العسكرية ودعمها لتحركات مليشيات الانتقالي التي تستهدف قوات الحكومة الشرعية في محافظة شبوة، بحسب تأكيد محافظ المحافظة في مذكرة رفعها يوم أمس لرئيس الجمهورية.

 

تصعيد وألوية جديدة

 

وبعد يوم من كمين لمليشيات المجلس الانتقالي أوقع قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية أمس الأربعاء وكذلك اليوم الخميس، أصيب جنديان في كمين مماثل لقوات الجيش في مديرية المحفد، وهو ما يؤكد استمرار مليشيات الانتقالي في التصعيد والضرب بالتزامات اتفاق الرياض عرض الحائط، وبدعم واضح من قبل أبو ظبي التي تواصل دعمها لمليشيات الانتقالي في محافظات شبوة وأبين وعدن ولحج والضالع ودعمها بالسلاح وتأسيس تشكيلات عسكرية جديدة، والتي كان أخرها تأسيس لواء جديد في محافظة الضالع سمي باللواء الخامس مقاومة، بينما تجري الاستعدادات لإعلان لواء عسكري جديد آخر يجري تدريب منتسبيه في مديرية الضالع منذ شهر ونيف واستحدث له مقرا في منطقة سناح شمال مدينة الضالع.

 

صمت سعودي

 

ويأتي تصعيد الإمارات وأدواتها بعد يومين من تواتر أنباء عن وصول فريق عسكري سعودي لنزع التوتر بين قوات الحكومة الشرعية ومليشيات الانتقالي في مناطق التماس بمحافظتي شبوة وأبين، وبرغم عدم تأكيد أي مصادر رسمية لتلك الأنباء فإن التحركات الأخيرة للإمارات وأدواتها تهدد بفشل اتفاق الرياض، وإفشال جهود المملكة التي بذلتها حتى الوصول إلى اتفاق وقع عليه والتزمت الحكومة والانتقالي بتنفيذه.

 

استهداف وتهديد

 

وتزامن التصعيد مع بدء فعلي لقوات ما يسمى بالانتقالي بتنفيذ عدة هجمات على القوات الحكومية، وكان أخطرها كمين لما تسمى بقوات الحزام الأمني -وهي تشكيل عسكري قامت أبو ظبي بتشكيله ولا يخضع للسلطة الشرعية- استهدف قوات حكومية في المحفد وأدى لمقتل وإصابة عدد من الجنود، بحسب بيان نشرته ما تسمى بقوات الحزام في محافظة أبين بحسابها على فيسبوك.

 

وتزامن التصعيد مع تصريحات جديدة لرئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي أكد فيه أن قوات النخبة الشبوانية ستعود إلى محافظة شبوة في وقت قريب، على حد قوله.

 

الطيران مجددا

 

وفي ذات اليوم، تزامن التصعيد مع تهديد عسكري للإمارات عبر طائراتها التي قامت بتهديد نقاط للقوات الحكومية في محافظة شبوة بفتح حاجز الصوت لدى مرورها بالنقاط الحكومية أثناء مرور رتل عسكري للإمارات منها، ومنعا لتفتيشها، وهي التحركات التي أكد محافظ شبوة أنها تأتي لدعم مليشيات الانتقالي لتقوم بتنفيذ هجمات تستهدف القوات الحكومية في المحافظة، حيث كانت قوات الجيش قد كشفت في وقت سابق عن قيامها بضبط صواريخ حرارية بمعية رتل عسكري إماراتي في إحدى نقاط القوات الحكومية، كانت في طريقها لمليشيات الانتقالي.

 

وهو الأمر الذي يثير التساؤلات ما وراء هذا التصعيد الخطير للإمارات وأدواتها؟ وهل بدأت أبو ظبي وأدواتها في استئناف حربها على الشرعية؟ وما مستقبل اتفاق الرياض إزاء كل ذلك؟

 

قرار ببدء الحرب

 

بحسب مصادر مطلعة، فقد أكدت أن رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي عاد من أبو ظبي لتنفيذ قرار إماراتي بتفجير الوضع من جديد، واستكمال بسط سيطرة مليشيات الانتقالي على ما تبقى من محافظتي أبين وشبوة، وهو القرار الذي تؤكده تحركات الزبيدي من خلال قيامه بعقد سلسلة لقاءات متواصلة بقيادات مليشياته العسكرية تحت مسمى القائد العام للقوات المسلحة الجنوبية، وقيامه بإرسال تعزيزات متواصلة إلى محافظة أبين، وتفجير الوضع في محافظتي شبوة وأبين، وبدعم إماراتي واضح.

 

صمت حكومي

 

وحتى اللحظة فعدا تصريح يتيم لناطق الحكومة اليمنية توضيحا لجزئية وحيدة في المشهد وهي المتعلقة بإرسال تعزيزات عسكرية حكومية إلى شقرة، فإن الحكومة والرئاسة اليمنية لا زالت تلتزم الصمت إزاء كل ذلك.

 

في حين ينتظر ردة فعل الرئيس هادي ردا على رسالة محافظ شبوة محمد صالح بن عديو التي خاطبه فيها عن تصعيد دولة الإمارات الجديد في المحافظة.

 

وطالب بن عديو الرئيس هادي بوقف استفزاز القوات الإماراتية للجيش الحكومي، محذراً من توتر الأوضاع في المحافظة الواقعة جنوب شرقي البلاد.

 

وقال محافظ شبوة إن طيران الأباتشي الإماراتي اخترق حاجز الصوت وهبط إلى مقربة من المعسكرات التابعة للقوت الحكومية جنوبي المحافظة.

 

الجيش يرد

 

وعلى وقع التحركات شهدت محافظتا شبوة وأبين تحركا لقوات الجيش الوطني، إذ لم تقف مكتوفة الأيدي وقامت بتمشيط مديرية المحفد وإحكام السيطرة عليها عقب الكمائن التي تعرضت لها قوات الجيش خلال اليومين الماضيين في تلك المديرية، وبرغم ذلك فلم يصدر حتى اللحظة أي موقف عن الحكومة اليمنية ورئاسة الجمهورية إزاء التصعيد الأخير -حتى لحظة كتابة الخبر- بينما تقف المملكة العربية السعودية راعية اتفاق الرياض موقف المتفرج، برغم تصاعد أعمال العنف وحدة التوتر المسلح في أبين وشبوة بين القوات الحكومية ومليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.

 

ومع تعثر تنفيذ إتفاق الرياض بعد مضي أكثر من شهر على توقيعه، فإن الحرب يبدو هي من ستحسم التنازع في السلطات والسيطرة على الواقع بين الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي، في حين أصبحت الحرب ضد المتمردين الحوثيين شيئا ثانويا لدى معظم الأطراف.


التعليقات