[ شركة بترومسيلة ـ ارشيف ]
أعلنت شركة بترومسيلة، توقف عملية الإنتاج والتكرير بشكل كلي، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية بالمحافظة الغنية بالنفط، جراء التصعيد الذي تقوده مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا بهدف السيطرة على المحافظة بقوة السلاح.
وقالت الشركة في بيان لها، بأنها اضطرّت إلى وقف عمليات الإنتاج والتكرير بصورة كاملة في حقول وآبار ومنشآت قطاع (14)، منذُ يوم السبت الموافق 29 نوفمبر 2025م، نتيجةً لتدهور الأوضاع الأمنية حول منشآت القطاع.

وأوضحت أن هذا الإجراء يعد من أولويات قواعد الأمن والسلامة الأساسية والصارمة في الصناعة النفطية في الحالات الأمنية الطارئة، حرصاً من الشركة على أرواح العاملين والمجتمعات المجاورة وعلى سلامة المنشآت في القطاع والحفاظ على البيئة في المناطق المجاورة.
وأكدت أن تعرض المواد النفطية والغازية في الخزانات والمنشآت لأي حادث عرضي جراء أي إشتباكات مسلحة قد يؤدي إلى حوادث كارثية وخسائر هائلة، لا يُحمد عقباها.
وأشارت إلى أن شركة بترومسيلة حافظت على إستمرار الحد الأدنى من العمليات الإنتاجية في قطاع (10) لغرض توفير كميات وقود الغاز الضرورية المصاحبة لإنتاج النفط لتشغيل محطة وادي حضرموت الغازية (75 ميجاوات) التي تشغلها الشركة ومحطة الجزيرة الغازية، حيث تولي هذا الأمر أولوية قصوى لتزويد المواطنين بالكهرباء.
ولفتت الشركة إلى استمرار العمليات حتى الساعة الثامنة من مساء يوم أمس الأحد الموافق 30 نوفمبر 2025م، حين إضطرت الشركة إلى وقف عمليات قطاع (10) أيضاً بعد إمتلاء خزانات النفط الخام في القطاع وعدم التمكن من ضخ الكميات المخزونة إلى قطاع (14) نتيجةّ تصاعد حدة الأوضاع الأمنية، كما أوضحنا أعلاه.
وقالت بأنه وبناء على تلك الظروف القاهرة، توقفت إمدادات وقود الغاز اللازمة لتشغيل المحطتين الغازيتين، وتم إجراء إطفاء تدريجي للمنشآت الغازية ومحطة كهرباء وادي حضرموت الغازية (75 ميجاوات).
وأضافت: "لقد دأبت كوادر شركة بترومسيلة على العمل بصمت ودون كلل في جميع الظروف من أجل خدمة المواطنين ودعم الإقتصاد الوطني"، معبرة عن أسفها لإضطرارها اتخاذ تلك الإجراءات الإحترازية الخارجة عن إرادتها، التي أدّت إلى توقف إمدادات وقود الديزل والغاز وتوليد الكهرباء وأثّرت على حياة المواطنين في محافظة حضرموت.
وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش إن حضرموت تتعرض لغزو قبلي خارجي بآلاف المقاتلين القبليين من الضالع ويافع، مع تعزيزات عسكرية، واحتلال لعدة معسكرات ومواقع نفطية.
وكشف بن حبريش في لقاء مع قناة بي بي سي عربية عن وصول مجاميع قبلية مسلحة سيطرت على على منطقة الضبة المطلة على البحر العربي، وكثير من المواقع في الساحل وتهدد القوات الحضرمية، مشيرا إلى أن الحلف قام بخطوة استباقية لحماية النفط في بترومسيلة.
وأضاف بالقول: نحن في أرضنا وندافع عن بلدنا تجاه الحشود المسلحة المدعومة الخارج تجتاح أرضنا بقوة السلاح، وأوضح أن الانتقالي يريد السيطرة والهيمنة على النفط، وفرض القوة باسم المشروع الجنوبي الذي لا يحظى بقبول في حضرموت، وفق تعبيره.
وقال بن حبريش إن مطالبهم هي الحكم الذاتي لحضرموت، مؤكدا أن كلمة قبائل حضرموت الموحدة، والمظالم التي تعرضت لها أزعجت بعض الأطراف المحلية والخارجية، ودفعتهم لاستهداف المحافظة.
ونفى بن حبريش التبعية في ولاءه للحوثي وإيران، وجدد التأكيد أنهم يدافعون عن حضرموت، ويتعرضون لغزو قبلي مسلح، وأنهم في حالة الدفاع عن النفس، بما لديهم من قوات وإمكانيات، وصفها بالقليلة، نافيا تلقي الدعم من أي طرف داخلي أو خارجي، ومطالبا المجتمع الدولي لإدراك ما يجري في حضرموت.
وأعرب عن أمله في تدخل السعودية، التي قال إنهم يرتبطون بها بأواصر تأريخية، وأن الحق لديها في التدخل كدولة مجاورة، معتبرا أن الهدف الأساسي في حضرموت يأتي لفرض مكون سياسي بقوة السلاح، والسيطرة على النفط، وفرض رؤيتهم على المحافظة.
وذكر بن حبريش إن المجلس الانتقالي ومشروعه وسياسته مدعوم من دولة الإمارات، معتببرا هذا الحديث هذا ليس مخفي، وقال إن المجلس يتلقى الدعم والتسليح منها، ومدفوعين منها، مضيفا بالقول: "ولا نتوقع أن يدعم التحالف بقيادة السعودية علينا قوة مسلحة من خارج المحافظة".
وختم بن حبريش تصريحه بالقول "ليس لدينا خيار سوى الدفاع عن أرضنا، ونحن أقرب للسعودية، ولدينا ارتباط تاريخي معها، وهناك أهداف واضحة في حضرموت، ولن نسمح بالسيطرة على المنشأت النفطية والتحكم بها فيما بعد.