إيران تدرس مبكراً ردة فعل "ترامب" بدءاً من اليمن (تحليل)
- خاص  الأحد, 27 نوفمبر, 2016 - 07:01 مساءً
إيران تدرس مبكراً ردة فعل

تستمر التصريحات الإيرانية التي تحفل بها وسائل الإعلام من تهديدات للمملكة العربية السعودية باستخدام اليمن كقاعدة عسكرية تنطلق منها الهجمات ضد الأراضي السعودية، وهذه التصريحات لا تعني فقط العلاقات اليمنية-الإيرانية-السعودية بل هي رسائل أيضاً للداخل والخارج.

يوم السبت (26نوفمبر/تشرين الثاني) كان هناك ثلاثة تصريحات إيرانية تتحدث في ذات الموضوع، كلها تخص الحرس الثوري والدفاع الإيرانية، فبدءً من إعلان رئيس هيئة الأركان محمد باقري بحاجة إيران إلى قواعد عسكرية على المياه اليمنية إلى جانب السورية، إلى تصريح وزير الدفاع حسين دهقاني الذي يرى أن روح التعبئة الثورية (الباسيج) هي المسيطرة والغالبة في اليمن والعراق وسوريا، وستستمر إيران في دعمها لحماية أمن الجمهورية الإيرانية، تبدو تصريحات متزامنة باتجاه واحد.
آ 
كما أن قائد القوات البحرية للحرس الثوري الأميرال علي فدوي تحدث بمنطلق تأكيدي بأن هذه الجماعات التابعة لـقوات التعبئة الإيرانية هي السلاح المميز الذي تملكه إيران وهذا السلاح يقارن "مع ما يمتلكه الأعداء لكن بفضل سلاح الإيمان والروح الثورية المضحية التي يمتلكها مقاتلينا نحارب الآن الأعداء في عقر دارهم وليس على أرضنا وهذا ما يخشاه الأعداء، وإن الأعداء لا يمكنهمآ  الوقوف بوجه إيران وقوتها".- في إشارة إلى المملكة العربية السعودية.
آ 
تتجاوز تلك التصريحات ما يمكن الحديث عنه أنها رسائل للسعودية مع أنها كذلك بطبيعة الحال، فالرسائل تصل إلى الإدارة الأمريكية الجديدة التي أدى فوز دونالد ترامب (الذي أعلن عداءه للاتفاق النووي) إلى عودة الحرس الثوري بعنجهية القيادة والسيطرة للنظام الإيراني ليخفي مشاريع الإصلاحيين القريبين من روحاني. تقول تلك الرسالة إنه وحتى وإن فشل الاتفاق النووي وعادة العقوبات من جديد لكبح جماح تمددنا فإن لدينا مقاتلين يملكون الروح الثورية للجمهورية الإسلامية باستطاعتها استهداف حلفاء واشنطن في عقر دارهم، ولا يمكن بأي حال استهدافنا، فقواتنا ستكون أمام أعين الجميع في المحيطات والبحار.
آ 
تعول إيران-كما حليفها الحوثي- على حالة التشظي والدوائر الصغيرة الممزقة لصنع القرار السياسي الخليجي (وداخل التحالف) ورؤيتها بأن سياسة الولايات المتحدة (شاخت في الشرق الأوسط) تصنع لها الكثير من التقدم وبناء ميليشيات شعبوية يمكنها من تحقيق طموحها في قيادة المنطقة ولا تمثل الرياض إلا آخر القلاع التي يمكن أن تتصدى لها، وبدون وجود قوة سياسية واستراتيجية لدى الرياض لتشرك معها الفاعلين الإقليميين (العرب والأتراك) فسوف تكون طهران هي البديل الوحيد المتبقي لدى (روسيا) و (ترامب) الذي لن يخاطر بقمع المشروع الإيراني خوفاً على رؤيته الانتخابية التي تنكفئ على الداخل وتهاجم ممالك الخليج.
آ 
لذا فإيران مستمرة في مرحلة دراسة مبكرة تقيس "رجع الصدى" وردات الفعل لدى الإدارة الأمريكية، لتدرس نوعية السياسة الخارجية للأمريكيين، ويبدو أن الجميع بما فيهم روسيا والصين ودول الخليج يقومون بتلك الدراسات في محاولة لفهم الطبيعة التي يمكن أن تتفاعل معها الإدارة الأمريكية الجديدة.
آ 


التعليقات