قال كبير مديري التواصل بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" جوناثان فاولر، إن 60 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة معزولون تماما ويحيط بهم الموت من كل جانب تحت الحصار الإسرائيلي المطبق.
وفي مقابلة مع الأناضول، تطرق فاولر إلى قضية إدخال المساعدات الإنسانية المتعثرة إلى شمال غزة والقطاع عموما الذي يتعرض لإبادة جماعية إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتواصل إسرائيل منع إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة المحاصر منذ 62 يوما ويعيش فيه نحو 60 ألف فلسطيني، وفق فاولر.
وفي 5 أكتوبر الماضي اجتاح الجيش الإسرائيلي شمال القطاع، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب باحتلال الشمال وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
** مساعدات ممنوعة
وأشار فاولر إلى أن قطاع غزة وصل إلى مستوى غير مسبوق من المأساة الشديدة والأزمة الإنسانية.
وقال: "أينما نظرتم هناك مؤشرات لكارثة بكل ما تعنيه الكلمة، هناك نقص في الدواء والغذاء ومياه الشرب".
وأضاف: "يبلغ عدد السكان بغزة حوالي 2 مليون شخص وهم يعتمدون بصورة كاملة على المساعدات الإنسانية من أجل بقائهم. هذه كارثة من صنع الإنسان وغير معقولة على الإطلاق أن تستمر هذا".
ومتحدثا عن انخفاض عدد شاحنات الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة، أفاد فاولر بأن "75 شاحنة فقط تمكنت من دخول القطاع من جميع البوابات الحدودية في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي".
وذكّر بأن ما يقرب من 500 شاحنة مساعدات يجب أن تدخل غزة يوميا لتلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين بالقطاع، وهو رقم لم يتحقق مطلقا منذ 7 أكتوبر 2023.
** مركز المأساة
وأوضح المسؤول الأممي أن منظمته لم تتمكن من الوصول إلى شمال غزة الواقع تحت الحصار.
وقال: "ما زالت إسرائيل تمنعنا من دخول شمال غزة لمواصلة أعمال المساعدات الإنسانية، هناك حصار منذ 62 يوما تقريبا في شمال غزة ويعيش هناك 60 ألف فلسطيني".
وأضاف: "الناس هناك معزولون تماما، ليس لديهم طعام أو ماء، ولا حتى سيارات إسعاف أو خدمات مماثلة".
وأردف فاولر: "تُرك الناس ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم. الموت يحيط بهم من كل جانب".
وحذر من "مخاطر متزايدة لسوء التغذية شمال غزة، فهذه النتيجة ليست مفاجئة بالنسبة لمنطقة لم يدخلها غذاء منذ 62 يوما".
وتابع: "الناس في هذه المنطقة المحاصرة سيموتون من الجوع. ماذا يمكنهم أن يفعلوا إذا لم يتمكنوا من الحصول على مواد الإغاثة؟ لا يوجد شيء للأكل أساسا".
وذكر أنهم يحاولون الوصول إلى المحتاجين في شمال غزة كل يوم، لكن إسرائيل لا تكف عن منعهم.
** قرار صعب
ولفت فاولر إلى أنهم اضطروا إلى وقف إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم الحدودي مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وذلك بسبب مشاكل تتعلق بأمن العمليات.
وشدد على ضرورة أن يكون عمال الإغاثة الإنسانية قادرين على العمل بأمان قدر الإمكان.
وحمّل المسؤول الأممي إسرائيل "مسؤولية حماية المساعدات الإنسانية من السرقة بعد دخولها إلى القطاع من المعابر".
وفي 11 أغسطس/ آب الماضي، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصادر في منظمات إغاثية دولية عاملة بغزة لم تسمها، قولها إن "الجيش الإسرائيلي يسمح لمسلحين بنهب شاحنات المساعدات بغزة وابتزاز أموال حماية من سائقيها".
وخلال 61 يوما من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي شمال غزة، قتل وفقد أكثر من 3700 فلسطيني وأصيب حوالي 10 آلاف آخرين واعتقل 1750، وفق بيان صدر عن المكتب الإعلامي الحكومي في 2 ديسمبر الجاري.
وقال المكتب الحكومي في بيانه: "الاحتلال منع عمل طواقم الدفاع المدني في المحافظة، إضافة إلى تدميره للقطاعات الحيوية وعلى رأسها القطاع الصحي والمستشفيات، وتدمير شبكات المياه والصرف الصحي والبنية التحتية وشبكات الطرق والشوارع، ما فاقم من الأزمة الإنسانية بالمحافظة".
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 150 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.